الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أعتز بتجربتي مع «الأسود» وكأس العالم أهم أولوياتي

أعتز بتجربتي مع «الأسود» وكأس العالم أهم أولوياتي
28 يناير 2015 22:57
سيدني (الاتحاد) تردد اسمه كثيراً مع المنتخب العراقي في المرحلة الأخيرة، سواء في كأس الخليج بالرياض، أو في نهائيات أمم آسيا بأستراليا، ونظراً للنتائج المخيبة للآمال بالنسبة لأسود الرافدين في كأس الخليج، فلم يتعرف عليه الكثيرون، ولم يعلق اسمه بذاكرة المتابعين، لكن مع انطلاق منافسات أمم آسيا بدأ يظهر جستن عزيز اللاعب العراقي المولود بأميركا والحاصل على الجنسية الأميركية، ولفت الانتباه سريعاً، وشارك مع الأسود في مباراتين، نصف المباريات الأربع التي خاضوها في النسخة السادسة عشرة من البطولة. وعند الاقتراب منه للتعرف على قصته مع الأسود قبل مباراة نصف النهائي، أكد أنه من الصعب أن يتحدث لأنه يضع كل تركيزه في اللقاء، هو وكل زملائه، لكننا وبعد نهاية المباراة أخذنا الموعد معه ليروي لنا قصته الكاملة منذ أن بدأ ممارسة كرة القدم، وحتى تطور وانضم للدوري الأميركي، وملابسات وإجراءات انضمامه للمنتخب العراقي، ولم ننس أن نتحدث معه عن شعوره بعدم المشاركة مع الفريق في نصف النهائي، وخسارة الأسود أمام كوريا الجنوبية، وكان جستن هادئاً كعادته في كل الردود، وصريحاً في الوقت نفسه. في البداية أكد جستن أنه سعيد للغاية بتجربته مع المنتخب العراقي، وأنه يعتز بها ويعتبرها من أروع اللحظات في حياته، مشيراً إلى أنه ما زال في بداية التجربة، لكنه استفاد الكثير منها، وسوف يحرص على تحقيق كل طموحاته وطموحات أسرته من خلالها. وقال جستن الذي يلعب في فريق كولمبوس كرو بالدوري الأميركي، ولا يتحدث العربية، إنه عشق الكرة منذ الصغر، وتدرج في تدريباته بالمراحل السنية في ناديا بافاباي ريفرايدرز، وميتشجان وليفراينز، وأن أسرته العراقية الأصل كانت أكبر داعم له في مسيرته الكروية من بدايتها، حتى تلك اللحظة، بشرط واحد أن يوازن بين الدراسة وبين الكرة. وتابع قائلاً: لم أنقطع عن العراق لحظة واحدة، فحديث أسرتي كله تقريباً عن العراق، برغم أن اللغة المستخدمة في المنزل هي الإنجليزية، وأنه بعد أن وصل لسن الفريق الأول انتقل لفريق أريزونا ساواروس في أميركا ولعب له عامان، ثم انتقل بعد ذلك إلى نادي كولومبوس كرو. وعن قصة التحاقه بمنتخب العراق، قال: علمت أن اسمي طرح من مقدم برامج كرة عراقي يدعى حسام حسن في قناة الحرة، وعرض بعض اللقطات لي مع فريقي كولومبوس، وكان ذلك في أوائل 2014، وبدأ بعض الشباب المغتربين في الخارج المتبنين لمشروع إعادة ربط العراقيين في الخارج في مختلف البلاد بوطنهم التواصل معي وعرض الموضوع علي، ولم أبدِ أي رفض أو موافقة، وبدأت الإجراءات القانونية في تخليص الأوراق لزيارة العراق، لكنها كانت تسير بسرعة النملة، حتى بدأ يتم التواصل معي بشكل رسمي عن طريق باسل كوركيس مدرب المنتخب الوطني. وتابعت الإعلام الرياضي الذي بدأ يضغط بقوة في موضوعي فاستجابت كل الجهات وأرسلت كل أوراقي الثبوتية إلى السفارة العراقية في أميركا حتى تم تخليص كل إجراءات انضمامي، وكان ذلك قبل كأس الخليج بثلاثة أسابيع تقريبا، فانضممت للفريق وشاركت معه في كأس الخليج، لكنها لم تكن مشاركة ناجحة، ثم عدت إلى أميركا، وكان الدوري متوقفا، فلم أكتسب فورمة المباريات، ودعيت للمنتخب العراقي بمعسكر الإمارات في 21 أغسطس، ونجح المدرب راضي شنيشل في تجهيزي تدريجياً. وعن مشاعره بارتداء القميص العراقي ومدى انتمائه بما أنه ولد في الولايات المتحدة الأميركية، قال جستن: الانتماء بالدم، ودمي عراقي، ولا أستطيع في نفس الوقت أن أنكر فضل أميركا علي لأنني قضيت فيها عمري كله، ولا زلت بها حتى الآن، وأشعر بالسعادة بالجمع بين الأصول العراقية التي أعتز بها، وبين الحياة في أميركا التي أستمتع بها. وعما إذا كان قد تلقى عروضاً من الاتحاد الأميركي لضمه للمنتخب، قال: الصحافة الأميركية كتبت عني، ونحن في مرحلة التواصل الأولى مع الاتحاد العراقي، وبالفعل بدأ يتصل بي بعض المسؤولين في الاتحاد، لكني كنت قد اتخذت قراري وأقبلت على التجربة، وباركتها الأسرة التي تشعر بسعادة كبيرة لهذه الخطوة وتدعمني في كل توجهاتي، وبالتالي أغلق ملف الالتحاق بالمنتخب الأميركي من بدايته. وعما إذا كان قد زار العراق من قبل، قال: لم أزر العراق من قبل، لكني أتمنى زيارة بغداد في أقرب وقت، وإجراءات انضمامي كلها تمت من خلال السفارة في أميركا، كما أنني ألتحق بمعسكرات المنتخب الخارجية، وأشارك في بطولاته، ثم أعود سريعاً إلى أميركا للانخراط مع فريقي، ومنح جزء ليس بقليل من وقتي للدراسة. وعندما سألنا جستن عن دراسته، قال: أنا في العام الأخير من دراسة طب الأسنان، وفي العام القادم سوف أتخرج، وأكون طبيبا، وهذا كان شرط أسرتي الذي تحدثت عنه في البداية، وهو التوازن بين النجاح في الدراسة والنجاح في اللعبة، وأظن أنني أسير في الاتجاه الصحيح، ولا أجد مشكلة في توزيع الوقت على الجهتين. وعن رأيه في المحصلة النهائية للمنتخب في كأس آسيا، قال: منتخب العراق حقق أكبر مفاجأة في البطولة، وهي التأهل لنصف النهائي، في ظل ظروفه الصعبة التي يعلمها الجميع، خصوصاً أنه كان صاحب المركز الأخير في كأس الخليج بالرياض، وخلال شهر ونصف استعاد توازنه، وشارك بنجاح في الدور الأول بالبطولة الآسيوية، وتجاوز مجموعته، ثم إلى دور الثمانية، وتجاوزه وسط زهول الجميع، وإذا كان قد خسر في نصف النهائي فهو أكثر المنتخبات صموداً وجدراة، على ضوء الظروف التي يمر بها من الحظر، ومن عدم الاستقرار الفني، حيث إن الكابتن راضي شنيشل تم استدعاؤه قبل البطولة بعدة أسابيع من نادي قطر القطري. وعلى ذكر المدرب راضي شنيشل سألناه لماذا لم تشارك في نصف النهائي برغم أنك كنت مرشحاً بقوة، ولم يدفع بك حتى في الشوط الثاني، قال: هذا قرار مدرب وأنا أحترم القرار، وليس من حقي التعليق عليه، لأنه بالتأكيد يريد أن يفوز، ومن يريد أن يفوز يستغل كل أوراقه. وعندما سألناه، هل أنت حزين لعدم المشاركة في نصف النهائي، قال: أنا إنسان طبيعي، خسرنا المباراة وأنا حزين على ذلك، ولم أشارك ومن الطبيعي كنت أتمنى المشاركة، لكني ما زلت في بداية تجربتي مع الأسود، وأتمنى أن أحقق فيها كل طموحاتي. وعن طموحاته مع الأسود، قال: بلا شك هي التأهل لنهائيات كأس العالم المقبلة في موسكو، وهي حلم دائم لكل المنتخبات، لكني متفائل بهذا الجيل من اللاعبين أن يحقق هذا الحلم، لأن ما حققوه في آسيا يبعث على التفاؤل. وعما إذا كانت مسألة عدم مشاركته في نصف النهائي أغضبته أو وترت العلاقة بينه وبين المدرب، قال: بالتأكيد لا، لأن هذا قرار مدرب، وأنا لاعب محترف، أعرف ما لي وما علي، وأقدر موقف المدرب فعلاقتي به أكثر من رائعة، وأنا لم أشارك في الدوري المحلي لأنه لم يبدأ بعد، وأدرك أن الجميع في المنتخب العراقي يضحي من أجل إسعاد الشعب. وعما إذا كان سيتوجه إلى العراق بعد البطولة أو إلى أميركا، قال: سوف أعود إلى أميركا مباشرة في اليوم التالي لنهاية البطولة في أستراليا لألتحق بفريق كولومبوس، وأستعد معه للعودة من جديد للنشاط المحلي في الدوري. مؤتمر الكفاءات الرياضية أقر المبدأ الحارس: الفكرة بدأت منذ 4 سنوات سيدني (الاتحاد) يقول طارق الحارس مدير الإعلام في منتخب العراق، إن فكرة الاستعانة بالأجانب من أصول عراقية حول العالم بدأت منذ 4 سنوات مع عدد من العراقيين المغتربين والمقيمين في دول أوروبا، وطرحوها على اتحاد الكرة الذي باركها، ثم أعد الاتحاد قائمة باللاعبين الذين جمع المعلومات عنهم وأعطاها للمدرب الألماني سبانش، وبدوره قام سبانش بجولة خارجية تابع فيها اللاعبين في أوروبا، وتعرف إلى أكثر من لاعب. وفي قصة جستن تدخلت الحكومة من خلال وزير الشباب، وتدخلت اللجنة الأولمبية والاتحاد العراقي لكرة القدم، وتم إنهاء الموضوع بمساعدة أعضاء من البرلمان، وعدد من وسائل الإعلام المحلية، ولعبت دوراً كبيراً في مهمته، وقال: «لدينا لاعبون آخرون في المنتخب مثله يعيشون في الخارج من أصول عراقية مثل ياسر قاسم المقيم في إنجلترا، وأبواه عراقيان حاصلان على الجنسية البريطانية، كما أن أسامه رشيد معه الجنسية الهولندية لكنه عراقي، وكل هذه الأسماء من نتاج التوجه الذي تبنته اللجنة الأولمبية والاتحاد العراقي للاستفادة من الأبناء المقيمين في الخارج، وكان فيه معارضة، لكن الرأي الأصوب ساد بعد أن عقد مؤتمر للكفاءات الرياضية في الخارج وأقر المبدأ، ونحن نتابع الآن التجربة الناجحة في الجزائر التي أنتجت منتحباً مميزاً شارك في كأس العالم وكان حديث كل العرب، والذي يشارك حالياً في كأس أمم أفريقيا». رسالتان .. وليست واحدة سيدني (الاتحاد) عندما سألنا جستن هل تريد توجيه رسالة إلى منتخب الإمارات في كأس آسيا؟، قال: «أوجه رسالة إلى منتخب الإمارات وأخرى إلى منتخب أستراليا أيضاً، لأنني أعرف كاهيل جيداً، فقد لعب بالدوري الأميركي، وهو من المهاجمين المميزين». وتابع: «عموماً المنتخبان متميزان، وكلاهما يؤدي بشكل رائع، والإمارات أخرجت البطل فلها منطقها، وأستراليا تلعب وسط جماهيرها، وتقدم عروضاً قوية ولها منطقها أيضاً، لذا لابد أن يحافظان على هذا الأداء في المستقبل، خصوصاً وتصفيات كأس العالم قريبة جداً». المواهب.. مكسب كبير سيدني (الاتحاد) يقول جستن إن أهم مكاسب البطولة من وجهة نظره بالنسبة لمنتخب العراق، هي الجيل الجديد الذي ظهر في أستراليا، والذي حصل على الدعم الكامل من خلال نتائجه الجيدة لإكمال المسيرة بنجاح، موضحاً أن نسبة كبيرة من اللاعبين لم تشارك من قبل في كأس آسيا، ويمكن الاعتماد عليها للمستقبل من أجل تحقيق الإنجازات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©