الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

إيهيناتشو «نسر صغير» يطير «كالفراشة» ويلدغ مثل «النحلة»

إيهيناتشو «نسر صغير» يطير «كالفراشة» ويلدغ مثل «النحلة»
7 نوفمبر 2013 22:15
أبوظبي (الاتحاد) - هتف أنصار المنتخب النيجيري باسمه، من خلال إنشاد الأغاني له، وينضمون إليه لدى احتفالاته بتسجيل الأهداف، ويرفعون أياديهم تقديراً لحبهم الجارف للاعب رقم 10، لكن بالنسبة لمدافعي المكسيك، فإن كيليتشي إيهيناتشو الفارع الطول والنحيل يشكل كابوساً لهم، وفي المباراة الأولى من العرس الكروي ضمن المجموعة السادسة على ملعب خليفة بن زايد، حام إيهيناتشو كالفراشة ولدغ كالنحلة، ولم يتمكن أحد من إيقافه ليسجل رباعية ويقود بلاده إلى فوز كاسح على المكسيك حاملة اللقب 6-1 وبالتالي رسمت علامة استفهام كبيرة على قدرة الخاسر في الدفاع عن لقبه بنجاح. وقال إيهيناتشو لموقع «الفيفا»، بعد فوز فريقه على السويد في نصف النهائي «أنا واثق من أن لاعبي المكسيك يشعرون بالضيق من نتيجة المباراة الأولى، وبالتالي سوف يقومون بالضغط علينا، ويتعين علينا أن نكون حذرين، ونحترمهم لكن من الصعب مواجهتنا عندما نقدم أفضل كرة لدينا». كل الإشادة التي حصل عليها المنتخب النيجيري كان أساسها الهزيمة المذلة التي ألحقها بنظيره المكسيكي في تلك المباراة الأولى، وفي اليوم التالي من تلك المباراة التي أقيمت في العين، أقام وجهاء المدينة حفل عشاء على شرف المنتخبات المشاركة في المجموعة السادسة، رقص إيهيناتشو وزملاؤه بحرية مع نظرائهم العراقيين، في حين توجه أفراد المنتخب السويدي لتناول العشاء، في المقابل، لم يتواجد أي لاعب مكسيكي، حيث مكثوا في غرفهم، وهم يفكرون بالهزيمة الثقيلة التي تعرضوا لها أمام نيجيريا. غير أن كرة القدم دائماً ما تمنحك فرصة ثانية، لكن إيهيناتشو الذي ينافس على صدارة ترتيب الهدافين برصيد 5 أهداف من أصل 23 سجلها فريقه حتى الآن، لديه أخبار سيئة للمنتخب المكسيكي المتجدد، وقال وسط الأضواء المشعة في أحد ممرات ملعب راشد «نحن أقوى الآن منذ المباراة الافتتاحية، لقد أصبحنا قريبين جداً من تحقيق الهدف وسنقوم ببذل قصارى جهودنا على أرض الملعب، سنقوم بالضغط عليهم بواسطة مهاجمينا ولن نستكين، وسوف نضغط عليهم على مدى 90 دقيقة، حتى نتأكد من أن الكأس ستكون في جعبتنا». تبدو عينا إيهيناتشو متعبتين ويبدو دائماً في طريقه للخلود إلى النوم، ينحدر المهاجم النيجيري من ولاية إيمو واسمه يعني «المطلوب والمرغوب» في لهجة إيجبو المحلية، وللمفارقة فإن الجمهور النيجيري الصاخب في مدينة العين خلال اللقاء الأول كان يهتف «قم باستدعائه» بإشارة إلى مدرب المنتخب الأول لكي يضمه الى صفوف المنتخب الوطني، حتى قبل أن يسجل الهدف الرابع. وكان الجمهور النيجيري فاكهة البطولة حتى الآن، وصدحت أبواقه في جميع مباريات المنتخب الوطني ويقول إيهيناتشو في هذا الصدد «إنهم يمدوننا بالشجاعة، لكن لا يمكن أن نلعب من أجل الاستعراض فقط، بل من أجل الزملاء، لكنهم منحونا الثقة وهم يقومون بتشجيعنا لكي نلعب بالطريقة الصحيحة”. هدير في المدرجات إذا كان الجمهور المكسيكي يتميز بتشجيعات «أوليه» التي ترمز إلى تقليد مصارعة الثيران في البلاد، فإن أنصار المنتخب النيجيري لديهم طريقتهم الخاصة في إلهام فريقهم وإلحاق الإحباط بالفريق المنافس، عندما يجد إيهيناتشو وزملاؤه إيقاعهم السريع في خط الهجوم، ترتفع الأصوات في المدرجات مرددة عبارات «إي، إي، إي»، مع ارتفاع النبرة في كل مرة مثل نقيق الطيور حتى يخسر فريقهم الكرة، ولدى حصول هذه الأمر يقوم أنصار الفريق بتنهدات خافتة ليعلنوا عن خيبة أملهم. وكشف مهاجم نيجيريا السابق صنداي أوليسيه الذي شارك في نهائيات كأس العالم مرتين والذي يعتبر أحد أشهر اللاعبين الذين مروا في تاريخ بلاده «إنها الطريقة التي يعرب فيها أنصار الكرة النيجيرية عن حبهم لكرة القدم الهجومية والسريعة من خلال تبادل التمريرات بسرعة، إنهم يقومون بهذا الأمر حتى قبل تواجدي مع المنتخب، إنه تقليد قديم جداً». أما أعلى صرخة فتأتي عندما يتلقى إيهيناتشو الكرة، وقد تطور مستواه منذ بداية المباراة، وإن كان هذا الأمر «يعتبر بمثابة السم بالنسبة إلى المكسيكيين»، فقد كان تسجيله الأهداف الأربعة في المباراة الأولى دليلاً ساطعاً على قدراته التهديفية، لكنه منذ تلك المباراة أظهر أيضاً رؤية ثاقبة لأنه قام بسبع تمريرات حاسمة ما يجعل منه أحد أفضل اللاعبين في العرس الكروي في هذه الفئة العمرية. وعندما يُسأل هل هو صانع ألعاب أو مهاجم، يجاوب بعد تفكير «أقوم بالدورين معاً»، ثم يفكر مجدداً ويضيف «ليس مهما أن تطلق على نفسك هذه التسمية أو تلك، إذا كنت في وضعية جيدة للتسجيل سوف أكون سعيداً لإيداع الكرة داخل الشباك، لكن في حال العكس، ووجدت لاعباً آخر في وضعية أفضل، فلا مانع لدي لتمرير الكرة باتجاهه لكي يسجل لأنه لا فرق من يسجل الأهداف في فريقنا، ومن ينهي البطولة في قمة ترتيب الهدافين أو الحصول على لقب أفضل لاعب، إنه جهد جماعي». وختم وهو يدرك تماماً بأن فريقه يقدم أداءً متناغماً لم تشهده هذه البطولة على الإطلاق، بقوله «يتعين علينا أن نلعب كفريق، هذا ما يجعلك تفوز في المباريات»، هذا كلام واقعي. وبفضل وجود مواهب أمثال موسى يحيى وتايوو أوونيي وعبدالله ألفا الى جانب إيهيناتشو، فإن مهمة مدافعي المكسيك لن تكون سهلة مساء اليوم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©