أبوظبي (الاتحاد)
مصروف الأبناء الصغار عادة متبعة، الهدف منها، تعليمهم مسؤولية وأهمية المال منذ صغرهم، لكنها رغم ذلك تخلق متاعب كثيرة للأبوين، مثلما يحدث عندما يصر الطفل على الحصول على مصروفه، أو زيادته من حين لآخر من دون أي اعتبار لظروف العائلة، فهل هذا يعني أنه عادة سيئة ينبغي الانقطاع عنها ؟
سلبيات وإيجابيات
ويعتقد أخصائيو التربية أن عادة المصروف لها سلبياتها وإيجابياتها، لكن الأخيرة يمكنها أن تتفوق على الأولى في حال ضبطت الأمور بشكل جيد، حيث يرون أن المصروف أفضل طريقة لتعليم الأطفال الصغار قيمة المال وسبل الحفاظ عليه، فهو يعلمهم كيفية تصنيف أولوياتهم، وإعداد لأنفسهم ميزانية صغيرة تضمن تلبية احتياجاتهم الأساسية، لكن هناك احتياطات عدة ينبغي على الأسرة الانتباه لها لكي تبقى الأمور في مسارها الصحيح.
وأول شيء يجب أن يؤخذ في الاعتبار، ألا يتحول المصروف إلى رشوة، كأن يعطى للطفل مقابل قيامه بتنظيف حجرته أو ترتيب فراشه، أو مقابل مساعدته لأبيه في تنظيف السيارة، أو لأنه ساعد أمه في التسوق، أو مثلما يحدث في أعقاب وقوع مشادة بين الأب وأبنائه، فيحاول بعدها استرضاءهم بزيادة قيمة المصروف، مثل هذه الأساليب لا تجعل الابن يشعر بالانتماء للأسرة، إنما تجعله يشعر بأنه يأخذ مصروفه كأجر، وتحوله إلى طفل مادي وانتهازي.
تهديد ومساومة
ويحذر الدكتور طارق درويش استشاري الطب النفسي المدير الطبي لجناح العلوم السلوكية بمدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي من استخدام المصروف الشخصي للأبناء كنوع من العقاب، كأن يهدد الأب ابنه بحرمانه من مصروفه إذا لم يحصل على درجات جيدة في دراسته، أو قام بعمل لا يرضي الأسرة، لأن ذلك يوحي للطفل بأنه يستطيع شراء رضا والديه متى أراد.
ويقول: لا يصح أن يخضع المصروف لأسلوب المساومة بين الطفل وأبويه، كما يحدث عندما يشترط الابن على الأب أن يزيد له مصروفه في حال بذل المزيد من الجهد في دراسته، أو مقابل مساعدته لأخيه الأصغر في الدراسة، فمثل هذا الأسلوب يجعل العلاقة بين الأب وابنه قائمة على المصلحة.
ويشير درويش إلى ضرورة أن يكون مصروف الطفل ثابتاً، وأن يكون بشكل يومي لمن هم دون سن السادسة، وبشكل أسبوعي أو شهري مع تطور السن، حتى يتعلم الطفل كيف يستغله بالشكل الصحيح ، مؤكداً أن فكرة المصروف الشخصي جيدة وتعلم الصغار الاستقلالية والاعتماد على الذات، ومعرفة قيمة المال، والتخطيط الجيد للحياة.
عدد اليوم
