السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الحريات والتحديات والفرص في ظل الطفرة الرقمية

الحريات والتحديات والفرص في ظل الطفرة الرقمية
3 نوفمبر 2015 23:02
محمد عبدالسميع (الشارقة) استكملت، صباح أمس، فعاليات مؤتمر الناشرين العرب الثالث المقام تحت شعار «صناعة النشر آفاق وتحديات العصر الرقمي» المنعقد بقاعة الجواهر للمناسبات والمؤتمرات بالشارقة تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. عوالم الابتكار وقد بدأت فعاليات اليوم الختامي بجلسة نقاش مفتوح قدمها الكاتب الإماراتي مشعل القرقاوي، وتحدث فيها أليك روس أحد الخبراء في مجال الابتكار بالولايات المتحدة الأميركية عن الآثار الناتجة عن عوامل تقاطع الجغرافيا السياسية مع الأسواق المختلفة وتقنيات الشبكات الخطرة، وتطرق إلى العديد من القضايا منها: الأمن الإلكتروني (الأمن السيبراني)، وحرية الإنترنت، والاستجابة للكوارث، واستخدام تقنيات الشبكات. وتحدث عن مؤسسة «وان إيكونومي» كمؤسسة عالمية تخدم الملايين من ذوي الدخل المنخفض في القارات الأربع. وقال في عام 2015 بلغ عدد أجهزة الكومبيوتر في العالم 16 مليار شخص وفي عام 2020 سيصل العدد إلى 40 مليار، حيث سيكون الاعتماد أكثر على التقنيات، وبسبب التقنيات تحولت القوى السياسية وتغيرت أوضاع الدول. وأضاف: الإنسان خلق البيانات ووضعها في مخطوطات وقليل من الناس كان يمكنهم قراءتها والاطلاع عليها، وفي عام 1445 كانت الثورة الصناعية ومعها ظهرت تقنيات الطباعة، وبعد ذلك جاءت الثورة الرقمية، 90% من بيانات العالم تم تطويرها مؤخراً والتغيرات واكبت التطور الاقتصادي العالمي. المواد الخام هي البيانات التي يعتمد عليها العصر الرقمي. وأصبح هناك تقنيات جديدة يمكن من خلالها تلخيص 400 صفحة في مساحة صغيرة، إضافة إلى خاصية التصوير المقنن الذي يختصر الصور في مساحة قليلة جداً ووضع الرموز عليها لمنع سرقتها. وأشار إلى إمكانية استخدام التقنيات في تطوير الاعمال في الصناعة والزراعة وفي مجالات أخرى كثيرة. واختتم حديثه بمجموعة من التوصيات للناشرين العرب، منها: القدرة على بناء الحلول واختيار أقلها كلفة، مواكبة الطفرة التكنولوجية التي تحققها الترجمة والتعامل معها، أن يكون الناشر شريك للقارئ، وأن يخلق الصداقة مع شبكات التواصل الاجتماعي ويمتلك القدرة على خدمة المجتمع من خلال الشبكات. حرية التعبير ثم بدأت أولى الجلسات النقاشية وتناولت «حرية التعبير.. حرية النشر»، شارك فيها كل من: إبراهيم العابد، المهندس إبراهيم المعلم، د. شكري المبخوت، أولا والين. وأدارها الشيخ سلطان بن سعود القاسمي. التي بدأها بطرح سؤال: هل تؤمنون بالحرية المطلقة للنشر؟ وما هي حرية النشر.. حرية التعبير؟. وقد تطرق المشاركون إلى حرية التعبير ودورها في ازدهار قطاع النشر، بطرح سؤال عن: ما مدى التأثير الذي ينبغي للناشرين ودور النشر أن يتمتعوا به لرسم إطار العمل الذي يمكنهم من خلاله الاستفادة من هذه الحريات؟. واكد المشاركون ان الفضل يعود إلى الإنترنت، لان النشر لم يعد حكراً على الناشرين التقليديين، حيث يمتلك الكثير من الناس القدرة على النشر إلكترونياً. وأشاروا إلى أن هناك سؤالاً لابد من التوصل إلى إجابة عنه وهو: كيف يمكن لدور النشر والناشرين أن يتفاعلوا ويستجيبوا لهذه التغيرات من أجل مواكبة العصر الرقمي، والذي أصبحت فيه الحريات والقيود المفروضة على ما يمكن أو لا يمكن نشره غير واضحة؟. أشار أولا والين إلى أنه يؤمن بأهمية الترجمات، لأنها تنقل الأفكار بين الأمم والشعوب. وأن الاتحاد الدولي يناصر حرية التعبير؛ فأي شخص له الحق في حرية التعبير عن آرائه وأفكاره دون حظر. والمادة 19 من ميثاق الأمم المتحدة أشارت إلى أن جميع المجتمعات يمكنها أن تزدهر من خلال حرية التعبير وتبادل الأفكار بين الدول والأفراد. وقال في السويد سوق حر للكتب والنشر، ومع ذلك ليس هناك تشجيع أو قبول للأدب المتطرف، أدب الكراهية والتطرف موجود على الإنترنت فقط. وذكر أنه ليس هناك خلاف بين النشر الورقي والرقمي لكن المشكلة في الكتاب الرقمي وقدرته على نشر الكراهية والتطرف بشكل يهدد الصحفيين. من ناحيته قال العابد: الإمارات تشهد حركة نشر مزدهرة توجت بإنشاء مدينة للنشر بالشارقة، اتحاد الناشرين الإماراتيين، وعدد كبير من دور النشر. وكلها تؤكد على ضرورة التركيز على حرية التعبير وحرية النشر واحترامها لقيم النشر. وأضاف ليس هناك حرية مطلقة لكن هناك ضوابط تعزز هذه الحرية، هناك ثقافات لابد أن نحترمها. وأشار إلى أن جميع الكتب التي تأتي إلى معرض الشارقة للكتاب أو معرض أبوظبي لا تخضع للرقابة، وهذا جزء كبير من الحرية، كما أن الإمارات تشرك الجهات المعنية كاتحاد الكتاب واتحاد الناشرين في تقييم الكتب. وذكر أن حرية التعبير على الإنترنت والكتاب المطبوع خاضعة لخطوط إرشادية عامة ومعايير المحتوى. واختتم نؤمن بحرية التعبير وحرية النشر بشرط ألا يتعارض هذا مع المصلحة العامة للمجتمع. تطويع التكنولوجيا أما المهندس المعلم فقال: المؤتمر رسالة بالغة الأهمية في وقت تواجه الأمة ظروف صعبة (الزمن، والتكنولوجيا) ولابد من تطويع التكنولوجيا لخدمة النشر. وقال: حرية التعبير مرتبطة بحرية الحصول على المعلومات. ومن ضمن حقوق الإنسان أن يعرف الحقيقة والبحث عن المعلومات وتوزيعها دون تأثير الظروف عليه. أيضاً من ضمن حقوق النشر الحق في تصدير وتوزيع الكتب دون عوائق. وأشار إلى أن حرية النشر بالغة الصعوبة ولابد أن تحترم القوانين وفي نفس الوقت المحافظة على حق وسلامة الناشر، والحرية تؤثر على درجة الكتاب أيضاً وأحياناً الحرية يجانبها الحقيقة. وذكر أن الإنترنت عالم جديد في طرح الكتاب الرقمي، وهو ما يمثل مشكلة مع الشركات لصناعة كتاب إلكتروني بتقنية مميزة، وفي اعتقادي أن المشكلة الأولى تتمثل في التعليم فكثير من الدول العربية تذيلت قائمة التعليم في العالم. ومع ذلك الإنترنت فتح أبواباً جديدة للشباب على القراءة. كما أن الكتاب الإلكتروني يحد من مشاكل التوزيع. واختتم لابد من وجود قواعد ووسائل ومساعدة الحكومات للناشرين على دخول العالم الإلكتروني. من جانب آخر أشار د.المبخوت إلى أن وجود أنشطة ثقافية كثيرة في الإمارات دليل على وجود مشروع تنويري وهذا يعني أن قضية الحرية أمر مهم، وهذه الانشطة تؤكد أنها ليست معزولة عن مواكبة الأدب ومدى وعي النخبة الإماراتية. وقال: الحرية ليست شيئاً مكملاً هي مسار عملية مستمرة دفاع الناس ضد تغول السلطة، وأن هناك ربطاً بين الحرية والقانون، لكن القوانين ليست ثابتة وأشار إلى أن الرقابة لا يمارسها الرقيب الرسمي فقط ولكن هناك الناشر، الإعلام، الجامعات، المدارس، النقد الأدبي، كل هؤلاء يمارسون رقابة على الناشرين. وأضاف نحن نعيش زمن الرواية في العالم العربي وهناك تجاهل للأعمال الشعرية. وذكر أن الإنترنت وسع مجالات الحرية وجعل الحدود في عالمنا الواقعي تتداخل مع العالم الافتراضي، والمضامين المنشورة ليست كما هي في النشر التقليدي. واختتم ورغم أن النشر منفلت، إلا أن هناك قانوناً طبيعياً يتيح أخذ الجيد وتجاهل الرديء. ولا يمكن أن نحكم على هذا العالم بالمعايير التقليدية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©