الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النساء يسبقن بخطوة

النساء يسبقن بخطوة
6 نوفمبر 2013 19:34
ربما لا ينبغي على أي نتائج لمهرجان سينمائي من طراز مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي، الذي انعقدت دورته السابعة خلال الفترة من الرابع والعشرين من الشهر الماضي وحتى الثاني من هذا الشهر وعرضت الأفلام المشاركة في المنافسة على جوائزه في داري عرض سينما قصر الإمارات وفوكس في مارينا مول، لا ينبغي على نتائجه أن تكون ضمن توقعات أحد أو أن تستجيب لرغبات شخصية بعينها، إنما ما جرى بدا كما لو أن هناك نزعة لترضية الجميع من عرب وأجانب، إذ كيف لفيلم بعينه أن يفوز بجائزة أفضل فيلم ولا يحوز جائزة أفضل إخراج تحديداً والعكس صحيح. “الترضية” عادة عربية أثيرة تشترك فيها المسابقات الرسمية وغير الرسمية في المنطقة العربية كلها.إنما للأسف نتائجها ليست مقنعة دائما، لكن ما هو لافت للانتباه، في صدد دورة المهرجان لهذا العام، أن أغلب المحكمين هم أجانب. يبدو أن العدوى ذاتها قد تسربت إليهم أيضا، وتحديداً في ما يتصل بجوائز الفئة الخاصة بالأفلام الروائية الطويلة التي تابعها حصراً كاتب هذه السطور. ولكن مع غياب جائزة تخص كتابة السيناريو والحوار وكذلك للمونتاج السينمائي من جوائز المهرجان، فإن كل ما تظهر به الشخصية صافية على الشاشة سوف يُردّ إلى الممثل باعتباره هو الذي أنجزها كاملة على صعيدي الفعل والملفوظ دون الانتباه، ربما، إلى أن الشخصية قد تأسست أولا في الكتابة، ثم منحها الممثل من ما لديه ما يمنحه صفة الممثل المميز، أي الجدير بالجائزة. «فيلومينا» والحال، أن جوائز المهرجان جاءت خيارات مقنعة على مستوى التمثيل فحسب، وذلك من وجهة نظر شخصية قد تصيب أو تخطئ. فلقد قدمت البريطانية جودي دنش في “فيلومينا” دورا أخاذا من الصعب نسيانه، وكما في أفلام سواها فإن الشخصية التي تتقمصها جودي دنش هي بحث واجتهاد ووعي مسبق بضرورة الاختلاف عن ما قدمته من أدوار لا تقلّ جرأة عن دورها في “فيلومينا”، هذا الفيلم الذي حمل اسم الشخصية التي جسدتها هي. إنها تجعل الناظر إليها على الشاشة يقتنع تماماً أنها شخصية واقعية وحقيقية دون أن يدرك ذلك إلا مع انتهاء الفيلم الذي جرت صياغته على مستوى الإخراج والتصوير وكتابة السيناريو والحوار بطريقة ذكية بل وملهمة أيضا. “فيلومينا”، من إخراج ستيفن فريزر وتمثيل جودي دنش، الحائزة أوسكار أفضل دور نسوي لمرتين، وستيف كوجن الذي كتب السيناريو والحوار مع جيف بوب. وربما يكون هذا الحضور الهائل لجودي دنش على الشاشة الفضية سبباً في أن تمتلئ الصالة بالجمهور، حيث لم يفرغ أي مقعد، كما لاحظنا، لكنه ليس السبب الوحيد فقد قدّمت المرأة أداء مميزاً لشخصية نسوية مركبة، فجعلت منها شخصية لا تنسى عند الجمهور الذي رآها دون مبالغة أو إفراط في التأويل أو الإعجاب. أما الشخصية الرئيسية الأخرى، فهي “مارتن” وقد قدّمها ستيف كوجن، صحفي طُرد للتو من محطة البي بي سي، ويشعر بالكآبة بعيداً عن موقعه المهني إلى حدّ أنه قرر تأليف كتاب عن “تاريخ الاتحاد السوفييتي!” فينصحه الطبيب بالركض، لكنه يرى أيضاً في متابعة قصة “ميلوفينا” نوعاً من إثبات تلك الذات الصحفية فيتورط في تعاطف وجداني عميق مع مأساة “فيلومينا”. لجهة حكايته، يستند الفيلم إلى قصة واقعية تعود إلى الخمسينات من القرن الماضي في أيرلندا، حيث دير للراهبات يأوي الأمهات الصغيرات اللواتي حملن بأبنائهن من علاقات قامت خارج إطار الزواج وينتمين للطائفة المسيحية الكاثوليكية، المعروفة بصرامتها في مسألتي الزواج والطلاق، وذلك مقابل أخذ “أبناء الخطيئة” منهن بعد ولادتهم في الدير وبيعهم لأميركيين من أصول أيرلندية غالباً، هذه الحكاية لعبت دوراً هائلاً في بناء الشخصية التي قدمتها جودي دنش بالمعنى السيكولوجي للكلمة، فتمصتها تماماً كما لو أنها هي بالفعل، أي لم تعد تمثل إنما الشخصية قد حلّت فيها، بل منحتها أيضاً تلك المسحة الكوميتراجيدية التي جعلت كلاً من الممثلة والشخصية قريبتين إلى القلب. وتكون “فيلومينا” إحدى هؤلاء النسوة، وتبقى تتردد على الدير بحثاً عن ابنها وتكثر من السؤال عنه فلا تصل إلى أي نتيجة مع النظام الصارم للدير وقسوته سوى أنه قد جرى تبنيه من قبل أب وأم أميركيين، لكن عندما يحين عيد الميلاد الخمسين لابنها “أنطوني” تقرر الوصول إليه بأي وسيلة ممكنة فتستعين بالصحفي ستيف كوجن الذي يطلب منها زيارة الدير بصحبتها، وهناك لا يكتشف كذب ونفاق الراهبات فحسب، بل يكتشف أيضاً مقبرة لأمهات صغيرات متن أثناء الولادة ولأجنة وأطفال أيضاً، وبتصوير ذكي وموهوب يكتشف المتفرج في تلك المشاهد التي تخرج من ذاكرة “فيلومينا” عن الدير وعيشها فيه أن الدير كان معسكر اعتقال بالفعل تمّ تغليف كل ما يجري فيه بإطار من الأفكار الدينية المتطرفة التي يمقتها الصحفي إلى أنه يبدأ بتشكيكها بصحة رواية الراهبات لها عن ابنها، خاصة عندما يعطيها فقط تلك الورقة التي أجبرت على توقيعها، التي تفيد بتخليها الطوعي عن ابنه وعن مستقبله عند مغادرة الدير. بهذا المعنى، الفيلم مليء بالتفاصيل الدرامية في رحلة البحث التي باتت مشتركة الآن بين “ميلومينا” والصحفي “مارتن”، خاصة عندما يعلو حسّ الفكاهة ليمتزج بالمأساة فتضج القاعة بالضحك، ذلك الضحك الذي يجد جذره في السناريو والحوار، الذي يمكن النظر إليه والتعامل معه بوصفه الشخصية الرئيسية الثالثة الموازية، بالمعنى الفني، للشخصيتين الأخريين، هما اللتين بفضل أداء جودي دنش وستيف كوجن الرفيع قد حقق هذا التميز والمقدرة على التأثير في مشاعر الجمهور ووجدانه. ما يعني، على مستوى الجوائز، أن أداء ستيف كوجن كان ينبغي التنويه بجهوده في هذا الفيلم مثلما تم التنويه بجهود لامعة لآخرين قدمها ممثلون آخرون في أفلام أخرى خاصة. «غيرة» وفي صدد الحضور النسوي تمثيلاً، تبرز أيضاً الفرنسية آنّا موجاليس، التي قدمت دور شخصية نسوية مركّبة، تتناول حكاية ممثلة فاشلة ترتبط بعلاقات حميمة مع ممثل مسرحي معروف يؤدي شخصيته لوي جاريل، فيلم “غيرة” الذي حمل توقيع المخرج فيليب جاريل. في هذا الدور تكثّف آنّا موجاليس مثلما تعبر عن قيم اجتماعية سائدة ومتناقضة ومتداخلة في آن، وتقدم شخصية غامضة، بل فانتازية ربما في حين ينتمي الفيلم إلى واقعية الوجهة الجديدة تلك التي ظهرت في خمسينات وستينات القرن الماضي في السينما الفرنسية وقدمت عدداً من المخرجين اللامعين. وفي حين يكاد يكون “غيرة” هو الفيلم الوحيد الذي خلا من توظيف درامي للبيئة أو المجال والمحيط الذي يعبر عن مكان الشخصيات، فقد حملت الشخصيات، أي التمثيل، عبء رفع المستوى الفني وامتلاك الشرط السينمائي عندما يتعلق الأمر بإبراز التوتر الدرامي في الأحداث، الناجم غالباً عن تناقض ينبغي تفسيره دراميا أيضاً في سلوك الشخصية. بهذا المعنى قدمت آنّا موجاليس أداء رفيعا كان جديراً بالتنويه. الحلاق الفلبيني أيضاً الممثلة الفليبنية يوجين دومينجو التي لعبت دوراً جسّدت من خلاله، كأنما بفطرية عالية، دور امرأة ريفية من الفلبين خلال حقبة السبعينات، بمستوى يثير الإدهاش بالفعل، إلى درجة أن المتفرج يذهب عميقاً في تفاصيل فيلم “حكايا الحلاق” بسبب ذهابها العميق هي في تفاصيل عيش الشخصية وما يعتريها من تحولات درامية ما إن يموت زوجها لتأخذ مكانه “حلاقاً” للرجال في قرية تشهد جبالها عنفاً متبادلاً بين الجيش الحكومي وأحزاب يسارية في فترة عهد الديكتاتور ماركوس. ولساعتين أو أقل بقليل تكاد يوجين دومينغو في هيئة “ماري لو” لا تختفي عن الشاشة، فلقد ملأتها بدراما إنسانية وأوجاع لامرأة من الريف الفلبيني جعلت القضية التي يتناولها الفيلم من ذلك النوع الرفيع إنسانيا الذي لا يستحق التعاطف فقط بل يجدر بالتضامن معه. البطولة والفظاظة وبالنسبة لأفضل ممثل أو الممثل الأول فقد قدّم الأرجنتيني دييجو بيرتي أداء لافتاً للاهتمام في الفيلم “إعادة البناء” للمخرج خوان تراتوتو، كاتب السيناريو أيضاً، غير أنه لا يقف في المستوى نفسه من الأبعاد السيكولوجية والإنسانية الموحية بالشخصية ذاتها والمقنعة للمتفرج إلى هذا الحد أو ذاك، خاصة أن لديه شكلاً يذكّر بالممثل الأميركي سلفستر ستالون وبطريقة أدائه الفظة والجلفة بحسب ما يريده المخرج وما أسس له كاتب السيناريو، والتي سوف تبرر مقدرته الهائلة على ممارسة قتل “الأشرار”. بالطريقة ذاتها تصرّف دييغو بيرتي في شخصية “إدواردو” الفظ والجلف الذي لا يُطاق، وربما قد استغل في ذلك شبهاً ما على صعيد الشكل مع الممثل الأميركي ذاته، إنما ليؤسس لذلك التحول في الحياة الاجتماعية للشخصية بوصفه تحولاً يكتشفه المتفرج في ذاته أيضاً، ومن هذا المنحى فقد كان الممثل موفقاً جداً في التعبير عن كل تلك التحولات بارتداداتها النفسية على المساهمة في خلق شخصية أخرى معاكسة تماماً. ومع الأخذ بعين الاعتبار، أن المخرج هو نفسه كاتب السيناريو أو ساهم في كتابة السيناريو مع كاتب آخر أو آخرين، فإن ظهور الشخصية على الشاشة، كما هي الحال مع الممثل الأميركي جاك جالينهال في الدور الذي قدمه في فيلم “عدو” للمخرج داني فيلنوف ليس هو أو المخرج ما يمكن اعتباره “بطل” هذه الشخصية بحسب ما ظهرت على الشاشة، بل هناك كاتب السيناريو والحوار وبشكل أساسي هناك المونتير الذي أعاد خلق الشخصية وفقاً لذلك التداخل والتركيب المثقف أو الفلسفي الذي أسس له الكاتب والمخرج. مع ذلك فإن الشخصية التي قدمها جاك جالينهال، لمثقف يمارس سلوكاً وفعلاً وينطق بملفوظ هي غريبة كلها، بدت مقنعة جداً على مستوى التمثيل بسبب ذلك الغنى النفسي الذي انبنت عليه الشخصية، والذي أوحى به وأشار إليه أداء الممثل. بذلك فإن جاك جالينهال يقف على العتبة ذاتها مع دييغو بيرتي في استحقاق نيل الجائزة. وهنا فإن الممثلين، ومن وجهة نظر مقارنة، قد قدّما جهداً شخصياً في التمثيل، إنما لم يكونا في الحال ذاتها التي بدا عليها ستيف كوجن، بشخصية الصحفي، في فيلم “فيلومينا، ففي هذا الدور يشعر المرء أن كوغن كان يسعى إلى خلق اختلاف، وربما تجاوز، لإرث ما في التمثيل السينمائي وانه لم يكن ليكرر أو يقع في تشابه الأداء ونمطيته، في الوقت الذي بدا أن هذا الأمر لم يكن من مشاغل دييجو بيرتي أو جاك جالينهال في دوري الشخصيتين اللتين قدماهما رغم ما تركاه من انطباع ناجم عن اجتهاد شخصي في التمثيل. وعلى هذا المستوى من الاجتهاد في الأداء إذ يقف خلفه مخرج وكاتب سيناريو يتميز بذكاء اجتماعي، وربما عاطفي أيضاً، فقد قدّم جيشي آيزنبيرج في الشخصية “جوش” التي قدمها في فيلم “تحركات ليلية” للمخرجة الأميركية كيلي رايخارت جهداً تمثلياً يجدر بالتنويه. ثمة إرث هوليوودي في التمثيل كان هذا الممثل الشاب يسعى إلى تجاوزه أو تدارك تأثيره. بدا ذلك من الحركات والسكنات والتعبير عن ما يمور في داخل الشخصية من تناقضات مروعة أمكن له أن يعبر عنها عبر الوجه أيضاً وليس عبر الملفوظ من الحوار وما يرافق ذلك من ردود أفعال جسدية فحسب. ينضاف إلى ذلك، تقصد البطء في الأداء أو الأداء بإيقاع بطيء وهادئ، على العكس مما هو سائد في السينما الهوليوودية وقد ترافق مع موسيقى جرى تأليفها بحيث تكون عامل يساعد على التوتر الدرامي الذي تعيشه الشخصية وليست لتفسير أو شرح الفعل الدرامي، بالإضافة إلى الاستفادة من البيئة والمحيط اللذين يدور فيهما حراك الشخصيات وما ينطويان عليه من جماليات وما تنقله هذه الجماليات من أثر من مشاعر إنسانية، حزناً أو ألماً مثلاً.. كلها جعلت من أداء جيشي آيزنبيرغ أداء مميزا لذاته وبحد ذاته إلى درجة أن من الممكن القول أن منح هذا الممثل الشاب صفة “ممثل مجتهد” يجدر أداؤه بالتنويه ليست أمراً عابراً. روتين عربي أما في ما يتصل بأداء الممثلين العرب في الأفلام التي عرضت في إطار المسابقة ذاتها، فإن ما يسع المرء قوله هو أن دورة المهرجان لهذا العام لم تقدم ممثلاً أو ممثلة من طراز خاص ومميز للأسف، وأغلب الأدوار التي جرى تقديمها في هذه الأفلام لم تكشف عن ممثل قدّم اجتهاداً في الخروج عن نمطية تمثيل تلفزيونية سائدة ومطروقة من قبل في السينما والتلفزيون، بل إن التمثيل السينمائي قد ذهب ضحية التمثيل التلفزيوني في أغلب الأحيان إلى حدّ أنه لم يكن هناك أي استثناء، الأمر الذي هو بالتأكيد رأي شخصي وليس حكم قيمة مطلقا تجاه ما قدمته السينما العربية في دورة هذا العام من المهرجان. إلا أنه بالمجمل فإن جملة من العناصر التي تسهم في صناعة الفيلم السينمائي وتقرر مدى نجاحه ومقدرته على التأثير في الجمهور لا يصنعها الممثل وحده، أياً كان اجتهاده ودرجة موهبته، فذلك لا يمكن أن يظهر بعيداً عن سيناريو وحوار متماسك وذي بنية حكائية، فانتازية أو واقعية، تتصف بالصرامة والتبلور والوضوح، أو بيعيدا عن إخراج وتصوير تلتقط الكادر بحسبهما عين موهوبة ودرجة حساسية راقية تجاه أفعال الممثلين وملفوظهم وعلاقته بالمكان، أضف أيضاً الحسّ الموسيقى الذي يكون تأثيره أكثر عمقاً كلما كانت الموسيقى غير مرتجلة، ما عدا بعض المطارح منها كاستخدام الجاز، ومؤلفة بحسب علم الموسيقا وفقا للنوتة الموسيقية التي تعزفها فرقة موسيقية محترفة ويتم توظيفها مونتاجياً في صالح الشخصيات ولحساب التصعيد في التوتر الدرامي إلى أقصى مدى ممكن، مثلما هي الحال في “تحركات ليلية” مثلا لا حصرا. أفلام ومسابقات يذكر أن المهرجان عرض في دورته السابعة (166 فيلماً) من 51 دولة في أقسامه المختلفة، (92 روائياً طويلاً، 72 فيلماً قصيراً من العالم العربي والعالم). ومن بين الأفلام المعروضة 11 فيلماً في عرضها العالمي الأول، و6 أفلام في عرضها الدولي الأول. وعكست عروض المهرجان ومسابقاته طيفاً واسعاً من التقنيات والأساليب الإخراجية والمعالجات المضمونية التي تتوزع على 21 حقلاً ونوعاً أدبياً تكاد تغطي مجالات الحياة الإنسانية، ضمن ستة مسابقات أو محاور كبرى هي: مسابقة الأفلام الروائية التي تتضمن (16) فيلماً روائياً، ومسابقة الأفلام الوثائقية (14)، مسابقة آفاق جديدة (15) فيلما، عالمنا (8) أفلام، مسابقة الأفلام القصيرة (47) ومسابقة أفلام من الإمارات (39)، فضلاً عن عروض السينما العالمية التي تعرض نخبة من الأفلام التي حازت صدى إعلامياً لدى عرضها في مهرجانات السينما العالمية. وأضاف مهرجان أبوظبي السينمائي هذا العام لجوائزة جائزة جديدة هي “جائزة حماية الطفل”، التي تم استحداثها بالشراكة مع مركز حماية الطفل بوزارة الداخلية الإماراتية، وتبلغ قيمتها مائة ألف دولار أميركي تمنح لأفضل فيلم بواقع 70 ألف دولار وأفضل سيناريو بواقع 30 ألف دولار. وتنافس على جوائزها 13 فيلماً طويلاً و7 أفلام قصيرة. وقدم المهرجان تظاهرة بعنوان “الفيلم الأول” يستعيد فيها نخبة من أهم الأفلام السينمائية العربية التي كانت باكورة أفلام مخرجها، وشكلت في وقتها علامة فارقة في الحياة السينمائية العربية. اللؤلؤة السوداء للصيني «لمسة الخطيئة» ومرزاق علواش أفضل مخرج عربي حصد الفيلم الصيني “لمسة الخطيئة” جائزة اللؤلؤة السوداء في ختام الدورة السابعة لمهرجان أبوظبي السينمائي، في إطار مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، فيما نال فيلم “حياة ساكنة” (إيطاليا، المملكة المتحدة) جائزة اللؤلؤة السوداء في مسابقة آفاق جديدة. وفي ما يلي نتائج مسابقات المهرجان، التي تولت إذاعتها لجانها الحكيمية تباعاً، وقي جاءت على النحو التالي: مسابقة الأفلام الروائية الطويلة: ? جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم روائي (100,000 دولار)، وفاز بها فيلم “لمسة الخطيئة”، من إخراج جا جنكي (الصين، اليابان). وذكرت اللجنة في تبرير منحها الجائزة أنه سينمائي بامتياز، يقدم بورتريه شديد الدقة للمجتمع الصيني المعاصر. ? جائزة لجنة التحكيم الخاصة (50,000 دولار)، وفاز بها فيلم “بلادي الحلوة.. بلادي الحادة”، من إخراج هينر سليم (العراق، فرنسا، ألمانيا، الامارات)، وذلك لأنه ذكي، مرح، وجذاب، يوظف “الجانر” السينمائي بينما يعالج مسائل جديّة معاصرة، بحسب توصيف اللجنة. ? أفضل فيلم في العالم العربي (50,000 دولار)، وفاز بها فيلم “تحت رمال بابل” إخراج محمد الدراجي (العراق، المملكة المتحدة، هولندا، الإمارات)، كونه يتميز بأسلوب سينمائي خاص وحيوي، يلقي الضوء على واحد من أهم وأفظع الفصول المجهولة لحرب الخليج، مازجاً ببراعة بين إعادة البناء الدرامي، الشهادات الواقعية والمادة الأرشيفية، كما جاء في بيان اللجنة. ?أفضل مخرج من العالم العربي (50,000 دولار)، وفاز بها مرزاق علواش، عن فيلمه “السطوح” (الجزائر، فرنسا، قطر)، وذلك تأكيداً على قدراته المتقنة وبراعته في تناول الواقع القاتم للمجتمع الجزائري والذي ينطبق على العالم العربي ككل. ? أفضل ممثل بالشراكة مع Jaeger- LeCoultre ذهبت الجائزة للممثل دييغو بيريتي عن “إعادة البناء” لأدائه البارع والأنيق والمؤثر بعمق. ?أفضل ممثلة بالشراكة مع Jaeger- LeCoultre ذهبت الجائزة للمثلة جودي دينش عن فيلمه “فيلومينا” نظرا أدائها المبدع من ممثلة مخضرمة لا تزال في قمة عطائها وقدراتها. مسابقة آفاق جديدة ? جائزة اللؤلؤة السوداء لآفاق جديدة (100,000 دولار)، وفاز بها فيلم “حياة ساكنة”، إخراج أوبيرتو بازوليني (إيطاليا، المملكة المتحدة)، وذلك لإنسانيته، تعاطفه ورشاقته في معالجة موضوعات الحزن والوحدة والموت... ولحساسيته الفنية، ذكائه، فكاهته وفرادة لغته السينمائية، حسبما ورد في بيان اللجنة. ?جائزة لجنة التحكيم الخاصة (50,000 دولار)، وفاز بها فيلم “مواعيد عشوائية”، إخراج ليفان كوغواشفيلي (جورجيا) . ?أفضل فيلم من العالم العربي (50,000 دولار)، ونالها فيلم “قبل سقوط الثلج”، إخراج هشام زمان (العراق، النرويج،المانيا)، لتصويره التحوّل الداخلي لشاب راسخ في تقاليده من خلال رحلة شخصية، تكتشف الإنسانية والحب وتقاطع الحضارات. ? جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم من العالم العربي (25,000 دولار) ونالها فيلم “فيللا 69”، إخراج أيتن أمين (مصر، الامارات)، لتصويره عائلة في المجتمع المصري المعاصر تمر في أزمة، من وجهات نظر مختلفة وبحب وفكاهة وتسامح. ?أفضل ممثل، وكانت الجائزة من نصيب جيسي أيزنبرغ عن دوره في فيلم “الشبيه”، اعتبارا للقوة التي يظهرها في أداء ثنائي، مركّب ومثير للإهتمام لتيمة كلاسيكية في قالب عصري. ?أفضل ممثلة، وقد منحت مناصفة بين: تيلوتاما شومي: لتجسيدها القوي لروح إنسانية متعارضة ومنقسمة في فيلم “قصة”، وجوليا فيلدشوت: لموهبتها الفطرية، وطاقتها الداخلية وطزاجتها في فيلم “أحِبّني”. ? تنويه خاص من لجنة التحكيم لفيلم “الظلّة”، إخراج أرون ويلسون (أستراليا)، لإعادة خلقه مناخ الحرب من خلال استعماله المميز للصورة والصوت. مسابقة الأفلام الوثائقية ?جائزة اللؤلؤة السوداء للفيلم الوثائقي (80,000 دولار)، وذهبت لفيلم “هذه الطيور تمشي”، إخراج عمر موليك، باسم طارق (باكستان، الولايات المتحدة) لرؤيته الفريدة، يقظته، إنسانيته وقدرته الحسّاسة على توريطنا في عالم شخصياته الفوضوي. ?جائزة لجنة التحكيم الخاصة (40,000 دولار)، وذهبت لفيلم “من هو دياني كريستال؟”، إخراج مارك سيلفر (المملكة المتحدة، المكسيك)، باعتبار إن هذا الفيلم المصوّر بجمال والمصنوع بثقة يجمع بين الحميمية والقدرة الإقناعية على تحدّي السياسات الحكومية حول الهجرة، لمواجهته واحداً من أكثر الموضوعات إلحاحاً في زمننا. ?أفضل فيلم من العالم العربي (50,000 دولار)، وذهبت الجائزة لفيلم “القيادة في القاهرة”، إخراج شريف القشطة (مصر)، كونه استطاع أن يقبض على مجتمع برمّته من خلال عدسة حركة المرور في عاصمته. هذا الفيلم مليء بالفكاهة والإنسانية ويعكس مجتمعاً فوضوياً في مرحلة تحوّل. ? أفضل مخرج من العالم العربي (25,000 دولار)، ونالها حمزة عوني، عن فيلم “جمل البرّوطة” (تونس، الامارات)، كونه يتصف بقلب وتعاطف كبيرين، ويقدّم صورة عن الآثار اليائسة للفقر على شابين يملكان الكثير من الكاريزما، ?تنويه خاص: لفيلم “في الحياة الواقعية”، إخراج بيبن كدرن (المملكة المتحدة).
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©