الحماقة والحمق والموق وألفاظ كثيرة كلها تصب في معنى الحمق.. والشاعر يقول: لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها.. والحماقة بمعنى الكساد إذ يقال حمقت السوق أي كسدت.. وهناك البقلة الحمقاء وسميت كذلك لأنها تنبت في مجرى السيول وطريق الإبل، ويقال: الرجال أربعة: رجل يدري ويدري أنه يدري، وذلك عالم فاعرفوه ورجل يدري ولا يدري أنه يدري، وذلك غافل فأيقظوه أو أيقظوه ورجل لا يدري ويدري أنه لا يدري وذلك جاهل فعلموه ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري وذلك مائق فاجتنبوه.. والمائق هو الأحمق.. وقال الخليفة هارون الرشيد لابنه المأمون يوماً: يا أحمق، فحزن الخليفة المأمون حزناً شديداً.. ومرت أيام طويلة وهو حزين فأراد الرشيد أن يخفف عن ابنه، فقال له: هل أغضبك أنني قلت لك: يا أحمق؟ فقال المأمون: الحماقة يا أمير المؤمنين لا دواء لها.. ولو قلت لي: يا أرعن لكان ذلك أخف وطأة لأن الرعونة يمكن علاجها.
راشد الهاملي - أبوظبي
عدد اليوم
