السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الاستثمار الغائب.. في سوق الأجانب

الاستثمار الغائب.. في سوق الأجانب
16 مارس 2007 23:41
تحقيق - ممدوح البرعي: لماذا تدخل الأندية سوق المحترفين الأجانب بمنطق المستهلك وليس بنظرة المستثمر؟!·· تشتري وتخسر·· تستورد ولا تصدر، وتدفع الكثير ولا تجني سوى الفتات·· وبنظرة سريعة إلى التغييرات التي طرأت على قوائم محترفي الأندية خلال الشهر الماضي أثناء فترة الانتقالات في منتصف الموسم نكتشف أن اختيارات البداية كانت مخطئة، وإلا ما حدثت هذه التغييرات الواسعة وما اضطرت الأندية لاستبدال محترفيها الأجانب بعد أشهر قليلة من التعاقد معهم، وإهدار الكثير من الجهد والمال في الوقت الذي وصل فيه الآخرون وبينهم أندية عربية كثيرة لتحقيق مكاسب طائلة من سوق بيع وشراء اللاعبين، سواء الأجانب أو المحليون، كما هي الحال في مصر وتونس على وجه الخصوص، ومن بعدهما المغرب، إضافة إلى نجاح دول أخرى شقيقة في التحول من مستورد الى مصدر للمحترفين، كما هي الحال في البحرين، وسلطنة عمان، وغيرهما· وإذا كانت تكلفة شراء اللاعب الأجنبي طبقاً لما صرَّح به الوسطاء والسماسرة تتراوح بين 250 ألفاً الى مليون ونصف المليون دولار سنوياً بخلاف المكافآت والامتيازات الأخرى، فإننا نقف أمام أرقام ليست بقليلة·· وإذا راجعنا كم من هذه الأرقام يعود الى خزائن الأندية نتيجة إعادة بيع محترفيها لاكتشفنا أن خللاً واضحاً تعانيه سوق الاحتراف الأجنبي، وأننا بحاجة إلى آلية منظمة وجديدة لتصحيح الخلل ولو نسبياً وتحقيق قدر من التوازن وحصيلة أفضل من عمليات بيع وشراء اللاعبين، سواء على الصعيد الفني أوالمادي· ومن هنا تنشأ علامات استفهام كبيرة حول ما إذا كانت عطاءات المحترفين الأجانب توازي حجم الإنفاق، وما هي آلية الاختيار وتوقيع العقود، وهل هي عقود سليمة صيغت بإحكام أم تشوبها الشوائب، وهل كان دور السماسرة ووكلاء اللاعبين إيجابياً أم سلبياً، وهل يساهم في حل المشكلة تشكيل لجنة خاصة في كل ناد تكون مسؤوليتها عمليات بيع وشراء المحترفين على أن يتضمن تشكيلها عناصر فنية (مدرباً أو لاعباً سابقاً) وإدارية ومالية وتسويقية لتكون هذه اللجنة بديلاً محترفاً للعشوائية التي تشوب عمليات التعاقد··؟ وهل تكون زيادة العدد الى 3 أجانب في الفريق الواحد على أن يلعب اثنان فقط هي إحدى الحلول المفيدة··؟ هذه بعض محاور التحقيق الذي نطرح الحلقة الأولى منه اليوم· اختيارات الـ سي دي بدأنا بالعنصر الفني واستطلعنا وجهة نظر يوسف الزواوي المدير الفني لفريق الشعب، فقال: إن المشكلة كبيرة وتتطلب دراسة كاملة، وليس مجرد رأي عابر، وهي تستحق أن نوليها اهتماماً كبيراً بعد متابعة دقيقة حتى نستطيع استثمار المحترفين الأجانب·· هذا يعني مبدئياً أن الاختيار لا يجب أن يتم عن طريق مشاهدة تسجيلات اللاعبين المحترفين على شرائط ''سي دي''، أو ''دي في دي''، أو عن طريق سيرة للاعب ما·· الصحيح أن تتم متابعة اللاعب المراد التعاقد معه متابعة دقيقة ولوقت معين يسمح بتكوين فكرة متكاملة عن اللاعب المحترف المطلوب شراؤه، وأن نربط هذا مع حاجات الفريق· وأضاف الزواوي أن أغلبية الأندية لا تتبع الأسلوب الصحيح، وهناك أندية قليلة جداً تستدعي ثلاثة أوأربعة لاعبين لفترة وتتعامل معهم عدة أسابيع وتختار من يصلح من بينهم بهدوء وروية لهذا تقل أخطاء الاختيار·· أما أكثر الأندية فتختار عن طريق السيرة الذاتية أوالتسجيلات التي يجلبها السماسرة، ولا يكون النجاح في أكثر الحالات مضموناً، والدليل تلك التغييرات التي حدثت بين قسمي الموسم الحالي والتي تؤكد أن الاختيار قبل بداية الموسم لم يكن مبنياً على قاعدة سليمة، ولا نلوم الأندية كثيراً لأنها لم تتعود على التقاليد الصحيحة لاستثمار المحترفين· وقال: إن الفرق الأوروبية ترسل أكثر من شخص ليشاهد اللاعب المستهدف على الطبيعة في أكثر من مباراة وبطولة، بل إنهم يحرصون على متابعة أخلاقياته ومدى تعاونه مع الفريق وعلاقاته وشخصيته ومشاكله وكل شيء، لأن احتمالات النجاح ليست مرهونة فقط بمهارات الكرة· وقال: إن فكرة تشكيل لجنة داخل النادي تتولى هذا الأمر بصورة أكثر احترافاً هي الفكرة المناسبة، لأننا مقبلون على دوري محترفين، وبطبيعة الحال فإن هذا سيفرض على الأندية البحث عن أسلم طريقة للاختيار حتى للمواطنين الذين سيتم التعاقد معهم، بما يعني ضرورة متابعتهم، وتكون وظيفة تلك اللجنة أن تظل طيلة العام تتابع كل لاعب في الفريق، وتتابع سوق المحترفين، وتكون لديها قاعدة المعلومات التي تسمح باختيار الأفضل والأكثر مناسبة لحاجة الفريق· وعندما نتحدث عن أسس الاختيار فإننا يجب أن نعتني كثيراً بالعوامل المكملة وليس إمكانات اللاعب المحترف فقط، وأضرب مثلاً على هذا بفريق الشعب الموسم الماضي، حيث تعاقد مع إيراني وأرجنتيني، وكان الأخير صاحب سيرة ذاتية ممتازة ومستواه على الأشرطة المسجلة ممتازاً، لكنه فشل في اللعب مع الشعب، لأنه لم يستطع أن يتكامل مع الأجنبي الثاني لذلك استبدلناه هذا العام باللاعب كاظميان فمنح الفريق إضافة حقيقية، لأنه استطاع أن يتكامل مع بقية العناصر، وهذا أمر غاية في الأهمية، ويعني أن عملية الاختيار ليست سهلة ولكنها عملية دقيقة ومعقدة· لهذا فإنني أرى أن اللجنة التي يمكن أن تنشأ في كل ناد لا يجب أن تكون لجنة على ''مستوى المكتب'' ولكن لجنة فنية تتعامل مع حاجات الفريق ومكوناته وطبيعته والمناخ المسيطر دون أن تكتفي الأندية بالتعامل مع سمسار أويتولى أحد مسؤوليها جلب لاعب من الخارج سمع عنه ولم يشاهده على أرض الواقع إلا في التسجيلات· وعن الاستثمار المالي قال الزواوي: يجب أن تكون هناك سياسة ونظرة حاضرة ومستقبلية فلا نأخذ مثلاً لاعباً وصل عمره الى 33 سنة، لأننا لن نستطيع بيعه بعد ذلك مهما بلغ مستواه وقت التعاقد·· علينا الاعتماد على لاعبين صغار السن نسبياً أو من متوسطي الأعمار·· ثانياً علينا أن نكون أكثر احترافاً في إدارة شؤون البيع والشراء، سواء من حيث دراسة مدة العقد أوشروطه، ثم اختيار توقيت البيع بحيث لا يكون اللاعب فقد قدرته على العطاء، فلا يشتريه أحد أو يكون عقده قد انتهى وصار حراً في الانتقال· وأضاف: إننا لو تابعنا أوروبا لوجدنا هذا واضحاً، فمنذ عدة سنوات كان النجم الإيطالي باجيو في قمة عطائه وباعه ناديه وهو ما يدعو للدهشة، ولكن إذا فكرنا بصورة استثمارية أعمق لاكتشفنا أن باجيو كان سيصبح ربما بعد عام واحد غير ذي جدوى لناديه، فاستثمره واستطاع بثمنه أن يشتري أكثر من لاعب صغير لينفق عليه ويربيه ويكسب منه الملايين فيما بعدُ· وتطرق الزواوي الى الاتجاه نحو السوق العربية والخليجية فقال: إنه مفيد، لأن اللاعب العربي يستطيع التأقلم أكثر من الأجنبي، لأنه يعيش في نفس الأجواء، وقد شاهدنا محترفي البحرين وعمان على ساحة كرة القدم القطرية، وكيف استفادوا وأفادوا·· فمنتخب عمان كله محترف في الخليج، وقد ارتفع مستواه بصورة غنية عن الذكر، وكذلك البحرين·· أيضاً استفادت قطر، لأن مستوى الدوري ارتفع لديها تماماً مما انعكس على أداء منتخباتها، لأن دوريها فيه خمسة من الأجانب والخليجيين، لكننا هنا في الإمارات نعتبر اللاعب الخليجي أجنبياً، ونصر على أن يقتصر الأمر على لاعبين اثنين فقط، وقد كان لدى العين العام قبل الماضي لاعب عماني اعتبروه أجنبياً· لهذا أقترح فتح المجال أمام المحترفين الخليجيين لكي تستفيد كل الأطراف، شرط أن تكون هناك دراسة للعدد الممكن السماح به، بل والمراكز المطلوبة إن أمكن، وأن نضمن في نفس الوقت ألا يطغى هذا على فرصة اللاعب المواطن، ويجب أن تكون هذه الدراسة حصيلة حوار مشترك بين الأندية واللجنة الفنية باتحاد الكرة· الأجنبي الثالث وقال الزواوي: إن الأندية اقترحت خلال الموسم قبل الماضي أن يتم السماح بقيد 3 لاعبين في الفريق للمشاركة في كأس آسيا، وكان القرار يقضي بعدم السماح للاعب الثالث بالمشاركة في الدوري وكان ذلك من الأخطاء الفادحة، لأن اللاعب الثالث الذي لا يلعب يفقد حساسية المباريات، بما يعني أنك منذ البداية ستخسر سواء على الصعيد الفني أوالمادي عندما تتعاقد مع لاعب وتركنه خارج المستطيل الأخضر، ولا يفيدك إلا في مباراتين أوثلاث على المستوى الخارجي! وأذكر أنني اقترحت وقتها أن يتم قيد 3 لاعبين ويشاركون جميعاً، على ألا يزيد عددهم في المباراة الواحدة عن اثنين فقط، وبذلك يمكن الاستفادة من اللاعبين الثلاثة وتجهيزهم على مدار الموسم، سواء للمواجهات الآسيوية أو غيرها· وعن الاقتراح الخاص بالاعتماد على لاعب ثالث صغير السن لا يكون قد شارك مع منتخب بلاده حتى يمكن تجنيسه في المستقبل قال: إنه اقتراح جيد، ولكن يجب أن يؤخذ بحذر، حيث لا نضمن إلا نادراً أن نعثر على لاعب جيد لم ينضم لمنتخب بلاده، ولو كان جيداً لكان قد انضم للمنتخب· وقال الزواوي: إن النظرة المستقبلية لهذه القضية تستدعي التفكير في وضع ضوابط كثيرة بينها احتياجات الفرق بما لا يتعارض مع مستقبل المنتخب، بمعنى أن هناك أندية تندفع في وقت واحد نحو المهاجمين فتجد جميع الأجانب رؤوس حربة، وبالتالي لا تستطيع أن تصنع رأس حربة مواطناً على مستوى رفيع يخدم المنتخب، ويجب أن يكون هناك توزيع منطقي لثالوث الأجانب، بحيث يكون هناك مدافع، ولاعب وسط مهاجم أوبأية طريقة أخرى مدروسة تحول دون أية تأثيرات سلبية على المنتخب· أسرار جديدة حول تجنيس دياكيه كشف يوسف الزواوي أنه قبل تجنيس دياكيه لاعب الجزيرة قد نبَّه الى أن اللاعب لن يمكن ضمه أو الاستفادة به في المنتخب، وقال: لقد كنت أعرف دياكيه منذ زمن طويل عندما كنت أتولى مهمة المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي الترجي التونسي وجاءني دياكيه موسم 2000/2001 ولعب في صفوف فريقي لمدة عامين انضم خلالهما أكثر من مرة الى منتخب بلاده· وأضاف: لقد احترف في الترجي قادماً من فريق أسيك ليموزا، ومن الترجي ذهب للجزيرة·· وأذكر أن هناك بعض المشاكل نشبت بيني وبين اللاعب بسبب تأخره عن العودة من المنتخب الى نادي الترجي في الوقت المتفق عليه، وأنني عاتبت مدربه الفرنسي أكثر من مرة، وقد قلت هذا الكلام قبل تجنيس دياكيه ولكن! احتكار المراكز الهجومية لصالح الأجانب·· خطر 0ضرب يوسف الزواوي مثلاً حول خطورة احتكار مركز معين من مراكز الفريق لصالح اللاعب الأجنبي المحترف بما يؤثر على فرصة اللاعب المواطن وينسحب سلبياً على المنتخب· وقال: إننا خلال مرحلة التسعينات في تونس سمحنا للأندية بالتعاقد مع حراس مرمى أجانب، واندفعت أغلب الأندية وربما كلها للتعاقد مع حراس من الخارج، وفقد الحراس التوانسة أي فرصة للظهور حتى اكتشفنا بعد عدة سنوات وبالتحديد بين عامي 2001 الى 2003 أننا لم نستطع صناعة حارس جيد للمنتخب بعد شكري الواعر، وأن هناك فراغاً كبيراً ينبغي أن نعالجه، فقررنا حظر التعاقد مع حراس مرمى، ولم يطبق القرار إلا العام الحالي فقط في محاولة لتدارك الأمر· وقال الزواوي: إن الأمر يتكرر حالياً وبصورة مماثلة على ساحة كرة القدم الإماراتية، حيث إن أغلب التعاقدات أوكلها تقريباً مع مهاجمين ورؤوس حربة، وهو ما يعني أن المهاجم المواطن لن يكون على الساحة، ولن يستطيع المنتخب أن يجد مهاجماً يستحق أن يكون دولياً ويخدم الفريق، وهو أمر يحتاج الى علاج عاجل·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©