الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«خذوا وجوهكم» خلف كواليس السيرك

«خذوا وجوهكم» خلف كواليس السيرك
19 نوفمبر 2014 23:25
محمد وردي (دبي) إذا كانت الدهشة في «السيرك» تكمن بخِفَّة الحركات البهلوانية وسهولة التحولات أو سرعة الانقلابات على خشبة المسرح بقالب فانتازي، فالمؤكد أنها ستكون أكثر إدهاشاً خلف الكواليس؛ ذلك لأن عملية تغيير الأدوار أو تبدل الوجوه تجري في الغالب بما تبقى من أقنعة مقنعة بتنكرها، هذا بالنسبة للشخصيات المؤدية، التي يمكن أن نسميها الخيوط في «لعبة السيرك»، أما الذي يحرك هذه الخيوط أو يرسم أدوارها فهو من دون أقنعة بالمطلق. ما يعني تقديم المُفارَقة عارية من أدواتها التي تجعلها مُفارِقة للواقع، أو عارية من أوراق دهشتها، بحيث تدفع بها إلى كشف حقيقتها الإنسانية المرة، التي تجعلنا نكتشف بدورنا أنها حقيقة كامنة في ذواتنا جميعاً، حينها تستحيل الدهشة إلى كوميديا سوداء، فتجعلنا نضحك ونبكي على حالنا أو أحوالنا، بدل أن نضحك على مفارقات العرض. وبهذا المعنى يكون «السيرك» ما هو إلا سيرك الحياة المفتوحة على كل أشكال الصراع، الذي تفتعله نزعات الطمع والفساد والتسلط، أو هو سيرك الواقع العربي، الذي تتجلى قباحاته بعيوننا أينما ولينا وجوهنا. هذا ما تقوله مسرحية «خذوا وجوهكم»، التي جرى تقديمها مساء أمس الأول على صالة مسرح «ندوة الثقافة والعلوم» في الممزر بدبي. وهي العرض الخامس والأخير، ضمن المسرحيات المتنافسة على جوائز «مهرجان دبي لمسرح الشباب». المسرحية من إنتاج «مسرح الشارقة الوطني»، وتأليف محمود أبو العباس، وإخراج عمر الملا، وتمثيل: محمد بن يعروف، إبراهيم أستادي، خليفة البحري، علي الحيالي، محمد الحاجي، إلى جانب جوقة تضم حوالي عشرين شخصاً، بعضهم قام بأداء فنون بصرية وحركية بشكل «أكروبات»، نالت التصفيق والإعجاب. العرض يقوم على دور ما يمكن أن نسميه «المُتَقَوِلْ»، أو الوسيط بين فريق «السيرك»، وبين صاحبه أو مديره من خلال شخصية الماكيير، (يقوم بالدور النجم إبراهيم أستادي)، الذي يسعى لاستغلالهم بما يخدم مصالحه الشخصية. نجح المخرج الشاب عمر الملا في مقاربة فكرة «المُتَقَوِلْ»، بمشهدية جذابة، وإن بدت الأحداث أفقية على سطح العرض، إلا أنها تميزت بجماليات لافتة في السرد والصورة على حد سواء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©