السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

حبارى الإمارات تسجل ظهورها في المتحف الوطني الفرنسي

حبارى الإمارات تسجل ظهورها في المتحف الوطني الفرنسي
6 نوفمبر 2013 09:48
أبوظبي (الاتحاد)- كشف المتحف الوطني الفرنسي للتاريخ الطبيعي في باريس الستار امس رسمياً عن أحدث معروضاته العلمية التي تضم 8 طيور حبارى آسيوية قدّمها “الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى”، الذي يقود من مقره في دولة الإمارات العربية المتحدة أحد أكبر برامج الحفاظ على الأنواع في العالم لإكثار الحبارى وضمان مستقبل مستدام لهذا الطائر الذي يحتل موقعاً مهماً في التراث والتقاليد العربية. وستشكل هذه المجموعة الحية من الحبارى الجزء الأحدث في معروضات المتحف الوطني الفرنسي حول الحياة البرية في الصحراء العربية. وشكّل وصول مجموعة الحبارى تتويجاً للمشروع المشترك بين الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى والمتحف الوطني الفرنسي للتاريخ الطبيعي من أجل إعادة بناء “مراكز قسطنطين للطيور” التي تقع ضمن الحديقة التاريخية العريقة لحديقة النباتات “جاردين دي بلانت”. وقد تمت إعادة بناء هذه المراكز بتصميم جديد يحل محل التصاميم القديمة ويحاكي البيئة الصحراوية البدوية الأصيلة. وستكون الحبارى أبرز الأنواع الحية التي يعرضها المتحف للتعريف بجهود الحفاظ على التنوع الحيوي في القارة الأسيوية. حضر حفل تسليم مجموعة الحبارى للمتحف معالي ماجد علي المنصوري، رئيس دائرة الشؤون البلدية، وعضو مجلس إدارة الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، ومحمد صالح البيضاني، مدير عام الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى اللذان مثّلا حكومة أبوظبي في الحفل، حيث قال المنصوري: “يشرفني أن أشارك اليوم في الافتتاح الرسمي لقسم الحبارى في المتحف الوطني الفرنسي للتاريخ الطبيعي، فالحبارى كان لآلاف السنوات مكوناً أساسياً في حياة السكان المحليين كما الصقور والمها. واليوم وبفضل المبادرة الكريمة للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس مجلس إدارة الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، يمكن لآلاف الزوار من كافة أنحاء العالم للمتحف الفرنسي العريق، أن يحظوا بفرصة التعرف عن كثب على طائر الحبارى والتعرف على أسراره العلمية بأنفسهم”. وأضاف المنصوري: «ظلت الحبارى ولفترة طويلة من الوقت جزءاً لا يتجزأ من الحياة البرية في الجزيرة العربية، وهي بالتالي تلعب دوراً مهماً في حياة مواطني الإمارات، وتمثل جزءاً مهماً من تراثنا وتاريخنا الطبيعي، ولذلك من الواجب علينا أن نحافظ عليها للجيل الحالي ولأجيال المستقبل. وقال«بهذه المناسبة، فإننا نستعيد كلمات خالدة للمغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي قال: “إننا مسؤولون عن الاهتمام ببيئتنا والحياة البرّية فيها وحمايتها، ليس من أجل أنفسنا فقط، بل من أجل أولادنا وأحفادنا»، كما قال:«إن الاهتمام بالبيئة ليس مجرد شعار، بل هو جزء لا يتجزأ من تاريخنا وتراثنا ونمط حياتنا». وأضاف: «سوف تظل كلمات المغفور له الشيخ زايد مصدر إلهام مستمر لنا، ومن رؤيته الحكيمة انبثق هذا المشروع للحفاظ على الحبارى منذ أكثر من ثلاثين سنة ماضية». أما ثوماس جرينون مدير عام المتحف الوطني الفرنسي، فثمن جهود الإمارات في إكثار الحبارى، وقال: أسهم الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى في إعادة تشييد المبنى المتهالك لحظائر قسطنطين الذي لم يتم استخدامه منذ سنوات، ليصبح معرضاً لـ8 من طيور الحبارى الآسيوية، ومعها بعض الأنواع الأخرى التي تمثل الحياة البرية لطيور الجزيرة العربية”. وأضاف: “بذلت بعض الدول العربية جهوداً مضنية لاستعادة أعداد الحبارى من خلال العديد من المؤسسات التي تم إنشاؤها في السنوات القليلة الماضية لحماية التنوع الحيوي الآسيوي، وبعد النجاح في إكثاره في الأسر، تركزت الجهود على إعادة توطين هذا النوع الأساسي في التقاليد والتراث الثقافي في دولة الإمارات العربية المتحدة، صاحبة الإسهام الأبرز والأكثر فاعلية في هذا المجال. الجدير بالذكر أن الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى كان قد تأسس بقرار من سمو ولي عهد أبوظبي في عام 2006 من أجل قيادة جهود حكومة أبوظبي في الحفاظ على الحبارى. ومنذ انطلاق جهود إكثار الحبارى في الدولة في نهاية السبعينات، فقد تم إنتاج أكثر من 160 ألف حبارى من خلال برنامج الإكثار في الأسر التابع للصندوق، حيث تم إطلاق أكثر من 75 ألفاً منها إلى البرية، وذلك بهدف استعادة مجموعات الحبارى البرية وضمان مستقبل مستدام لهذا الطائر الهام في الثقافة والتراث الإنساني. وبدوره يعزز الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى علاقاته مع مختلف الهيئات الفرنسية المعنية ببرامج الأبحاث والحفاظ على الأنواع، ويشكل عرض طيور الحبارى التي أنتجها في المتحف الوطني الفرنسي إضافة نوعية تعزز تلك العلاقات وترتقي بها إلى آفاق أرحب. من جهة أخرى، يفتح المتحف أبوابه للرحلات التعليمية التي تنظمها المدارس لتعريف الطلبة بعالم الطبيعة. وفي هذا السياق، قال البيضاني الذي شارك في حفل تسليم مجموعة الحبارى للمتحف الفرنسي: “يشكل التعليم ركيزة أساسية من ركائز برنامج عمل الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى على المستويين المحلي والدولي، فالتوعية بالمخاطر التي قد تواجهها بعض الأنواع الحية مثل الحبارى هي أولوية حيوية توازي في أهميتها برنامج الإكثار والإطلاق الذي نقوده.” وشدد البيضاني على أن الحفاظ على الأنواع هو عملية مستمرة وطويلة المدى مؤكداً أن “تعليم الناشئة وتوعيتهم اليوم سيساعد في توفير مستقبل مستدام للطبيعة وأنواعها الحية غداً”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©