الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مدربو الصفيح الساخن!

18 نوفمبر 2014 23:00
إنه منطق المنافسة في الخليج.. أخطاء اللاعبين مقبولة.. وكذلك أخطاء الإداريين وفرديتهم في إدارة أمور اللعبة في هذا الاتحاد أو ذاك.. لكن الويل للمدرب إن أخطأ والويل له حتى عندما لا يكون مسؤولاً عن الأخطاء. مطلوب من المدرب أن يكون على الدوام كبش الفداء للجميع، والحجة دائماً هي أنه مادام يقبض أكثر، فإن عليه أن يمثل دور الشماعة التي تحمل كل الأخطاء.. ثقافة القذف بكل شيء وأي شيء على المدرب هي الشائعة باستثناء القليل من اتحادات بدأت منذ فترة بسيطة تأخذ بفكرة الاستقرار والسماح لنضوج الفكر التدريبي بأن يأخذ مداه، وصولاً إلى الحصاد الذي أخذت به الكرة الإماراتية. تأكيداً للاستهلال، يكفي الإشارة إلى أن سبق مدربين تناوبوا على المنتخب البحريني خلال عشرة أعوام تقريباً لكن الحال بقيت على ما هي على الأقل من منظور غيابه الأزلي عن منصة بطولة الخليج منذ انطلاقها في البحرين قبل قرابه نصف قرن من الزمن. وعندما يكون المدرب عدنان حمد هو أول الضحايا في «خليجي 22» بالرياض عقب خسارة المنتخب البحريني من المنتخب السعودي، فإن مدرب منتخب السعودية لوبيز هو الآخر يتعرض لسيل من المطالبات بإقالته رغم أنه يقود الأخضر بسجل محترم من عدم الخسارة. نبالغ في تضخيم هفوات المدرب إلى درجة تحجب الرؤية عن الأخطاء الأهم وإلا كيف لمدرب أن يمنع مدافعيه من تسجيل هدفين في مرمى حارسهم خلال مباراة واحدة «نيران صديقة»، ما يعني أن خطأ لاعب أو لاعبين يمكن أن يطيح بمدرب لتفتح صفحة جديدة مع مدرب جديد.. وهنا يصح التساؤل، كما تساءل حمود سلطان في مجلس قناة الكأس.. هل مشكلة المنتخب البحريني هي المدرب أم أنها تتصل بمعوقات أخرى تفرض المسارعة لتسوية علاقة الكرة البحرينية المتواضعة مع كأس الخليج؟ في التفاصيل التي يتحمل فيها المدرب أخطاء الجميع تتواتر حكايات تؤكد أنه عندما يخطئ تأريخ القائمين على اللعبة تكون جغرافيا المدرب هي الحائط المائل، بينما الصحيح أنه إذا جرت محاسبة أي مدرب أو الإطاحة به لا يجوز أن يكون الأمر مجرد بحث عن كبش فداء والتغاضي عن تشخيص الأوجاع في الرؤوس والأطراف الإدارية. ومع أن معظم المنتخبات المشاركة في كأس الخليج على أعتاب استحقاقات آسيوية، فإن ما يحيط بمنتخبات مثل مدرب السعودية لوبيز ومدرب العراق حكيم شاكر وربما آخرين يجعل المدربين يجلسون على صفيح ساخن بمعزل عن الموضوعية وامتلاك الوقت والأجواء لتقديم الأفضل.. كرة القدم عدالة أيضاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©