الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القلعة «المربعة» مكان له تاريخه ومكانته في قلوب أهل العين

القلعة «المربعة» مكان له تاريخه ومكانته في قلوب أهل العين
6 نوفمبر 2011 20:10
القلعة حصن منيع يشيَّد في موقع يصعب الوصول إليه، وغالباً ما يكون على قمة جبل أو مشرفاً على بحر، وقد وجد بعضها مشيداً على أرض منبسطة. وكانت القلاع عند العرب وغيرهم من الأمم الأخرى تؤدي دور البيت والحصن والسجن ومستودع الأسلحة وبيت المال ومركز الحكومة المحلية. وكثيراً ما كانت تنشأ القرى حول القلاع. وعندما غدت المدن، في وقت لاحق، ذات أهمية، أصبحت القلاع تشكل جزءاً من شبكة دفاعاتها، وتبنى القلاع عادة بغرض الحماية من الأعداء، ولتتحصن حامية المدينة في حال تعرضها لهجوم ما. وكانت القلاع إحدى أهم وسائل الدفاع في العصور القديمة. وتكشف القلاع والحصون والأبراج التي لا يزال العديد منها باقياً حتى الآن عن سجل الإمارات العربية المتحدة الحافل بالنضال منذ فجر التاريخ. وبدأت الحصون أولاً بتحويل الروابي والتلال إلى أماكن يمكن الإنسان التحصن فيه، وقت حفرت المصاطب حولها، وأقيمت بعد ذلك المصاطب لتدعيمها وكذلك الخنادق العميقة. تقع قلعة «المربعة» أو ما كان يعرف بمقر الشرطة عام 1948، بالقرب من الحصن الشرقي في مدينة العين، ويحدها من الغرب والجنوب الطريق الرئيسية ومن الشمال المنازل السكنية ومن الشرق مركز الشرطة، وقد اكتسب البرج المتكون من ثلاثة طوابق اسمه من شكله القريب من المربع. تم فُتحت القلعة لاحقاً أمام الناس لاستكشاف فن العمارة الإماراتي للإدارات الحكومية قبل حقبة النفط. و»المربعة» اسم يعني الكثير في العين، ومكان له مكانته في قلوب أهلها ممن عاصروا حقبة تاريخية مهمة من مراحل البناء التي قادها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان ـ رحمه الله ـ الذي كان له الفضل في بناء المدينة. ويذكر أنه رحمة الله عليه، استقدم بناّءً، وحدد بعصاه له موقع المربعة، ومساحتها، وقال له: «هنا تبنى المربعة»، وكان يشرف بنفسه على مراحل البناء أولاً بأول. وتسمية المربعة جاءت نظرا للتصميم المعماري للقلعة الذي يأخذ شكل المربع والمعروف كنظام بناء يوجد في عدد من مدن الدولة الأخرى التي تحتضن بعض المربعات هي الأخرى وقد طال الاسم المنطقة بأسرها حتى غدت منطقة المربعة في وسط مدينة العين. و«المربعة» هي قلعة مربعة الشكل، فريدة في تصميمها، وتحتل موقعا مهما في وسط المدينة، وكانت فيما قبل تتمتع بشهرة واسعة، وأقيمت لتكون برجاً للمراقبة ومقرا للحرس وقد اختار لها الشيخ زايد موقعاً استراتيجياً لتحتله عند حافة المدينة. والمربعة بموقعها هذا كانت تشرف على مدينة العين وتؤمن لها الحماية المطلوبة. كما أنها احتضنت أول تجمع للشرطة بشكلها الحالي، بل ضمت إدارات المرور وغيرها من أقسام الشرطة بعد أن كانت مهجعا للحرس في وقت سابق. وقد شيدت المربعة في البداية لتكون برجاً للمراقبة، ومقراً للحرس لتتحول لاحقاً إلى مقر للشرطة وسجن محلي، ومكان للتجمع من أجل إقامة المهرجانات، وعقد الاجتماعات الرسمية للحاكم. وسمي مركز الشرطة الذي توسع لاحقاً باسم شرطة المربعة تيمُّناً بالقلعة. وتعد قلعة «المربعة»، آخر قلاع العين الأثرية، وبنيت لتكون مقرا إداريا يضم مؤسسات المدينة، ومكانا للحرس، وظلت تستخدم كمركز للشرطة حتى عام 1985 حيث تسلمتها إدارة الآثار والسياحة في العين، واعتنت بها من خلال ترميمها وإزالة المباني المستحدثة من حولها والتي بنتها الشرطة كمكاتب لها لتعيد إليها من جديد تألقها المعماري والتراثي التقليدي الأصيل وعادت لصورتها الأصلية وهي قلعة مربعة الشكل مكونة من أدوار عدة يحيط بها سور كبير. وتتألف القلعة من برج مستطيل الشكل تقع بوابته في وسط الجدار الغربي لشرفة القلعة المبنية من الطوب الطيني. وتتمركز الشرفات والأبراج المثلثة الشكل والمستخدمة للرماية على قمة الجدران والبرج. ويُعتبر القوس المتعدد الطبقات والذي يطل على الشارع الرئيسي نموذجاً للبناء المحلي حيث استخدمت جذوع أشجار النخيل والحصير المصنوع من سعف النخيل لدعمه في البناء. ويوجد في الساحة كوخ مبني من غصون النخيل يعكس طبيعة العمارة المحلية التي تم اعتمادها في بناء المنازل في الإمارات العربية المتحدة حتى ستينات القرن الماضي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©