الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زيارة شريف لأميركا.. ماذا وراءها؟

30 أكتوبر 2015 21:37
اختتم رئيس وزراء باكستان نواز شريف زيارته الرسمية للولايات المتحدة، وهي الثانية منذ أن تولى منصبه في عام 2013. وخلال الزيارة، التقى شريف وزير الخارجية جون كيري وألقى كلمة أمام غرفة التجارة الأميركية، فضلاً عن لقائه مع الرئيس أوباما. وتأتي زيارة شريف في أعقاب زيارة الجنرال «رضوان أختر»، رئيس جهاز الاستخبارات في باكستان. كما تأتي زيارة شريف إلى واشنطن أيضاً في الوقت الذي يشهد موقفه في باكستان تراجعاً ملحوظاً. فالجيش الباكستاني يتمتع باحتكار للقضايا التي تتعلق بالأمن القومي، ومكافحة الإرهاب، والعلاقات مع الولايات المتحدة والهند. وقبل أيام قليلة من زيارة شريف لأميركا، تم استبدال «سرتاج عزيز»، مستشار الأمن القومي وأحد المقربين منه، بالجنرال «ناصر خان جانجوا»، الرئيس السابق للقيادة الجنوبية بالجيش الباكستاني. وفي الولايات المتحدة، تحاول إدارة أوباما الضغط على باكستان لبذل مزيد من الجهود لجلب حركة «طالبان» وقيادتها الجديدة إلى طاولة المفاوضات مع حكومة أفغانستان. وكانت الجولة السابقة من المحادثات بين كابول و«طالبان» في باكستان قد فشلت بعد الإعلان عن وفاة زعيم «طالبان» السابق «الملا عمر» في مستشفى بكاراتشي عام 2013. وعلى رغم الانقسام، فإن حركة «طالبان»، تحت قيادة الملا منصور، كثفت هجماتها في شمال أفغانستان واستولت الشهر الماضي على مدينة «قندوز». وقد دفع سقوط تلك المدينة أوباما للتراجع عن قراره بسحب القوات الأميركية من أفغانستان بحلول عام 2016. ولا تزال إدارة أوباما تشــعر بقلـق إزاء سعي باكستان لامتـلاك أسلحة نووية تكتيكية وهي تعد أسلحة خطيرة لأنها تعقد سلامة وأمن الأسلحة النووية وتزيد من خطر التصعيد النووي إلى مستوى استراتيجي، بينما لا تضيف شيئاً ولاسيما إلى الردع. وتشير تقارير في صحيفتي «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز» إلى أن الولايات المتحدة كانت على استعداد لتقديم برنامج نووي لـ«التيار السائد» في باكستان مقابل الحد من ترسانتها النووية. وعلى رغم ذلك، رفضت وزارة الخارجية الباكستانية أي دعوات للحد من ترسانتها النووية، وأشارت إلى أن أسلحتها النووية التكتيكية «تي إن دبليو» ضرورية لمواجهة «عقيدة البداية الباردة» العسكرية، وهي حالياً مشروع غير معمول به ويعد على الأكثر مشروعاً طموحاً للجيش الهندي. وقد أكد البيان المشترك لأوباما وشريف على هذه القضايا. ويعترف البيان بدور باكستان في المفاوضات بين حكومة أفغانستان وحركة «طالبان». وأكد كذلك على أهمية السلامة النووية والأمن ومنع انتشار الأسلحة النووية. وفيما يتعلق بالقضايا الأخرى، كان البيان عادياً إلى حد كبير. وقد أقر أوباما بالنجاحات التي حققتها باكستان في حملات مكافحة التمرد، بينما شرح شريف الخطوات التي تتخذها حكومته ضد الجماعات الإرهابية، بما فيها شبكة حقاني (التي وصفهاالرئيس السابق لهيئة الأركان الأميركية المشتركة الأدميرال مايك مولن بأنها «ذراع حقيقية لجماعة داعش»)، لضمان عدم تمكنها من العمل انطلاقاً من باكستان. وتشعر الولايات المتحدة خاصة بالإحباط من باكستان بسبب استمرارها في إيواء أعضاء من شبكة حقاني، وقد هددت بحجب مبلغ 300 مليون دولار من صناديق دعم التحالف، عن باكستان بسبب تقاعسها عن اتخاذ إجراءات ضد تلك الجماعة. ولم يرد شيء عما إن كان شريف نجح في تهدئة مخاوف واشنطن لكي تسمح بصرف هذا الأموال لباكستان. وفيما يتعلق بالهند، كان البيان المشترك مماثلاً إلى حد كبير للبيان المشترك الصادر عن الولايات المتحدة وباكستان في عام 2013. وقد اعترف كل من البيانين بأهمية إحداث «توازن إقليمي» و«استقرار في جنوب آسيا» و«حوار متواصل» بين الهند وباكستان حول القضايا العالقة، ولكن واقع التقارب الاستراتيجي المتنامي بسرعة بين الولايات المتحدة والهند يعني أن صناع السياسة في نيودلهي لن يصابوا على الأرجح بقلق شديد تجاه مثل هذا البيانات. والملاحظ في البيان المشترك أنه قد أوضح ضرورة التعاون من أجل «علاج المخاوف المتبادلة للهند وباكستان بشأن الإرهاب». ومن المرجح أن يثير هذا الأسلوب بعض الحساسية للهند، التي تحملت وطأة هجمات تُنسب إلى جماعات إرهابية في باكستان، بما في ذلك الهجمات القاتلة في مومباي عام 2008. وفي العام الماضي، ضغطت باكستان بشدة من أجل إحداث تكافؤ بينها وبين الهند بشأن مسألة الإرهاب. ولتحقيق ذلك، حاولت أن تقدم سرداً حول تورط الهند في الإرهاب في باكستان. وعلى هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، قدمت مندوبة باكستان الدائمة لدى الأمم المتحدة «مليحة لودي» للأمين العام «بان كي مون» ثلاثة ملفات حول دعم الهند، بحسب ما تقول، للإرهاب في باكستان. كما قدم شريف أيضاً هذه الملفات إلى كيري أثناء زيارته لواشنطن. ولم يعلق أي من كيري أو «كي مون» على صحة ادعاءات باكستان. *روحان جوشي *محلل سياسي باكستاني ينشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©