الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لقاء الأديان

21 فبراير 2010 20:38
اتخذت إندونيسيا والولايات المتحدة في الفترة بين 25 و27 يناير الماضي خطوات لتقوية الروابط الاجتماعية والثقافية بينهما، من خلال استضافة حوار ثنائي في مجال الأديان في جاكرتا. وقد حضر اللقاء وفد أميركي ضمّ مسؤولين رسميين ورجال دين وبعض ممثلي المجتمع المدني. كما ضم الجانب الإندونيسي أعضاء من أكبر منظمتين مسلمتين هما "نهضة العلماء" و"المحمدية"، إضافة إلى زعماء دينيين مسيحيين وبوذيين وهندوسيين وعلماء من الجامعات المحلية. وذكر "زين العابدين باغير"، وهو عالم من مركز الدراسات الدينية والثقافية في جامعة "غادجا مادا" في يوغياكارتا، التي أرسلت عشرات الطلبة لحضور دورات دينية في الولايات المتحدة واستقبلت أعداداً مماثلة من الطلبة الأميركيين... ذكر أن الاجتماع كان مهماً للمشاركين الإندونيسيين، لأنه مدّهم بالمعرفة عن الولايات المتحدة وسياساتها في الحفاظ على حقوق الأقلّيات المسلمة هناك. يقول باغير:"يسمح التفاعل الأوسع بتفاهم أفضل، لأن مجموعات متشددة معينة تعتبر الولايات المتحدة عدوها الأول، ويعتقد أنها تهاجم المسلمين في كافة أنحاء العالم". وقد اتفق المشاركون في مؤتمر الأديان بين الولايات المتحدة وإندونيسيا على التعاون في أربعة مجالات هي: الفقر، والتعليم، والتغير المناخي، والحكامة الجيدة. لكن البيان الصادر عن المؤتمر لا يذكر بالتفصيل أية أنواع محددة من التعاون يجب أن تتبع انعقاد المؤتمر. وفي غياب الالتزام بمبادرات معينة وتطبيقها، يتعرّض المؤتمر لخطر أن يصبح مجرد فرصة للكلام دون العمل. بناء على ذلك، تقترح جين داف المديرة التنفيذية لمركز العمل عبر الديانات لمكافحة الفقر العالمي، ومقره واشنطن، أن الإعلان المشترك يمكن أن يشكّل أساساً لتواصل معزّز وتفاهم مشترك بين مجموعات المجتمع المدني في إندونيسيا والولايات المتحدة، وبالذات حول ممارسة الإسلام في إندونيسيا وجنوب شرق آسيا. ويتم وصف إندونيسيا أحياناً، وهي وطن لأكبر عدد من المسلمين في العالم، من قبل الحكومات الغربية، بأنها النموذج حيث يستطيع المسلمون العيش بسلام مع أتباع الديانات الأخرى، ويحافظ الدستور على حقوق الأقليات، ولا تنتهج الحكومة سياساتها على أساس المبادئ الدينية. وحسب قول أحد المشاركين، وهو ويليام إف فندلي، الأمين العام لمنظمة الديانات من أجل السلام، وهي منظمة أميركية غير حكومية، فإن "الحكومة الأميركية معجبة بالتزام كل من الحكومة والشعب الإندونيسيين بالتعددية. إنهم يرحبون بالتنوع... ويرون إندونيسيا كنموذج لمجتمع متنوع دينياً يعمل بأسلوب متناغم وسلمي". كانت إندونيسيا من أوائل الدول التي شجعت حوار الأديان في المنابر الدولية كوسيلة لاستئصال الإرهاب الذي ينشأ نتيجة لسوء الفهم وغياب التفاعل البنّاء. وقد بادرت بإقامة حوار ثنائي بين الأديان مع عدد من الدول من ضمنها النمسا وكندا وإنجلترا وإيطاليا ولبنان وهولندا وروسيا والفاتيكان. وعلى الصعيد الإقليمي شاركت إندونيسيا في حوار الأديان الذي عقدته منظمة المؤتمر الإسلامي ولقاء آسيا وأوروبا. وقد قام المشاركون، كجزء من المؤتمر، بزيارة لمدرسة داخلية إسلامية، تدعى "بيزانترين"، للتعرف على حياة الطلبة. وهناك الكثير من سوء الفهم حول هذه المدارس، والتي يُظَن أحياناً أنها مؤسسات تخرّج الإرهابيين الصغار. وقد صرّح رئيس الوفد الأميركي، براديب رامامورثي، وهو المدير الرئيس للمشاركة العالمية في البيت الأبيض، أن واشنطن تتطلع قدماً للعمل مع المجموعات الدينية في إندونيسيا التي تملك القدرة على الحشد والعمل الضروري لحل طيف واسع من القضايا. ولدى المنظمات الإندونيسية الدينية برامج مستمرة منذ فترة تهدف لتحسين مستويات معيشة المجتمعات المحلية الصغيرة. وربما توفّر العلاقات الناتجة عن ورشة العمل قوة الاندفاع الضرورية لتغيير الصورة العامة عن إندونيسيا، من صورة تتعلق بالمتفجرات والتطرف، إلى صورة الشريك الحضاري للولايات المتحدة، الأمر الذي يُظهِر الوجه الحقيقي لإندونيسيا. ليليان بوديانتو صحفية من «الجاكرتا بوست» ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كومون جراوند»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©