الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تقليل استهلاك 100 ورقة يوفر 1800 لتر مياه لمواجهة التحديات البيئية

تقليل استهلاك 100 ورقة يوفر 1800 لتر مياه لمواجهة التحديات البيئية
3 نوفمبر 2013 21:04
موزة خميس (دبي) - اقترح فيصل خميس الحمادي المهندس المتخصص في هندسة الطاقة الكهربائية، تطبيقاً يمكن أن نقوم بتجربته في أي مكتب أو منزل، أو مكان يستخدم للطباعة بشكل يومي: إذا علمت أن أغلب المصانع ومراحل تصنيع المنتجات تستهلك الماء بشكل كبير، وأن حزمة الورق الواحدة المكونة من 100 ورقة، تستهلك أكثر من 1800 لتر من الماء لإنتاجها، فطبق هذه المعادلة البسيطة في بيتك وفي مقر عملك، وقم بحساب كم لتراً من الماء يمكنك المساهمة في توفيره، ومثال على ذلك إن كان مقر العمل يستهلك أكثر من ألف ورقة يومياً وبحزمتين سعة كل منهما خمسمائة ورقة، فإنها تحتاج إلى أكثر من 18000 لتر من الماء. تصنيع الحبر وقال: الصورة أكبر من ذلك لو وضعنا في الاعتبار عمليات تصنيع الحبر وآلات الطباعة وغيرها، والماء له يد في كل ما يحيط بنا، وهو المكون الأساسي للإنسان كذلك، وأيضاً من ناحية المواصلات عادة يقضي بعض المراجعين أياماً عدة في التنقل بين المؤسسات، ولكن الخدمات الذكية لن تضطرك لكثرة التنقل مما سيؤدي إلى تراجع استخدام المركبات، وبالتالي خفض استخدام الوقود وقلة انبعاثات الكربون، بالإضافة إلى البعد عن توتر الزحام المروري، وعناء الحصول على موقف للسيارة وارتكاب المخالفات المرورية. وتابع: تتوفر معلومات أسعار الوقود في محطات التزود، كما تتوافر بعض الحسابات والإحصائيات في معظم السيارات الحديثة، وراقب وسجل وقارن وسجل إنجازك في التقليل من استهلاك الوقود، من خلال انتقالك للتعامل مع تطبيقات الحكومة الذكية، وبالنسبة لاستخدام الكهرباء فإننا مع الحكومة الذكية، سيكون الاستقبال وطابور الانتظار، ونافذة خدمة العملاء وصندوق الاقتراحات والشكاوى في شاشة هواتفنا الذكية، لذلك سيقل استخدام المباني ومرافقها مثل التكييف وأجهزة الكمبيوتر وأيضاً في الطابعات واستخدام المياه والمرافق الأخرى، وبالتالي توفير كبير في استخدام الكهرباء والماء مما يؤدي إلى استدامة الموارد وكفاءة استخدامها. جهود متواصلة وأوضح أن نظافة البيئة تعزز تزايد استخدام المصادر النظيفة والمتجددة في أرجاء الدولة، التي تجري فيها الجهود بجد نتج عنه افتتاح محطتين لإنتاج الكهرباء بالطرق المتجددة، وهما شمس 1 في مارس الماضي بأبوظبي، وستنتج 100 ميجاوات عند اكتمالها، وتقليل انبعاثات الكربون بما يعادل زراعة 1.5 مليون شجرة، والمرحلة الأولى من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية أكتوبر الماضي، بقدرة 13 ميجاوات تصل إلى 1000 ميجاوات عند اكتمال مراحله. كما لفت المهندس فيصل الحمادي إلى أن أهمية التأكيد على ترسيخ ثقافة استدامة الموارد، والحفاظ على البيئة بطرق فعالة مباشرة وبطرق غير مباشرة متمثلة في التوعية والتعليم، والتشريع عدة جوانب مثل التوعية، موضحاً أن الغالبية العظمى من الجهود المحلية تقع ضمن فئة التوعية عن طريق توزيع المطبوعات والاحتفالات السنوية بأحداث متعلقة بالبيئة، وأيضاً عن طريق المحاضرات والإعلانات وغيرها، حيث تتميز هذه الجهود بعرض المعلومات المفيدة، لكن بعضها يفتقر إلى التركيز في الطرح ويعاني التكرار. أهداف محددة ويؤيد برامج التوعية المرتبطة بأهداف محددة ويمكن قياسها، ويمكن تطبيق ذلك في المؤسسات لموظفيها، وعلى سبيل المثال ربط برامج الوعي باختبارات معينة ومستويات معينة، يتم قياسها ضمن الأداء العام للموظف، حيث إن المؤسسات تقوم بتوعية موظفيها على إجراءات السلامة والصحة المهنية، ويمكن إضافة الوعي البيئي أو ثقافة الاستدامة ضمن هذه البرامج، ويمكن أن نخلص في جانب التوعية بأن تكون محددة وذات أهداف واضحة وقابلة للقياس. وبالنسبة للتربية والتعليم يرى أن الأهمية القصوى تقع على المؤسسات التعليمية، من خلال تدريس وتعليم الطلبة معان ستبقى معهم ولأجيال مقبلة من بعدهم، فالتوعية لوحدها لا تكفي، ولكن عندما يتعلم الطفل القراءة والكتابة ومبادئ الاستدامة والحفاظ على الموارد، فسيتحول إلى فرد مؤهل في هذا المجال على مستواه الشخصي أو على مستوى المقربين منه وأهمهم أفراد الأسرة، ويمكن أن تكون مبادئ الاستدامة ضمن منهج دراسي يتطور ويكبر مع تقدم الطفل في المراحل الدراسية كما يمكن لمؤسسات المجتمع تدعيم تلك المعلومات الأكاديمية بمعلومات عملية من واقع العمل والحياة، لنحصل على معادلة طالب مؤهل في مجال الاستدامة يساوي بيتا مؤهلا وبالتالي مجتمعا مؤهلا. وقال: الحياة مزيج من المشتقات وسلسلة متتالية من الأحداث والأفعال، ونتائجها التي تنعكس على كل التفاصيل في حياتنا اليومية وفي حاضر ومستقبل موارد الكوكب المحدودة، مع الازدياد الكبير في تعداد البشر حول العالم، حيث يقول أحد خبراء الأعمال إن بإمكاننا أن نخرج بالكثير من الأفكار من خلال الذبابة، وفق تسلسل منطقي وهو إن الذبابة ترتبط بالمبيد الحشري ثم مصنع المبيدات والمعدات الكيميائية والتخزين والشحن الجوي والبحري ومع خبراء الكيمياء وأوراق ومتطلبات مكتبية وأجهزة كمبيوتر ثم تصنيع البلاستيك ومواد البناء، ولو أردنا استمرار التفكير في تلك السلسلة لما توقفت الأفكار والأفكار المشتقة عنها وهكذا. انطلاقة ويكمل المهندس فيصل إن إعلان انطلاقة جديدة للحكومة، بالتحول من إلكترونية إلى ذكية أقرب إلى الناس، تعمل على مدار الساعة، ولم ينتبه الكثير من المتابعين إلى بعد مهم في هذه النقلة النوعية للخدمات الحكومية، وهو استدامة أكثر وبالتالي حكومة ذكية صديقة للبيئة أو حكومة خضراء، ولو نظرنا للبعد البيئي لهذه النقلة سنجد إن تطبيقها على حكومتنا الذكية المنتظرة، من وجهة نظر متابع ومهتم بالخدمات الذكية وبالتنمية المستدامة، تعني التقليل من استخدام الورق. تداول المعلومات ولفت إلى أن ذلك يعني توفر خدمات ذكية متوافرة دائماً في متناول اليد عبر الأجهزة الذكية، وسيتم تداول المعلومات إلكترونياً، مما يقلل استخدام الورق في الطباعة، واستلام وتسليم البريد العادي والرسائل المهملة والكتيبات الإرشادية، وأيضاً الإعلانات الورقية وغيرها، وهو سيقلل من استهلاك الحبر، ومن استخدام الطابعات والناسخات الكبيرة، مما يؤدي إلى توفير يعود للمؤسسة، ورغم استمرار جهود نشر الوعي وتبني الممارسات الصحية في التعامل مع الورق، إلا أن أغلب مناطق العالم تشهد ازدياداً في استهلاك الورق، حيث تستهلك أميركا الشمالية ما يقارب 230 كيلو جراما سنوياً للشخص الواحد، بينما يبلغ الاستهلاك الأقل في أفريقيا حوالي 8 كيلوجرامات سنوياً للشخص الواحد حسب إحصائيات الأمم المتحدة التي استطاعت تخفيف استخدام الورق في مرافقها الإدارية بنسبة 42% عام 2011، ولعلها دعوة لي ولكم لإبداء الاهتمام في التفكير بهذه الممارسات وقياس نتائجها، وستكون الحكومة الذكية الأداة الأهم في دعم هذه الجهود. ركن أساسي في التنمية المستدامة أوضح المهندس فيصل الحمادي أن المستقبل ركن أساسي في كيان التنمية المستدامة ولا معنى لتنمية دون مستقبل أو لتخطيط دون مستقبل، أو حتى عمل متميز ينتهي عند نقطة معينة، فرحلة التميز لا يوجد لها خط نهاية كما علمتنا قيادتنا الرشيدة، وكما تعلمناه من تعاقب الانتشار والانحسار لدول ومؤسسات كثيرة عبر التاريخ، ومن حسن الطالع أن دولتنا تتطلع دائما للسير قدماً نحو المستقبل برؤية واضحة، ولذلك كانت رؤية الإمارات 2021 بأن نكون من أفضل دول العالم، وكان إحدى ركائز تلك الرؤية ركيزة الاستدامة، وهي باختصار تأمين حاجات اليوم، دون إهمال حفظ الموارد اللازمة لحاجات المستقبل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©