الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
صحة

«وجبات الموظفين» غنية بسعراتها الحرارية.. فقيرة في قيمتها الغذائية

«وجبات الموظفين» غنية بسعراتها الحرارية.. فقيرة في قيمتها الغذائية
4 نوفمبر 2013 12:01
هلا عراقي (الشارقة) - سرعة الحياة التي تحكمنا وكثرة أعبائها طالت جميع جوانب حياتنا ولم تسلم منها وجباتنا الغذائية، التي عصفت بها رياح التغيير، فما عادت تلك السفرة العامرة بما لذ وطاب تجمعنا عندما استبدلناها بحكم العمل بطاولة المكتب، لنتناول تلك الوجبات السريعة محاطين بالأوراق والملفات بدلاً من الأهل والأصحاب، ترقبنا شاشة الحاسوب ونحن نتناول طعامنا بنهم وكأنها تعد علينا «اللقم»، فماذا يأكل الموظف في عمله وما مخاطر هذه الأطعمة؟ وما البدائل الصحية لها...؟ تستيقظ هبه يومياً على عجل وما تلبث أن تنتزع ما تجده أمامها في الثلاجة وتذهب مسرعة لتتلافى زحمة السير الخانقة، ولكي تضمن وصولها في الوقت المحدد للعمل، كونها تعمل في دبي وتسكن بالشارقة. وتضحك قائلة: لكل من وجباتي اليومية مكان خاص فمثلاً إفطاري في السيارة والغداء في المكتب أما العشاء غالباً فيكون في البيت. وتضيف: مللت هذا الوضع غير المستقر حتى أنني أحياناً كثيرة لا أعلم ماذا آكل ولا يتوقف الوضع عند عدم الإحساس بالطعم بل ما يزعجني تلك الكيلوجرامات الزائدة التي أقامت في جسدي وتأبى مغادرته وكيف ستغادره وأنا مستمره في التهام الوجبات السريعة. جسم سليم أما جميلة فهي حريصة جدا على طعامها وتتبع نظاماً غذائياً يعتمد على الخضراوات والبروتين، تعده مساءً وتأخذه معها للمكتب، وتضيف: هذا النظام الغذائي التزمت به منذ نحو عام، لأنني عندما اعتمدت على الوجبات الجاهزة سمنت كثيراَ والسمنة أكثر ما يخيفني. ومن وجهة نظر مغايرة تتحدث رولا عن مبالغة بعض الفتيات في الحرص على رشاقتهن لحد الهوس، وتقول: هذا لا يعني أنني غير مهتمة برشاقتي، لكنني أتعامل مع الموضوع بمنطقية، نحن أثناء العمل نبذل مجهوداً ونحتاج لأن نحافظ على نسبة معينة من التركيز تضمن سير العمل وعدم الوقوع في أخطاء، خاصة وأنني أعمل في بنك لذا يجب أن أكون متيقظة، والجوع أحد أهم الأسباب التي تفقدنا التركيز وتشتت أذهاننا، لذا فأنا أتبع المقولة الشهيرة «افطر فطور ملك وتغدى غداء أمير وتعشى عشاء فقير»، هذه الحكمة لو اعتمدناها في نظامنا الغذائي لحافظنا على أجسام ليست فقط رشيقة بل سليمة ومعافاة من المرض. وتضيف: أحرص جدا على وجبة الإفطار التي يجب أن تحتوي على كافة العناصر الغذائية وغنية بالألياف التي تضمن لي الشعور بالشبع أطول فترة ممكنة، وبذلك لا اضطر للجوء للشوكولا أو الشيبس، ولا أصل لتلك المرحلة من الجوع التي تدفعني لأكل وجبات دسمة، وأما العشاء فلا يتجاوز السلطة من الخضراوات أو بعض حبات الفاكهة. وعلى النقيض منها تماماً تقف باسمة فتقول عندما أشعر بالجوع آكل ما يحلو لي وما يخطر على بالي، خاصة وأن هناك باقة مطاعم ممتازة تحيط بمكان عملي.. وتضيف: تكفيني هموم العمل وما بها من أعباء لذا أجد بالطعام متنفساً لهذه الهموم أما عن رشاقتي فأنا متصالحة مع نفسي وأعتمد مقاييس الجمال القديمة التي تنصب الفتاة الممتلئة ملكة على عرس الجميلات. عادات غذائية خاطئة ويتحدث أبو حمزة من واقع تجربة شخصية عن المخاطر التي تسببها هذه الوجبات التي نلتهمها أثناء العمل وأثرها على المدى الطويل كوننا نذهب للعمل يومياً، فيقول : لا أتناول الإفطار كوني أفتتح صباحي بكوب القهوة وأكتفي به لذا ما أن تحين وجبة الغذاء حتى يبلغ بي الجوع مداه فأدمج وجبة الإفطار والغداء معاً، وأتناول كمية كبيرة ودسمة من الطعام وبعدها أذهب للمكتب وأجلس قرابة الأربع ساعات أمام شاشة الحاسوب بلا حركة مما تسبب لي في ارتفاع بالكوليسترول عندها غيرت عاداتي الغذائية وفق نصيحة الطبيب الذي حذرني من حذف أي وجبة من وجبات الطعام وتعويضها بوجبة أخرى وخاصة وجبة الإفطار التي نشحن خلالها طاقتنا اليومية. وتشير سامية إلى أنها محظوظة كونها تعمل في مؤسسة حريصة على صحة موظفيها. فتقول: على الرغم من أنني أتناول وجبتي الإفطار والغداء في كافتيريا المؤسسة إلا أنني مرتاحة جسدياً وصحياً كوني أتناول طعاما صحيا متنوعا. وتضيف: تقع المسؤولية على الموظف في تحديد نوعية وكمية الطعام الذي يتناوله خاصة وأننا نداوم خمسة أيام فلو اعتمدنا على الوجبات الجاهزة كالشاورما والفلافل والمندي و «الفاست فوود»، فمن المؤكد أننا ستصيبنا السمنة وما يصاحبها من أمراض. مؤشر السمنة وتشير إيمان إلى أنها منذ أن حصلت على وظيفتها وهي تعيش ما بين مد «الفاست فوود»، وجزر الريجيم وهكذا دواليك، وتقول: ربما وجبة الإفطار هي الوحيدة التي تطبق عليها قوانين التغذية الصحية السليمة، أما ما عدا ذلك فإنني أتناول الغداء في المكتب وبالطبع أعتمد على الوجبات السريعة وعندما أعود مساء للبيت جائعة ومرهقة أتناول طعامي وأنام وهذا من أسوأ العادات الغذائية، لذا عندما أتناسى لا أستيقظ إلا على وقع تلك الصرخة المدوية التي يطلقها جسدي صارخاً أن مؤشر السمنة مستمر في الارتفاع عندها ألجأ للريجيم ليخلصني من تلك الزيادة وأنجح بذلك ولفترة معينة ثم أعود لنظامي السابق البائس وهكذا... وتفتقد أم بلال لتلك «اللمة» الجميلة للسفرة عندما كانت العائلة تجتمع على الطعام في وجباته الثلاث وتعود بذكرياتها للسنوات مضت، فتقول: عندما كان أبنائي في المدرسة كانت تلك اللمة لا تفارق سفرتنا والتي تضفي على الطعام نكهة لا تقوى على إضافتها أجود أنواع البهارات، لكن ما أن دخل أبنائي الجامعة حتى بدأت الحياة تختلف، ثم جاءت الوظيفة لتنتزع هذه اللحظات الجميلة، فأنا أتناول مع زوجي الطعام بمفردنا، وبتنا لا نجتمع كعائلة إلا يوم الجمعة لذا فهو يوم مهم بالنسبة لي أجهز فيه أشهى الأطعمة وأرفض رفضاً قاطعاً أي فكرة لتناول الطعام خارج المنزل في هذا اليوم. وتشير إلى أنها قلقة على ما يتناوله أبناؤها خلال الدوام، موضحة: هذه الوجبات السريعة هي الملاذ الوحيد لهم أثناء الدوام وجميعنا يعلم أثرها السلبي على الصحة إذا ما تناولها المرء باستمرار. خطة للرشاقة وتخبرنا الصديقات الثلاث «غنى وناهد وميساء» عن خطتهن لتناول الغذاء الصحي للمحافظة على أجسادهن رشيقة وبشرتهن جميلة، حيث إن السمنة هي عدوهن اللدود، حيث اتفقن على أن يحضرن طعامهن من المنزل على أن تتولى كل واحدة منهن تجهيز طبق معين، فمثلا إحداهن تجهز السلطة والأخرى تجهز الطبق الرئيسي والثالثة تجهز سلطة الفواكه بدلاً من الحلوى، وبالطبع بالتناوب فيما بينهن على تجهيز الأطباق يومياً وهن سعيدات بذلك ففضلاً عن محافظتهن على رشاقتهن أصبحن طباخات ماهرات وتعرفن على أنواع جديدة من السلطات والأطباق العالمية. ضماناً للاستمرارية وحتى لا يشعرن بالملل. * كادر «روشتة» لنظام غذائي صحي يشير خبير التغذية أحمد بدر إلى ضرورة اتباع نظام غذائي صحي ليصبح أسلوب حياة وليس ريجيما لفترة معينة، ولكن علينا التدرج في تغيير وإصلاح نظامنا الغذائي لأن ذلك لا يتم بين ليلة وضحاها ولكنه سيغنينا عن اللجوء للريجيم، موضحاً: من الضروري تناول ثلاث وجبات يومياً والأفضل أن نوزعها على خمس وجبات كي نضمن عدم شعور الجسم بالجوع وهو الذي يضطرنا لتناول كمية أكبر من الطعام لأن نسبة السكر في الدم تكون قد انخفضت إثر الجوع مما يدفعنا لتناول كمية كبيرة من الكربوهيدرات والسكريات، وأن نحرص على تناول طعام غني بالخضار والفاكهة ونبتعد قدر الإمكان عن الوجبات الجاهزة وتناول أطعمة غنية بالألياف التي تعطينا الإحساس بالشبع وشرب كميات كبيرة من الماء قبل الوجبات ليهيئ المعدة لاستقبال الطعام، كما يجب أن تكون هناك لغة اتصال مع أجسادنا، مع الحرص على ممارسة بعض التمارين الخفيفة يومياَ كالمشي والركض.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©