الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية.. «عطاء لا ينقطع»

مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية.. «عطاء لا ينقطع»
3 نوفمبر 2013 20:40
تأسست مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية بمرسوم أميري عام 1992م على يد مؤسسها وصاحب مكرمتها، المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي خصص لها وقفاً بلغ مليار دولار أميركي، ليعود ريعه على المشاريع والأنشطة والفعاليات الخيرية والإنسانية داخل الدولة وخارجها، وقد قال رحمة الله عليه، «إن الإنسان هو أساس أية عملية حضارية واهتمامنا بالإنسان ضروري، لأنه محور كل تقدم حقيقي مستمر مهما أقمنا من مبان ومنشآت ومدارس ومستشفيـات، ومهما مددنا من جسور وأقمنا من زينات، فإن ذلك كله يظل كياناً مادياً لا روح فيه، وغير قادر على الاستمرار، لأن روح كل ذلك الإنسان، والإنسان القادر بفكره والقادر بفنه وإمكانياته على صيانة كل هذه المنشآت والتقدم بها والنمو معها». موزة خميس (أبوظبي) - لمؤسسة زايد رؤية تحقق من خلالها أهدافاً إنسانية، بغض النظر عن الديانة والمذهب، ويتم استعراض جهودها ومنجزاتها في المحافل الدولية الرسمية، ولأجل أن نبرز معظم الجهود التي تقدمها المؤسسة للإنسان في أي مكان في دول العالم، التقينا مع أحمد بن شبيب الظاهري مدير عام المؤسسة، فتحدث لنا قائلا، إن العمل الخيري في المؤسسة هو عنوان رسالتنا في تقديم الخدمات الإنسانية في كل مكان وزمان، ولكل أجناس البشر، حيث تقودنا المصداقية بالعمل والشفافية بالأداء، إلى نجدة اللاجئين وإغاثة الملهوفين سواء من الكوارث الطبيعية أو ويلات الحروب المدمرة، وحتى إلى المعسرين أو الدول التي تحتاج إلى يد تمتد لتقدم معها ما يخدم الإنسان، وترعى مؤسسة زايد الإنسان لتوفر له مختلف احتياجاته الأساسية، ولأجل الجانب الإنساني نعبر الحدود، لنصل إلى الأهداف المنشودة بروح تغمرها الدقة في الأداء والإخلاص في العمل، ورحم الله زايد القائد المؤسس فعلى دربه نسير، ومن حكمته نستوعب التجربة الفعلية والدروس المفيدة، في اتباع سبل الخير والمحبة للإنسان، مشرعين أبوابنا للتواصل بتنفيذ العمل الخيري بروح زايد، ليكون ذلك في ميزان حسناته، . كما نعمل جميعاً بتوجيهات سديدة وتطلعات تنموية رائدة، لنواصل مسيرة زايد العطاء ونعضد مسيرة النهضة التنموية، التي تتماشى مع الخطة الاستراتيجية للدولة. وقد قال الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، «إننا نؤمن بأن خير الثروة التي حبانا الله بها يجب أن يعم أصدقاءنا وأشقاءنا». تطوير الحضارة الإنسانية وبالنسبة لإسهامات المؤسسة، فإنها تعمل بشكل دائم ومتواصل لإنشاء ودعم المراكز الثقافية والإنسانية والبحث العلمي، وأيضاً المؤسسات التي تهتم بالتوعية، والتعريف الصحيح بالدين والعادات والآداب الوطنية والحضارية، وإسهامات العلماء في تطوير الحضارة الإنسانية عموماً، وهناك إسهامات في دعم إنشاء المدارس ومعاهد التعليم العام والعالي، ومراكز البحث العلمي والمكتبات العامة، وأيضاً مؤسسات التدريب المهني، ونقدم المنح الدراسية وزمالات التفرغ العلمي ودعم جهود التأليف والترجمة والنشر، ونساهم في إنشاء ودعم المستشفيات والمستوصفات، ودور التأهيل الصحي وجمعيات الإسعاف الوطني ودور رعاية الأيتام ورعاية الأطفال، ومراكز المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة، ومن المهم التطلع دوما لإغاثة المناطق المنكوبة، من جراء الكوارث الاجتماعية والطبيعية مثل المجاعات والزلازل والفيضانات والعواصف والحروب والجدب، ودعم الأبحاث والجهود التي تحاول رصد احتمالاتها والاحتياط لمواجهتها واحتوائه. كما تتم المساهمة في إنشاء الجوائز العلمية المحلية والعالمية، التي تكرم العلماء والباحثين والعاملين على خدمة المجتمع والبشرية، بما يقدمون من دراسات أو اكتشافات أو جهود علمية رائدة لدفع المضرات، وجلب المصالح وتحقيق التقدم والازدهار لبني الإنسان. القطاع الصحي والتعليمي كما تسعى المؤسسة إلى تحقيق أهدافها بإقامة المشاريع، وتقديم المساعدات داخل الدولة وخارجها، مع الاهتمام بشكل خاص بالقطاع الصحي والتعليمي والاجتماعي والبيئي، نظراً لأهمية هذه القطاعات في حياة الإنسان، ومن أهم المشاريع في الدولة مشروع مراكز الخدمات الاجتماعية في كل من عجمان وأم القيوين والفجيرة بتكلفة 60 مليون درهم، وتقدم هذه المراكز خدماتها لفئتي ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن، أما على مستوى الوطن العربي فيحتل مشروع مستشفى زايد للأمومة والطفولة في اليمن الصدارة من حيث الأهمية، وقد أنجز بتكلفة 6 ملايين دولار، وبطاقة استيعابية تبلغ 130 سريراً. وفي أفريقيا، مولت المؤسسة مشاريع عديدة، من أهمها إنشاء أربع كليات لتعليم اللغة العربية والعلوم الإسلامية والعلوم الإدارية والقانونية، كجامعة آدم بركة في تشاد ومشروع كلية زايد للعلوم الإدارية والقانونية في باماكو بجمهورية مالي، ومشروع كلية زايد للعلوم الإدارية في واغادوغو في بوركينا فاسو، ومعهد زايد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في القاهرة في جمهورية مصر العربية، وتم إنشاء مركز زايد الإقليمي لإنقاذ البصر في بانجول في جمهورية جامبيا، ولبعض هذه المشاريع أوقاف خاصة بها لإدارتها وتسيير أعمالها. أيضاً في أوروبا تم إنشاء عدد من المشاريع في البوسنة والهرسك، لصالح إعادة توطين اللاجئين البوسنيين، كمشروع بناء المساكن والقروض البسيطة ومشروع إعادة التعمير، بالإضافة إلى مشروع المراكز الثقافية في البوسنة بتكلفة 4 ملايين دولار تقريباً، وتحقيقاً للتنمية المستدامة مولت المؤسسة مشروع آبار زايد الخير في عشر دول أفريقية. كما قامت المؤسسة بإنشاء كراسي الأستاذية باسم المغفور له الشيخ زايد، رحمه الله، في كل من جامعة أكسفورد في بريطانيا بالإضافة إلى كرسي الأستاذية لعلوم البيئة في جامعة الخليج العربي في البحرين، وفي الذكرى الحادية والعشرين لإنشاء مؤسسة زايد تم الإعلان عن أن المؤسسة أنفقت منذ إنشائها وحتى العام الماضي 2012، حوالي 460 مليون دولار على مختلف البرامج والمشاريع التي نفذتها داخل وخارج الدولة، بحيث عبرت القارات وشملت 96 دولة في العالم، بالتعاون والتنسيق مع سفارات الدولة في الخارج والمنظمات الإنسانية والدولية والمؤسسات الخيرية والإنسانية. مشاريع في أفريقيا ويضيف أحمد بن شبيب الظاهري، أنه تم أيضاً تنفيذ مجموعة من المشاريع في أفريقيا ومنها وقف مركز زايد لرعاية الأيتام والمسجد الجامع في كينيا، وتم إنشاء مركز إسلامي في موريشيوس، وحفر آبار في أثيوبيا مع مسجد النور في أديس أبابا، ومركز زايد الإقليمي لإنقاذ البصر في جامبيا، وكلية باماكو باسم كلية زايد للعلوم الإدارية والقانونية في مالي، ومستشفى منازي في تنزانيا، وهناك برامج للعلاج داخل وخارج الدولة، لأن أكثر الفئات الاجتماعية التي هي في حاجة للمساعدات الإنسانية، هي فئة المرضى الذين يعانون آلاماً مبرحة، وخاصة من ذوي الأمراض المزمنة والمستعصية، أو الذين يحتاجون إلى إجراء عمليات جراحية لمواصلة حياتهم، ولذلك آلت المؤسسة على نفسها تقديم المساعدة القصوى لهذه الشريحة، من أجل رفع المعاناة خاصة لأولئك الذين يعيلون أسراً، أو الأطفال الذين يتطلـعون إلى المستقبل. وتقدم المؤسسة هذه المساعدة للوافدين الذين خدموا هذا البلد المعطاء لأكثر من عشر سنوات، ولا يتمكنون من دفع الرسوم أو تغطية تكاليف العلاج التي تتطلب مبالغ طائلة في بعض الأحيان، وقد يستلزم مرضهم في بعض الأحيان السفر إلى الخارج للعلاج، ومن أجل ذلك وضعت المؤسسة برنامجاً للعلاج الطبي، يحدد الحالات التي تستقبلها المؤسسة وذلك ضمن ضوابط وشروط لابد من توافرها، حرصاً على منح المساعدة لأصحابها المستحقين، وأيضاً تنفيذ برنامج للمعسرين لمساعدة بعض الحالات المرضية، في دفع المبالغ المترتبة عليهم، والذين تم حجز أوراقهم الثبوتية لدى مستشفيات الدولة، لعدم استطاعتهم تحمل تكاليف العلاج، أو المرضى الذين أصيبوا بمرض مفاجئ تم على إثره نقلهم إلى الطوارئ، ويتم تحويل المبلغ المخصص للمساعدة مباشرة إلى المستشفى المعالج بناء على إفادة منه. «المعلمة» والأمة الإسلامية يوضح أحمد بن شبيب الظاهري، أنه من منجزات مؤسسة زايد، طباعة العديد من الكتب القيمة، ومن ضمن ما تم إنجازه «المعلمة»، وهي «المعلمة» التي أسس لها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهي لا تعد كتاباً بقدر ما هي تسعى لتحقيق نهضة في تطبيق شريعة الله في ميادين الحياة المختلفة، وهي عنوان لمن يريد تطبيق شرع الله، حيث راعت الفروقات في الشريعة دون تشدد، خاصة أن الدين الإسلامي عظيم لمن يعرفه ويتبصر به، وضمت المعلمة ثمانية مذاهب لأجل التقريب بينها، وقد جاء العمل إثر مدونة قدمت للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد، وهي للإمام مالك في عشرين جزءاً، وقد فرح بها كثيراً، وقال إن على الدعاة ومن في حكمهم، الاطلاع على هذه المعلمة، والتي تبين ما اتسمت به الشريعة السمحة من اليسر، وأن جميع المذاهب اتفقت على الحلال والحرام، والاختلاف فقط هو في فضائل الأعمال، ودعا لأن تفيد المعلمة الأمة الإسلامية، وكان قد بدأ العمل فيها من جانب المرحوم عزت إبراهيم، وشرعت اللجنة العليا للتشريع بالعمل لمدة ثلاث سنوات، وخرجت بستة وعشرين مشروع قانون، ودولة الإمارات أول دولة تشرع لقوانين البحار في المنطقة، وكان زايد يحض على الألفة والوحدة وكان يهتم لأمر المسلمين، وكل ما ذكر هو جزء من خير لا ينقطع لزايد رحمة الله عليه، حيث توجد العشرات من المشاريع حول العالم تساهم فيها مؤسسة زايد، إما بشكل جزئي أو كامل إلى جانب ما يتم تنفيذه داخل الدولة والوطن العربي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©