ارتفاع الأسعار يضاعف مشكلات سكان دلما

تحقيق - إيهاب الرفاعي: جزيرة دلما من أهم الجزر التي اشتهرت قديما بكونها مركزا تجاريا وملاحيا للسفن التي تعبر الخليج لتتزود بالمياه والمؤن وتبادل اللؤلؤ بالبهارات والمواد الأخرى ورغم تلك المكانة الكبيرة للجزيرة ، إلا أن عددا كبيرا من أهل الجزيرة الأصليين قد هجرها سواء من الشباب أو الرجال بسبب مشكلة صعوبة الوصول والتنقل من وإلى الجزيرة وما أفرزته من ارتفاع كبير في الأسعار وغلاء في مستوى المعيشة بالإضافة إلى نقص الوظائف التي تلبي طموحات الشباب من أصحاب المؤهلات العليا والتخصصات المتميزة ما جعل العديد من أبنائها يلجأون إلى أبوظبي أو دبي لتحقيق طموحاتهم الوظيفية هناك· وأصبح النقل البحري من وإلى جزيرة دلما من أهم المشاكل التي ساهمت في هجرة العديد من أهلها إلى خارج الجزيرة بحثا من مأوى آمن في مواصلاته خاصة في ظل انقطاع الجزيرة عن العالم الخارجي لأيام عديدة حينما يكون الموج مرتفعا والرياح قوية ،مما يؤدي إلى توقف كافة وسائل النقل البحري للجزيرة وما أفرزه ذلك من مشكلات تبعية أخرى أهمها ارتفاع الأسعار والغلاء الفاحش الذي أثر سلبيا على حركة التطوير والتنمية داخل الجزيرة وزاد من معاناة الجميع داخلها· نقص الوظائف كما أن نقص الوظائف ومحدوديتها كان وراء هجرة المئات من شباب الجزيرة الطموح خاصة من أنهى تعليمه الجامعي ويبحث عن تحقيق ذاته في الوظائف التي تلبي طموحاته · وإذا كان المجلس البلدي برئاسة الدكتور طاهر مصبح الكندي قد اجتمع بالأهالي وبحث معهم أهم تلك المشاكل ووعد بحلها عقب دراستها ورفعها للمسؤولين ، إلا أن جلب القطاع الخاص والمستثمرين إلى الجزيرة ودفع حركة التطوير والتنمية والاستغلال الأمثل للجزيرة سياحيا واقتصاديا سيظل أهم التحديات التي ستواجه المجلس الاستشاري خلال المرحلة القادمة خاصة في ظل إحجام أصحاب رؤوس الأموال عن إقامة المشروعات الكبيرة داخل الجزيرة بسبب تلك المعوقات والتي يمكن أن تهدد مشروعاتهم بالفشل · مشكلة النقل البحري ويؤكد مطر المزروعي أن الجزيرة تعاني من مشكلة النقل البحري بشكل كبير والذي تسبب بدوره في رفع أسعار جميع السلع والخدمات داخل الجزيرة وهو ما انعكس بالسلب على أهالي الذين أصبحوا يعانون أشد المعاناة من ذلك الغلاء الفاحش ، بالإضافة إلى أن معظم أهالي الجزيرة يضطر إلى الإقامة أحيانا خارج الجزيرة لعدة أيام في الفنادق إذا كان لا يمتلك مسكنا في أبوظبي في الأيام التي تتوقف فيها حركة النقل البحري بسبب ارتفاع الأمواج والرياح ومن ثم يضطر من كان خارج الجزيرة في تلك الأيام لأن يظل خارجها ويصبح في معزل عن أهله وأبنائه حتى تعود وسائل النقل للعمل مرة أخرى· وأشار سعيد السويدي أن الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة قام بتوفير وسائل نقل جوية مجانا لنقل أهالي الجزيرة إلى أبوظبي ، إلا أن الرحلات التي تقوم بها الطائرة لا تكفي العدد الكبير من أهالي الجزيرة خاصة طلاب الجامعة المقيمين في أبوظبي أو الأهالي ، كما أن هذه الرحلات غير منتظمة ومن ثم لا يستطيع الشخص الاعتماد عليها في مواعيده· ويشير مصبح المزروعي إلى أن الجزيرة تفتقر لأي وظائف ترضي طموحات الشباب بها خاصة من يتطلع فيهم لوظائف مرموقة ويمتلك المقومات الخاصة بها نظرا لمحدودية الوظائف في الجزيرة وعدم وجود الحوافز والامتيازات التي يمكن أن يحصل عليها الخريج في أبوظبي ، مما أدى إلى هجرة الشباب الطموح منها وبالتالي خلت الجزيرة من الشباب القادر على دفع حركة التطوير والتنمية داخلها · دراسة المعوقات ومن جانبه أكد الدكتور طاهر مصبح الكندي رئيس المجلس البلدي خلال اجتماعه بأهالي الجزيرة لبحث تلك المعوقات والاطلاع على أهم احتياجات السكان بها أن المجلس سيقوم بدراسة تلك المعوقات ورفعها إلى الجهات المعنية لاتخاذ القرارات المناسبة في شأن سرعة حلها·