الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«الوسم».. فورة النباتات وهجرة الطيور

«الوسم».. فورة النباتات وهجرة الطيور
30 أكتوبر 2015 03:03
هناء الحمادي (أبوظبي) «الوسم» أو كما يطلق عليه البعض «الوسمي» من المواسم التي ينتظرها أهل الخليج بصبر نافد، حيث إن دخول هذا الموسم يأتي بعد دخول طالع الصرفة، وهو آخر نجوم سهيل الأربعة، وهي «الطرفة والجبهة والزبرة والصرفة». وسميت الصرفة لانصراف الحر عند طلوعها فجراً من المشرق، وسيعقب موسم «الوسم» أيام الشتاء الباردة، وهي المربعانية التي يبلغ عدد منازلها ثلاثة منازل هي «الإكليل والقلب والشولة» وعدد أيامها 39، وسميت المربعانية أو الأربعينية، لأن عدد أيامها تقارب 40 يوماً في شدة البرد. تغيرات مناخية تقول شيخة النعيمي– باحثة تراثية: «اعتمد أهل الجزيرة قديماً على اقتران البدر بالنجوم، لتحديد أوقات الشتاء لديهم، وكان أكثر حرصهم على وقت نزول الأمطار خلال «الوسم» والشتاء، ثم الربيع الذي يعقبه لأنهم اعتمدوا في معيشتهم على الزراعة ورعي الإبل والغنم، إذ يتتبعون الماء وأماكن تجمعه، وكذلك الربيع والعشب وأماكن ظهوره. وتضيف: «كان كبار السن في الماضي عندما تحدث تغيرات مناخية في حالة الجو، وتتخلق السحب يتأكدون أن ذلك هو بداية ظهور موسم «الوسم» حيث تخضرّ الأشجار وتنكسر حدة الحرارة ويكثر ظهور النمل، والطقس السائد في الأيام الأولى من «الوسم» رطب، وتكون الرياح متقلبة الاتجاه خفيفة السرعة، وقد تهب بين حين وآخر ولفترات وجيزة ريح شمالية غربية، لا تدوم طويلاً، مع برودة ملحوظة في آخر الليل». أربعة منازل في السياق ذاته، يلفت الباحث في علوم الفلك والأرصاد الجوية والمشرف العام على القبة السماوية في الشارقة إبراهيم الجروان إلى أن موسم «الوسم» يظهر في منطقة الجزيرة العربية، اعتباراً من منتصف أكتوبر الجاري وينتهي مع منتصف ديسمبر المقبل. ويضيف: و«الوسم» هو مصطلح لفترة زمنية تضم أربعة طوالع من المنازل القمرية كل منزلة 13 يوماً وهي العواء ودخوله يوم 16 من أكتوبر ويليه السماك و دخوله يوم29 أكتوبر ثم الغفر يوم 11 نوفمبر وأخيراً الزبانا يوم 24 نوفمبر وينتهي الوسم يوم السادس من شهر ديسمبر فيما يبلغ عدد أيامه 52 يوماً ويعده البعض 60 يوماً تنتهي مع منتصف ديسمبر. سبب التسمية سميت هذه الفترة «الوسم» كما يشير الجروان، لأن مطرها يسم الأرض بالنبات وأمطارها تسم الأرض بالخضرة والكلأ ومطرها محمود ونافع للأرض، كما أن مطرها مفيد لتنبت الأرض جميع الأعشاب البرية إضافة إلى فطر الكمأة «الفقع». ويترقب أهالي الجزيرة العربية بشغف قدوم «الوسم»، لأنه خلال هذا الموسم، إذا نزل المطر مبكراً ولفترات متعددة ومتباعدة، فإن الأرض تخصب والفقع يظهر في البراري، كما ينبت النبات البري بأنواعه المتعددة من زهور وأعشاب فصلية، وتخضر الأعشاب الحولية والمعمرة، ويقترن مع أول الأمطار «الصفري» كما تعتبر فترة الوسم فترة جيدة لنمو النباتات والزراعة نظراً لاعتدال درجات الحرارة، كما تعتبر أمطار الوسم أكثر نفعاً للأرض، إذ تقل نسبة التبخر ويعود ذلك على المخزون الجوفي للمياه، وفي «الوسم» يبدأ عبور الطيور المهاجرة وتبدأ هجرة طيور مثل الحبارى والكروان». وأوضح الجروان أنه عند دخول «الوسم» تواصل الشمس انحدارها إلى الجنوب وتبدأ الأجواء في التحسن نهاراً وتنخفض درجة الحرارة ويبرد الليل، كما تنشط الريح، وفيروس الإنفلونزا الموسمية بين الناس، وتظهر الأمراض المصاحبة للتقلبات الجوية، لذا تؤخذ الحيطة والحذر والحرص على عدم التعرض للتيارات الهوائية التي تتبدل سريعاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©