الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«زايد العليا» تنفذ مشروعاً متكاملاً لزراعة الخضراوات وتربية الأسماك

«زايد العليا» تنفذ مشروعاً متكاملاً لزراعة الخضراوات وتربية الأسماك
5 نوفمبر 2011 01:08
(أبوظبي) - كشفت مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة عن بدء تنفيذها لمشروع “الأكوابونيك” الذي يقوم على أساس تكاملي بين زراعة الخضراوات والأسماك، بما يساعد على توفير منتجات عضوية في السوق عبر انتهاج أسلوب زراعي يوفر 90% من المياه المستخدمة في الزراعة، وفي نفس الوقت يوفر فرص عمل لحوالي 40 طالباً من ذوي الإعاقات. وقالت مريم سيف القبيسي رئيس قطاع ذوي الاحتياجات الخاصة بالمؤسسة إن تنفيذ مشروع “الأكوابونيك” التي ستتوافر منتجاته في الأسواق مع فبراير المقبل، يأتي انطلاقاً من توجيهات القيادة الحكيمة وتماشياً مع خطة المؤسسة الاستراتيجية لتوفير فرص عمل لـ 40 شخصاً من ذوي الإعاقة تتناسب مع قدراتهم وإمكاناتهم، والتحول من نظام الرعاية الاجتماعية إلى نظام التنمية الاجتماعية. كما يأتي تنفيذاً لتعليمات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بشأن تطبيق نظم الجودة الشاملة وتطوير مجمل الخدمات التي تقدم لذوي الإعاقة وجلب أفضل الخبرات العالمية للاستفادة منها في مجالات عمل المؤسسة الإنسانية لرعاية وتأهيل الفئات التي ترعاها. وأوضح محمد سيف العريفي مدير مركز زايد الزراعي للتنمية والتأهيل التابع لمؤسسة زايد العليا أن عمليات الإنشاء لتنفيذ مشروع “الأكوابونيك” في مركز زايد الزراعي أصبحت جاهزة حيث يمتد على مساحة تقدر بأربعة آلاف متر مربع، ليكون بهذا الحجم الأكبر من حيث المساحة في العالم. وأوضح العريفي لـ”الاتحاد” أن “الأكوابونيك” يعد أول تجربة لمثل هذا النوع من الإنتاج الزراعي والحيواني حيث صمم على أساس تكاملي بين زراعة الخضراوات والأسماك، عبر استغلال مخلفات الأسماك في توفير غذاء للنباتات الزراعية من خلال تحويل الأمونيا إلى نترات، وكذلك تحويل النترات إلى نتريت ليمتصه النبات بسهولة. ولفت إلى أن الهدف من المشروع توفير فرص عمل آمنة لـ 40 طالباً من ذوي الإعاقة الموجودين في المركز، ممن يخضعون لتدريب على أيدي خبراء دوليين ولمدة عام على العمل في المشروع الذي تبلغ تكلفته 6 ملايين درهم تم تمويله من قبل صندوق خليفة لدعم المشاريع بواقع أربعة ملايين درهم، ومليوني درهم مساهمة من مؤسسة زايد العليا. وعن آلية عمل المشروع، أوضح العريفي أنه تم إنشاء 36 قناة بطول 21 متراً سيتم تخصيصها لزراعة محاصيل الخضراوات، و16 حوضاً لتربية الأسماك وإكثارها، والفكرة من تربية الأسماك تتمثل في الاستفادة من فضلات الأسماك لتكون بمثابة سماد طبيعي للنباتات ينتقل عبر المياه من أحواض السمك إلى أحواض استزراع النباتات، بما يحقق استفادة النبات من المخلفات ويساعد على نموها دون إدخال أي مواد كيماوية. وأفاد بأن الزراعة في قنوات المياه ستبدأ خلال الشهر الجاري بعد تزويد الأحواض بـ 50 ألف من أصابع سمك البلطيم خلال الأيام العشرة المقبلة، حيث سيبدأ المركز بزراعة محصول الخس، متوقعاً أن يكون أول منتج من المشروع في الأسواق بفبراير المقبل، وهناك توجه لأن يكون لمنتجات الأكوابونيك اسم تجاري يميزها عن غيرها من المنتجات في السوق المحلي. وتوقع العريفي أن يزود المشروع السوق بـ 50 طناً سنوياً من الخضراوات، و20 طناً من الأسماك، حيث سيتم توفير الأسماك للسوق كل ستة أسابيع، علماً بأن المشروع سيكون قائماً على تزويد الأحواض بأسماك البلطي التي لا تعيش إلا في المياه الحلوة. وقال إن الخطة التسويقية تتمثل في الوصول إلى جميع منافذ البيع لإيصال رسالة للمجتمع أن ذوي الإعاقات أشخاص فاعلون في المجتمع إذا توافرت الظروف والبيئة المناسبة لهم للعمل. ولفت العريفي إلى أن مؤسسة زايد تسعى لأن يكون المشروع مفيداً اقتصادياً للبلد وأن تكون بيئة العمل فيه آمنة لذوي الإعاقات، ممن سيقومون بعمليات التشتيل والزراعة والحصاد والتغليف حتى وصول المنتج للأسواق. ووجه مدير مركز زايد الزراعي الشكر لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لتفانيهما في تقديم الدعم الكامل لمؤسسة زايد العليا ولفئة المعاقين. ويقدم مركز زايد الزراعي خدماته لـ 50 طالباً من ذوي الإعاقات، في حين توقع العريفي زيادة عدد المستفيدين إلى 100 شخص من هذه الفئة مع تضاعف أعداد المشاريع. من جانبه، أشار البروفيسور جيمس راكوزي مؤسس النظام والاستشاري لشركة JBA الوطنية المنفذة للمشروع أنه يمكن زراعة أكثر من 60 نوعاً من الخضراوات حسب حاجة السوق عبر استخدم نظام الأكوابونيك. وقال إن مشروع الأكوابونيك يعتبر تغييراً في مفهوم الزراعة، بحيث تتم عملية الزراعة دون استخدام التربة، وهي تعد من المشاريع الواعدة للزراعة على مستوى العالم، وتسهم في توفير الأمن الغذائي والمائي في نفس الوقت، كما أنها مفيدة في دولة الإمارات نظراً لقلة المياه لديها وملوحة التربة. وأفاد البروفيسور راكوزي بأن استخدام نظام “الأكوابونيك” يسهم في توفير 90% من المياه المستخدمة في الزراعة، حيث يتم تعبئة أحواض الأسماك بمياه بما يعادل 400 متر مكعب لتستخدم على مدار العام، مستفيداً من فلترة النباتات للمياه بما يضمن استمرارية نقاء المياه وبقاء الأسماك على قيد الحياة. وقال إن أحواض النباتات يتم فيها فلترة أولى وثانية للمياه بما يساعد في إعادة تدوير المياه وعودتها لأحواض الأسماك نقية خالية من أي مواد كيميائية. وأكد البروفيسور راكوزي أن نظام الأكوابونيك يعد نظاماً متوازناً في الزراعة وآمناً بيئياً، وفي نفس الوقت النظام اقتصادي، حيث إن الزراعة ضمن هذا النظام أكثر إنتاجية، نظراً لأن الإنتاج يكون بوتيرة أسرع من الزراعة في التربة، مدللاً على ذلك بأن استزراع البامياء عبر مشروع الأكوابونيك يكون أسرع 17 مرة من الزراعة في التربة، وفيما يخص محصول البازيلاء فالإنتاج يكون أسرع ثلاث مرات من زراعتها في التربة. ووجه استشاري المشروع شكره لحكومة أبوظبي لما توليه من اهتمام بفئة ذوي الإعاقات، وفي نفس الوقت تبحث عن أفضل الوسائل العالمية في الزراعة بما يضمن إنتاج محاصيل زراعية ذات جودة عالية قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية. ويضم مركز زايد الزراعي مجموعة من الشباب المعاقين ذهنياً تتراوح أعمارهم ما بين 18 و35 عاماً يعملون في المجالات الزراعية وفق أفضل تقنيات الزراعة المتبعة عالميا وفي ورش التأهيل المهني. ويقع مركز زايد الزراعي الذي يوجد بين طلبته على بعد 50 كيلومترا من مدينة أبوظبي إلى الشرق من مدينة بني ياس. وشيد بداخل المركز 20 بيتاً محمياً تستخدم في إنتاج العديد من المنتجات الزراعية، ومجال الإنتاج الحيواني، وكذلك في مجال الميكنة الزراعية، إلى جانب الأراضي الزراعية المفتوحة، كما قام المركز بإنشاء عدد من البيوت المحمية المغلقة لزراعة الطماطم والفليفلة بألوانها والخيار والكوسا والباذنجان وغيرها من المزروعات سواء داخل البيوت المحمية، أو خارجها، فضلاً عن زراعة الزهور، بالإضافة إلى قسم آخر خاص بالإنتاج الحيواني والذي تتم فيه تربية بعض أنواع من الحيوانات كالماعز وتصنيع منتجات الألبان والأجبان. ويضم المركز قسم إنتاج الدواجن، الذي أنشئ حديثاً، وتتم فيه الاستفادة من لحوم الدجاج وبيضه، في حين يشهد قسم الميكنة الزراعية تدريب الملتحقين بالمركز على إجراء جميع عمليات الصيانة للمعدات الزراعية التي تخدم المزرعة أو المركز، وكذلك إجراء عمليات صيانة لشبكات الري ومضخات المياه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©