حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس من عودة العنف إذا تبدد حلم الدولة الفلسطينية المستقلة. وأعربت مصادر في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس عن انزعاجها الشديد من تصريح وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، بشأن اعتراف فرنسا بدولة فلسطينية حتى قبل التفاوض على حدودها.
وقالت تلك المصادر لإذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إن تصريح كوشنير “خطير للغاية” ويتساوق مع خطة رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض لإعلان الدولة الفلسطينية بمجرد الانتهاء من تشكيل مؤسساتها.
وأضافت أن القلق الإسرائيلي يكمن في إمكانية حصول الجانب الفلسطيني على ضمانات سرية من الولايات المتحدة ودول أوروبية بالاعتراف بتلك الدولة، مما يزيد الضغط على الجانب الإسرائيلي. وأوضحت أن إسرائيل ستعترض رسمياً خلال الساعات المقبلة على الموقف الفرنسي الذي يشكل “تراجعا كبيراً”، حيث أعلنت باريس قبل بضعة أشهر أنها لا تؤيد الاعتراف بدولة فلسطينية قبل التفاوض على حدودها.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أمس أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود براك ألغى زيارته إلى فرنسا المقررة يوم بعد غد الثلاثاء لإجراء محادثات مع كوشنير، من دون إبداء أي سبب لذلك .
لكن الإذاعة ذاتها قالت، نقلاً عن مصدر إسرائيلي، إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيصل إلى العاصمة الفرنسية باريس غداً الاثنين وسيلتقي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ويبدو أنه طلب من ساركوزي ألا يحرجه خلال وجود باراك في باريس ويدعوهما إلى الاجتماع معاً.
جدير بالذكر أن عباس يرفض لقاء أي مسؤول إسرائيلى أو استئناف مفاوضات السلام بين السلطة الوطنية الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية قبل تجميد الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة.
في غضون ذلك، أعرب عباس عن خشيته من العودة إلى العنف، إذا لم يعد الفلسطينيون يعتقدون أن المستقبل سوف يأتي لهم بالدولة الفلسطينية. وقال في حديث لصحيفة “لوموند” الفرنسية “إننا لا نفعل سوى محاولة استئناف العمل بخريطة الطريق التي وافق عليها الجميع عام 2003 والتي تتحدث عن دولتين، دولة فلسطينية قادرة على الحياة إلى جانب إسرائيل، وانتهاء الاحتلال واحترام قرارات الأمم المتحدة وتنفيذ مبادرة السلام العربية”.
وتابع “إذا لم تكن هناك آفاق للمستقبل، فإنني أخشى أن يلجأ الشعب إلى خيارات أخرى. في الوقت الحالي، نسيطر على الموقف على الأقل في الضفة الغربية”. وأوضح “إذا فقد الناس الأمل في أن يحمل لهم المستقبل دولة فلسطينية وإذا استمر الجمود، فإنني أخشى عندها أن يعودوا إلى العنف”.
عدد اليوم
