الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

خطيئة فيتل تطارده من ماليزيا إلى «ياس»

خطيئة فيتل تطارده من ماليزيا إلى «ياس»
2 نوفمبر 2013 22:33
برلين(د ب أ) – حتى الآن، لم يتوقف الجدل حول «أوامر الفريق»، ومن يتجول بين السائقين في حلبة ياس أو حتى بين الجمهور، لابد وأن يجد صدى للقضية «الحديثة – القديمة»، وعلى الرغم مما يقال من آن لآخر من أن «أوامر الفريق» باتت من الماضي، وأنه لا عودة إليها، إلا أن الواقع قد يرى خلاف ذلك، والسبب أنها الطبائع البشرية، التي تحدد متى يكون الأمر مرفوضاً أو مقبولاً. وحتى نفهم، علينا أولاً أن نعرف ماذا تعني «أوامر الفريق».. إنها تعني ببساطة، أن يصدر الفريق أمرا لأحد سائقيه، مثلما حدث في سباق الجائزة الكبرى بماليزيا، عندما أصدر فريق ريد بول أوامر إلى سائقه الألماني سيبستيان فيتيل بالإبطاء من سرعته وأن يظل خلف زميله الأسترالي مارك ويبر، غير أن فيتل ضرب بتلك الأوامر عرض الحائط، ومضى حتى اقتنص الصدارة، دون أن يبدي تعاطفا كبيرا مع ويبر. بعدها، اعترف فيتل بأنه “ربما” يتجاهل تعليمات فريقه له من جديد وأن يكرر تجاوزه لويبر خلال السباقات، مؤكدا أنه لم يتلق أي دعم أبدا من زميله الأسترالي، وهي الخطيئة التي لا زالت تطارد فيتيل، حتى بعد قدومه إلى ياس. وقدم فيتل اعتذاره شخصيا إلى جميع العاملين في ريد بول، وقال كريستيان هورنر مدير ريد بول “قال فيتل إنه لا يستطيع ان يعيد عقارب الساعة إلى الوراء لكنه يقر بأنه مخطئ.” وأضاف: “قدم فيتل اعتذاره إلى الفريق وجميع العاملين في رد بول عن تصرفه لأنه يقر أن صالح الفريق له أهمية قصوى”، كما أن فيتل اعتذر إلى ويبر في مؤتمر صحفي بعد السباق مباشرة قائلاً إنه ارتكب خطأ. وفي سباق ماليزيا تقدم ويبر على فيتل في المركز الأول وطلب الفريق أن يحتفظ السائقان بمركزيهما وألا يقوما بإهدار الوقود والضغط على الإطارات، والتزم ويبر بالتعليمات وأبطأ سرعته متوقعا أن يفعل فيتيل نفس الشيء لكن السائق الألماني انتهز فرصة وتخطاه ليحرز المركز الأول. رفض سباستيان فيتل تنفيذ أمر الفريق في ماليزيا، تسبب في قرار شركة ريد بول التخلي مرة أخرى عن مهمة إدارة سائقي الفريق الذي يشارك باسمها في بطولة العالم لسباقات فورمولا-1، حسبما أكد المدير الرياضي للشركة هيلموت ماركو، الذي قال لمجلة سبورت بيلد “لن نواصل تولي إدارة الفريق”. وجاء التخلي عن إدارة الفريق ليعيد ريد بول لسياسته القديمة، التي كانت تمنح الحرية لسائقيها وتسبب ذلك في خلافات في الماضي، لكنها لم تصل قط إلى الخطورة التي شهدتها حلبة سيبانج الماليزية. وحفلت فورمولا-1 في السابق بأمثلة لفرق مزقتها الخلافات الداخلية حيث تعامل السائقون مع مشاكلهم بأنفسهم في الحلبة بطريقة مثيرة وأحيانا مدمرة. ولم يتوقف عشاق السائق الراحل جيل فيلينيف عن لوم زميله الفرنسي ديدييه بيروني على التسبب في وفاته من خلال “سرقة” الانتصار من السائق الكندي في سباق سان مارينو في 1982. وغضب فيلينيف بعد أن تجاوزه بيروني زميله في فيراري بينما كان يتصدر السباق قبل أن يتسبب الوقود والإطارات في إبطاء سرعته، ولم يتحدث فيلينيف مطلقا مع بيروني بعد ذلك وأعلن أنه “من الآن بدأت الحرب” وبعد أسبوعين في سباق بلجيكا توفي فيلينيف وهو والد السائق السابق جاك بطل العالم 1997 أثناء التجارب التأهيلية بينما كان يحاول التغلب على الزمن الذي سجله زميله. كما استحوذ التوتر في العلاقة بين البطلين الان بروست وايرتون سينا في مكلارين على الأضواء في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي وهو أمر بقدر ما أثار المشجعين بقدر ما تسبب في منافسة شرسة حفلت بحركات متهورة وخطيرة. وفي مكلارين أيضا ثارت المنافسة بين لويس هاميلتون وفرناندو ألونسو في موسم 2007 تسببت في وقوف ألونسو أمام زميله أثناء التجارب التأهيلية وحرمانه من مركز أول المنطلقين قبل أن ينال عقوبة وبدون هذه العقوبة كان مكلارين سيحصد المركزين الأول والثاني عند الانطلاق، وخسر كلا السائقين اللقب في نهاية الموسم بفارق نقطة واحدة وراء كيمي رايكونن سائق فيراري. وما قام به فيتل في حلبة سيبانج بتجاهل أوامر الفريق التي كانت تهدف لتخفيف العبء على الإطارات والحفاظ على الوقود يمثل قدرا من الخيانة لزميل نفذ ما طلب منه وأبطأ سرعته، ويعد مثل هذا التصرف مخالفة بدم بارد لأعراف الرياضة ولقواعد اللعب النظيف وكذلك فشلا في تغليب مصالح الفريق والمخاطرة بحدوث تصادم. وسيطر الحادث على عناوين الصحف العالمية التي تحدثت عن رد بول الذي يفخر بوحدته وركزت على اتهامات وجهها ويبر منذ فترة طويلة للفريق بتفضيل فيتل عليه ووصف ريد بول بأنه فريق في “حالة حرب”. وأوامر الفريق ليست بالأمر غير القانوني رغم أنها كانت كذلك في السابق ولطالما كانت جزءا من الرياضة رغم أنها تسبب ضيقا للمشاهدين الذين يتوقعون دائما أن تفوز أسرع سيارة. وغيرت إطارات بيريلي التي تبلى سريعا طبيعة السباقات وستتطلب تعديلات أكبر في الموسم المقبل. وبسبب طبيعة الإطارات كانت أوامر ريد بول لسائقيه بدافع الحرص على إنهاء السباق في المركزين الأول والثاني. وقال كريسستيان هورنر مدير الفريق “من واقع المسائل التي عشناها خلال أيام السباق أردنا السيطرة على السباق والتحكم في الإطارات في نهاية السباق”، وأضاف “لكن في تلك اللحظة أصبحت مصالح السائقين أكبر من مصالح الفريق وتعامل كل منهما مع الأمر بطريقته الخاصة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©