الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

تاريخ المرأة مع «الفورمولا-1» يساوي «نصف نقطة»!

تاريخ المرأة مع «الفورمولا-1» يساوي «نصف نقطة»!
2 نوفمبر 2013 22:31
أبوظبي (الاتحاد) - حين تسأل المرأة نفسها، وهي جالسة في المدرجات تتابع صراع الفورمولا-1 عن مكانها في الحلبة، بدلاً من الجلوس الطويل في المدرجات، لن تجد إجابة سوى في كتب التاريخ. وعلى الرغم من الإشارات التي تسبق كل موسم للفورمولا-1 بإمكانية أن نرى «الجنس الناعم» وسط السباق، إلا أن الأمر لا يكتمل في الغالب، وهذا العام، نشرت العديد من الصحف العالمية خبراً عن قيام السائقة الإسبانية ماريا دي فيلوتا، ابنة سائق الفورمولا-1 السابق إيميليو دي فيلتوف باختبار سيارة الرينو القديمة 2009 على حلبة بول ريكارد بشكل سري، وحضر الاختبار مالك الحقوق التجارية لبطولة العالم بيرني إيكلستون الذي يدعم قرار انضمام امرأة إلى ساحة البطولة في السنوات القادمة، وشاركت ماريا في العديد من السباقات في سلسلة WTCC وسوبر ليج، حيث أحرزت المركز الرابع على حلبة نوربرجرينج في الموسم الماضي، ولكن لا شيء حتى الآن سوى التسريبات، النابعة من الأمنيات. وحتى النمساوية سوزي وولف لم تبرح حلبة الأمنيات للآن، بالرغم من أنها تمكنت من أن تكون سائقة تجارب لفريق “ويليامز”، وصرحت بأن بطل العالم سيباستيان فيتيل سائق ريد بول هو أعظم مثال لإمكانية نجاح المرأة كسائقة رئيسية في البطولة. وأغلب النقاد يضعون عامل القوة الجسدية كعائق لنجاح المرأة في البطولة بالرغم من نجاح وولف في تجارب الديناميكا الهوائية على متن سيارة فورمولا-1 ومشاركتها في بطولة ألمانيا للسيارات السياحية “دي تي أم” وبعض البطولات أحادية المقعد للناشئين. وقالت وولف في حديث لصحيفة “أوبزيرفر”: “انظر إلى حجم سباستيان فيتل... هل تراه شخصاً كبير الحجم ومفتول العضلات؟”. وأضافت وولف البالغة من العمر 30 عاماً: “أعلم أن المرأة لديها عضلات أقل بنسبة 30 بالمائة من الرجل وخلال مشاركتي في بطولة دي تي أم كان علي التمرن أكثر ولكن شاركت بسباقات الكارتينج وأنا شابة، وعاماً بعد عام أصبح جسدي قوياً ومناسباً”. وتعتقد سوزي وولف أن المشجعين للسباق يودون أن يروا النساء يتسابقون في الفورمولا-1. من جانبه، يقلل البريطاني رون دينيس رئيس شركة ماكلارين من شأن توقعات إمكانية انضمام سائقة إلى بطولة العالم لسباقات الفورمولا-1 في القريب العاجل، وقال في حديث مع صحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية: “لا أعتقد أن هذا سيحدث قريباً”. وأضاف دينيس: “هناك بعض الرياضات التي يصعب على النساء ممارستها لحاجتها لقوة جسدية، والفورمولا-1 هي إحدى هذه الرياضات”. وفي الاتجاه المعاكس، يرى البريطاني جنسون باتون سائق ماكلارين أنه “يمكن” للنساء التسابق في الفورمولا-1، وقال باتون: “هناك العديد من النساء في سباقات ناسكار والإندي كار، وقد فزن فعلاً في سباقات”. وأضاف بطل العالم عام 2009: “باعتقادي أن المشكلة الكبرى هي عدم إتاحة الفرصة للمرأة للتسابق في سن مبكرة... هذه الرياضة صعبة جداً، وتحتاج إلى تدريبات معينة وتحتاج أيضاً إلى الوقت لتبصح جاهزاً... شخصياً أعتقد أن ذلك ممكن”. وبالعودة إلى تاريخ المرأة مع الفورمولا-1، فإنه يبدو شحيحاً، فعلى الرغم من النجاحات التي حققتها المرأة في العديد من الألعاب بعد أن رأيناها تزاحم الرجل على منصات التتويج خاصة في الأولمبياد الذي شهد صولات وجولات للمرأة، غير أنها في المقابل لم تكن كذلك في عالم الفورمولا-1، مثلما هو حالها تقريبا في رياضات السيارات بصفة عامة، إذ بلغ عدد السيدات اللاتي اعتمرن خوذة سباقات فورمولا- 1 منذ انطلاقة بطولة العالم رسميا عام 1950، خمس نساء فقط، وهو رقم هزيل ينبئ عن ظاهرة غياب النصف الناعم عن البطولة المثيرة. وإذا كانت حلبات الملاكمة لا تضع المرأة وجها لوجه مع الرجل في منازلة مباشرة، فإن المشهد في مضامير الرياضات الميكانيكية مختلف حال وجودها، حيث تنتفي الفوارق ويتساوى الطرفان حقوقا وواجبات. ويبدو أن المرأة تنأى بنفسها عن عالم الفورمولا 1 التي تحتاج إلى مواصفات “خشنة”، غير أن لكل قاعدة استثناءاتها. وكانت الايطالية ماريا تيريزا دي فيليبيس السباقة على هذا الصعيد وشاركت في خمسة سباقات ضمن بطولة العالم للفئة الأولى بين 1958 و1959 الا انها فشلت في حصد اية نقطة. أما “المغامرة” الثانية فهي مواطنتها ماريا جراتزيا “ليلا” لومباردي التي شاركت في 17 سباقا في إطار بطولة العالم بين 1974 و1976، أحرزت خلالها نصف نقطة فقط، مع العلم بأنها السائقة التي تحمل الرقم القياسي من حيث احتلال أفضل مركز في احد السباقات، وقد حصل ذلك في منافسات جائزة اسبانيا الكبرى عام 1975 عندما حلت سادسة. والسائقة الثالثة هي البريطانية ديفينا جاليكا التي كانت بطلة عالمية في رياضة التزلج على الجليد، وظهرت على ساحة فورمولا-1 بين 1976 و1978 لكنها فشلت في التأهل لخوض احد السباقات في ثلاث محاولات. ولم تكن الجنوب أفريقية ديزيريه ويلسون أفضل من جاليكا خصوصا انه لم يكن لها سوى محاولة وحيدة وذلك في جائزة بريطانيا الكبرى 1980، حيث لم تتمكن من التأهل للمشاركة في السباق. وتعتبر الإيطالية جيوفانا اماتي آخر سائقة تطرق باب فورمولا-1، حيث سجلت حضورا عابرا في ثلاث مناسبات ضمن بطولة العالم مع فريق برابهام عام 1992 وفشلت أيضا في التأهل لخوض أي من السباقات. وكانت عقدة “المشاركات الناعمة الخمس” قد بدت مؤهلة للانكسار بعد الأنباء التي سرت العام الماضي وتناولت اسم الأميركية دانيكا باتريك ضمن لائحة السائقين المرشحين لقيادة إحدى سيارتي حظيرة “تيم يو اس اف وان” الأميركية، غير أن ذلك لم يحدث بعد الإعلان رسميا عن استمرار باتريك ضمن سلسلة “اندي كار” وتجديدها العقد الذي يربطها بفريق “اندريتي جرين ريسينج” لمدة ثلاث سنوات جديدة واضعة حدا للأنباء التي تحدثت عن امكان انتقالها الى فورمولا -1. وكانت باتريك (28 عاما) في العشرين من شهر أبريل 2008 أول سائقة في التاريخ تنجح في انتزاع المركز الأول في أحد سباقات “اندي كار” للسيارات، خارقة بذلك حصارا مطبقا فرضه “الجنس الخشن” في هذا المضمار. وفرض الفوز الذي حققته في سباق “اندي جابان 300” على حلبة توين رينج مونتيجي شمال شرق العاصمة اليابانية طوكيو، أكثر من علامة استفهام حول امكانية انتقال السائقة من خلف مقود سيارة “اندي” إلى خلف مقود سيارة فورمولا1. ووقتها لم تجد باتريك أي حرج في الاعتراف بأن فكرة دخول عالم الفئة الاولى تبادرت إلى ذهنها عندما كانت سائقة متدربة تتلقى دروسا في القيادة في انجلترا، وكشفت: “خلال السنوات الثلاث التي أمضيتها في انجلترا، تابعت سباقات فورمولا- 1 عن قرب، وأصبحت متحمسة ومتلهفة للمشاركة في منافساتها مستقبلا”، واعتبرت أن “الفئة الأولى تحتل المركز الأول على صعيد سباقات السيارات في العالم، وهي تستقطب أفضل وأقوى السائقين، ولا شك في ان حصولي على فرصة للمشاركة في منافساتها مستقبلا سيشكل اختبارا مثيرا بالنسبة لي”. كما أكدت باتريك وقتها أنها شعرت بنوع من الإطراء عندما نما الى علمها أنه يجري تداول اسمها للمشاركة في عداد “تيم يو اس اف وان”، وقالت في حديث لصحيفة “جلوب اند مايل” الكندية: “لا شك في أن الأمر يكون مثيرا للغاية في كل مرة يرد اسمي في أي موضوع ذي صلة بسباقات فورمولا 1”. وكانت بعض التقارير الاعلامية من الضفة الشمالية الغربية للمحيط الأطلسي قد تحدثت عن أن مهارة باتريك في القيادة ليست الدافع الوحيد الكامن خلف الرغبة في دعوتها لدخول الفريق الأميركي، بل ان جمالها الفاتن الذي يؤمن لها مدخولا ضخما من الايرادات الاعلانية ربما يلعب دورا جوهريا في الاعتماد عليها خصوصا أن جذب الرعاة الى هذه الرياضة الميكانيكية النخبوية بات يمثل اليوم الشغل الشاغل بالنسبة الى الفرق التي باتت تعاني من شح هائل على صعيد الرعاية بفعل الازمة الاقتصادية العالمية. وعلى صعيد استعدادها البدني، بدت باتريك مؤهلة لخوض غمار سباقات فورمولا- 1 خصوصا أن وزنها لا يزيد على 48 كلجم وهو يعتبر مثاليا. وقبل سنوات، قامت البريطانية جودي ايتون، وهي طبيبة نفسية متخصصة في عالم الأجناس والرياضة، بتكليف من الاتحاد الدولي للسيارات (فيا)، باعداد بحث عن الأسباب التي تحول من دون التحاق النساء برياضة المحركات بشكل عام والفئة الأولى بشكل خاص، وحاولت في بحثها معرفة السبب الذي يجعل الفتيات يفتقرن الى الطموح والإرادة للمنافسة الجادة في عالم المحركات، فوجدت أن الود مفقود بين الشباب من الجنسين في ميادين السباق، وأن الشباب يحاولون دائما استفزاز الفتيات ومضايقتهن خلال المنافسات، أضف الى ذلك أن السباقات تزداد خطورة ومجازفة كلما تقدمت في مراحلها ومستوياتها، الامر الذي يفسر هجر الكثير من السائقات مجال السرعة عند السادسة عشرة أو السابعة عشرة من عمرهن. ليلا «الأشهر» بالمركز السادس أبوظبي (الاتحاد) - تفخر السائقة الإيطالية ليلا لومباردي بأنها المرأة الوحيدة التي يذكرها تاريخ الفورمولا-1 بعد أن حصلت على نصف نقطة، خلال سباق جائزة إسبانيا الكبرى 1975 على حلبة مونتجويش بارك، عقب احتلالها المركز السادس في الترتيب العام والذي كان يخولها حصد نقطة، لكن بسبب عدم اجتياز سوى ثلاثة أرباع المسافة إثر الحادث الذي تعرض له السائق رولف ستوميلين، تم منح السيارات التي اجتازت خط النهاية نصف النقاط، حينها كانت هذه السائقة تجلس خلف مقود سيارة مارش ـ كووزورث 751. دخل هذا اليوم التاريخ من عدة نواح، كونه كان موعداً لا يُنسى، من الناحية المظلمة كان هناك الحادث الذي شهد خروج سيارة السائق رولف ستوميلين عن المسار، مما أدى الى إلغاء السباق عن الروزنامة الدولية، ومن الجانب اللامع عرف السباق الذي أقيم في شوارع برشلونة الفوز الوحيد للسائق جوشين ماس، وسنحت الفرصة في هذا السباق لومباردي لإحراز نصف نقطة. كان هذا السباق شاهداً على بقاء 8 سيارات، من دون احتساب تأخر ريجازوني على متن فيراري، والسائق ميجولت، زميل ستوميلين، البطيء، على الحلبة في اللفة الـ 26، حينها تحطمت 7 سيارات، ومع تضاؤل العدد كان من الصعب الاحتفال بالفوز على منصة التتويج وإيجاد 3 سيارات مصنفة. بالنسبة للسائقة ليلا، وخلال سباقها الثاني فقط، كانت صورة محافظتها على سيارتها داخل الحلبة بفارق لفتين عن المتصدر جديرة بالاحترام. وفي وقت سابق من ذلك العام كادت تكرر هذا السيناريو لكنها فوتت عليها فرصة حصد نقطة كاملة خلال سباق جائزة ألمانيا الكبرى عندما حلت بفارق دقيقتين ونصف الدقيقة عن الفائز، وبدا واضحاً أن ليلا تتألق بشكل مذهل خلال السباقات التي تتطلب مهارة كبيرة. ولدت ليلا لومباردي في 26 مارس 1941 في روما، في عائلة لم تهتم برياضة السيارات، حتى القيادة على الطرقات العامة، إذ إن الوسيلة الوحيدة التي تملكها عائلة لومباردي للتنقل كانت دراجة هوائية، ومنذ نعومة أظافرها ظهر عندها عشقها للرياضة فمارست رياضة كرة اليد مع فريق العاصمة الإيطالية وكانت تلعب في الدفاع، وفي إحدى المباريات طلب منها مدربها مهمة صعبة تمثلت في إيقاف إحدى مهاجمات الفرق المنافسة، ونجحت في مهمتها بعدما منعت خصمتها من تسجل أي هدف، ولكن قبل خمس دقائق من نهاية المباراة قامت هذه اللاعبة بضرب لومباردي على أنفها بالكرة ودفعتها الى الأرض. فريق ليلا فاز بالمباراة لكن أحداً لم ينتبه أن هذه اللاعبة عانت من كسر في أنفها، غير أن اللاعبة التي تسببت في كسر أنفها قامت بعد نهاية المباراة بنقلها الى المستشفى على متن سيارة ألفاروميو.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©