الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نجوى الحوسني: غرس الثقة والتشجيع على الإبداع طريق التعليم والتعلم

نجوى الحوسني: غرس الثقة والتشجيع على الإبداع طريق التعليم والتعلم
23 أكتوبر 2012
روحها المرحة وحديثها العذب وابتسامتها المفعمة بالحياة تزيح الهم عن القلوب، فهي إنسانة راقية، وأم ناجحة، وأستاذة جامعية تنثر عبير العلم والثقافة وحب العمل والعطاء في نفوس طالباتها، إنها الدكتورة نجوى الحوسني، أستاذ مساعد في كلية التربية بجامعة الإمارات، ومساعد العميد لشؤون الطلبة ودعم الخريجين في الجامعة عينها، وهي تؤمن بأنه تقع على عاتق الأستاذ الجامعي مسؤولية كبيرة تتمثل ليس فقط في نقل المادة العلمية للطلبة وإنما إمتاعهم بالتعلم، وهي من خلال عملها تحرص على التواصل مع طلبتها وبناء علاقة طيبة معهم. غدير عبد المجيد (العين) - درست الدكتورة نجوى الحوسني تخصص مناهج وطرق التدريس في كلية التربية في جامعة الإمارات، وسافرت لإكمال دراساتها العليا في الخارج، وعادت إلى الجامعة نفسها لتدرس فيها، وتتحول من طالبة جامعية إلى أستاذة تحمل شهادة الدكتوراة في المناهج وطرق التدريس، وتشارك من درسوها عملهم في التدريس. ليس هذا فحسب بل إنها كلفت بمهام أخرى تقوم بها عبر عملها كمساعد العميد لشؤون الطلبة ودعم الخريجين في الجامعة. خصوصية الجيل عادت الحوسني إلى الإمارات عام 2009، بعد أن ناقشت في أطروحتها للدكتوراة “أثر المنهج الإجرائي في تطوير مهارات الكتابة عند طلاب المرحلة الابتدائية”، وفور رجوعها باشرت العمل كأستاذ مساعد في قسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية في جامعة الإمارات، وفي خريف عام 2012 أضيفت لها مهام أخرى كمساعد العميد لشؤون الطلبة ودعم الخريجين. وعن طبيعة عملها والمهام التي تقوم بها في كلتا المهنتين، تقول “طبيعة العمل كعضو هيئة تدريس تختلف نوعا ما عن وظيفة مساعد العميد، فلكل وظيفة طعم، والجميل في الموضوع أن الدكتور الذي يعمل إداريا في الجامعة لا يترك وظيفة التدريس؛ فإلى جانب عملي الإداري ما زلت منشغلة بالتدريس أيضا”. وتفصل “كعضو هيئة تدريس فإن أهم ما يميز هذه الوظيفة التعامل والتواصل الإنساني بين الأستاذ وطلبته، حيث تقع على عاتق الأستاذ الجامعي مسؤولية كبيرة تتمثل ليس فقط في نقل المادة العلمية للطلبة وإنما إمتاعهم بالتعلم. فالأجيال الحديثة أجيال لها خصوصية، فهي أجيال الحاسوب والآيباد، وعلى الأستاذ الجامعي أن يخاطب طلبته بلغتهم ويشبع رغباتهم ويطور مهاراتهم والأهم من ذلك أن يبث الثقة في نفوسهم ويشجعهم دائما على التميز والإبداع من خلال إتاحة فرص حقيقية للتعليم والتعلم”. وحول عملها مساعد عميد، تقول “عملي مساعد عميد يتطلب الكثير من المسؤوليات والمهام فالطالبة هي أول أولوياتي، لذلك أسعى في الكلية لتوفير بيئة خصبة تتمكن فيها الطالبة من شحذ هممها وإثبات ذاتها في الجانب الأكاديمي والجانب الاجتماعي والمهني، ولتحقيق ذلك حرصت على تفعيل دور الطالبة بإشراكها وتوجيهها للمشاركة في مختلف الفعاليات التي تنظمها الجامعة أو المؤسسات المجتمعية. وكان من أهم هذه الفعاليات مشاركة طالبات الكلية في معرض “العين تقرأ” للكتاب بدورته الرابعة في مدينة العين، إذ شاركت الطالبات فيه في التنظيم وتنفيذ ورش قرائية للأطفال. وفي كلية التربية، لا تنتهي بنا الرحلة بتخرج الطالبة، فهناك رابطة الخريجين التي ترحب بتواصل الخريجات من خلال برامج وأنشطة وملتقيات تخصص سنويا للم شملهن مع أسرة الكلية وأسرة الجامعة”. وتعتبر الحوسني أن أهم إيجابيات عمل مساعد العميد لشؤون الطلبة ودعم الخريجين يتمثل في التعامل المباشر مع الطلبة، حيث إنها تحب التواصل مع الطلبة والتعرف على احتياجاتهم ومطالبهم واستكشاف مواهبهم وإبرازها من خلال الأنشطة التي يتم تنفيذها على مستوى الكلية أو الجامعة. ومن الإيجابيات الأخرى، التغذية الراجعة الفورية التي تحصل عليها من طالباتها عندما يشاركن في تنفيذ الأنشطة لأنها تسعى إلى إبراز الأدوار والمهارات التي تستطيع طالبات كلية التربية القيام بها ودرجة المسؤولية العالية التي يتصفن بها. وعلى النقيض تعتقد الحوسني أن صعوبات عملها شأنها شأن معظم الوظائف الإدارية، وترفض تسميتها صعوبات وإنما تحديات تحصرها في ضغوط العمل الإداري وضيق الوقت المحدد لإنجاز بعض المهام. علاقة طيبة عن علاقتها بالطالبات، تصفها الحوسني بأنها بمثابة علاقة الأخت الكبيرة بأخواتها، وتوضح “في الحقيقة أحب طالباتي وأحترمهن كثيرا. ولله الحمد أجد قبولا رائعا منهن، فدائما ما يتبادلن معي ما يجول في خواطرهن، ونحاول سويا أن نضع الحلول لمشاكلهن سواء الشخصية منها أو الأكاديمية، ومن أروع ما أعيشه معهن في المحاضرات جو المرح والمتعة، حيث إن رؤية وجوههن وهي تبتسم وتضحك وتستمتع بالمحاضرة هو ما أحرص عليه دائما”. وتبين الحوسني أنها تركز على أن تكون طريقتها في التدريس طريقة سهلة وشائقة تتمثل في تقديم المعلومة بأسلوب قصصي مرتبط بواقع وحياة الطالبة، وتكره أن تلقن المعلومات لطالباتها، بل تجعل من طريقة المناقشة والحوار وإبداء الرأي مقوما أساسيا لأسلوبها في التدريس، بالإضافة إلى الدقة والنظام والجدية، فبقدر الأريحية ودرجة التفاهم العالية التي تربطها بالطالبات، هناك قوانين أساسية تعرضها عليهن في أول يوم دراسي تتعلق بالغياب والحضور والالتزام بموعد المحاضرة وموعد تسليم المهام وما إلى ذلك. وبالنسبة لأهم المهارات التي اكتسبتها من خلال عملها، توضح الحوسني أنها تكمن في الدقة والتأني وعدم التسرع في اتخاذ القرار، إلى جانب العمل بروح الفريق، والتعاون مع أصحاب الخبرة، مؤكدة أن رسالتها في الحياة هي الرضا والقناعة والسعادة بكل مظهر من مظاهر الحياة، ورسالتها أو هدفها في العمل تكمن في الإسهام الفاعل مع الفريق الإداري والأكاديمي بالكلية في تطوير برامج الكلية وتحقيق خططها الاستراتيجية، والتي تنصب في خدمة التعليم المدرسي والجامعي ونشر ثقافة الجودة الشاملة.وللحوسني العديد من المشاركات المجتمعية داخل أسوار الجامعة وخارجها، إلى ذلك، تقول “لدي العديد من المشاركات المجتمعية داخل الجامعة وخارجها، فأنا عضو في كثير من اللجان الأكاديمية على مستوى الكلية ومستوى الجامعة، كما أنني عضو تحكيم في عدد من الجوائز المحلية والأكاديمية والثقافية، وقد قمت بتنفيذ ما يقارب 100 ورشة عمل ومحاضرة ودورة تدريبية في المدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية والأسرية في مختلف إمارات الدولة. بالإضافة إلى مشاركاتي في معارض الكتاب والندوات الثقافية والاجتماعية. كما إن لدي العديد من المشاركات الإعلامية في برامج متعددة في تلفزيون أبوظبي مثل “خطوة” و”صباح الإمارات” و”محضر خير” و”شبابنا” وبعض المشاركات الإذاعية”. رحلة التخصص تعود الحوسني بذاكرتها إلى مرحلة المدرسة التي كانت سببا في اختيارها لتخصصها الجامعي، وتقول “في المدرسة كنت طالبة مجتهدة محبوبة من قبل زميلاتي ومعلماتي، وكنت حريصة دائما ليس فقط على التفوق العلمي وعلى المشاركة في أنشطة المدرسة المختلفة مثل أنشطة الإذاعة المدرسية، والمرشدات، وجماعة النظافة والنظام، وكنت رئيسة مجلس طالبات المدرسة في المرحلة الثانوية. وكان لعلاقتي مع معلماتي الفضيلات في مختلف المراحل الدراسية أثر كبير في تفوقي، حيث كن دائما يشجعنني على العطاء والمبادرة والتميز”. وتضيف “اخترت دراسة تخصص مناهج وطرق تدريس اللغة العربية في الجامعة لأن معلمة اللغة العربية في الصف السادس جعلتني بأسلوبها أعشق اللغة العربية، حيث كانت تطلب مني قراءة تعبيري الإنشائي على الطالبات في حصة التعبير. فأحببت التعبير وأحببت اللغة العربية، وأحببت التدريس من خلالها، ولم أجد نفسي إلا في قسم المناهج وطرق التدريس في كلية التربية بجامعة الإمارات”. وتخرجت الحوسني من كلية التربية في جامعة الإمارات بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف وتم ترشيحها من قبل القسم للعمل كمعيدة في الجامعة عام 1998، وبعدها بسنة واحدة ابتعثت من قبل الجامعة إلى الولايات المتحدة الأميركية لنيل درجتي الماجستير والدكتوراة. وفي السياق ذاته، توضح “وقع اختياري على جامعة كانساس ستيت بعدما رشحها لي أحد أساتذة كلية التربية، وكانت تجربة الدراسة في الخارج من أجمل التجارب في حياتي، فتجربة العيش مع أناس مختلفين من حيث الثقافة واللغة والدين كان من أهم العوامل التي أسهمت في تطوير شخصيتي، فالتعرف على الناس عن قرب يعطيك فرص حقيقية لفهم أفكار الآخرين والتعمق أكثر في شخصياتهم وأسلوب حياتهم، وطريقة التعامل اليومي مع الناس هناك كانت في منتهى البساطة والرقي، فهم يعيشون على فلسفة جميلة تتلخص في العمل الجاد والإنجاز المدروس والاستمتاع بالحياة، ومقومات النجاح عند الغرب من وجهة نظري الشخصية تنبثق من احترامهم للإنسان بصفته إنسانا، بغض النظر عن جنسه أوديانته أو عرقه، وهذا ربما خفف عني الغربة عن الوطن والأهل، حيث إنني لم أشعر بالغربة إلا في الأسابيع والشهور الأولى هناك ومن ثم انشغلت بالأجواء الأكاديمية والاجتماعية والثقافية التي قدمتها الجامعة لكافة الطلاب وخصوصا الطلاب الأجانب”. وتذكر أن أهلها لم يعارضوا سفرها للدراسة أبدا، حيث إنهم من محبي العلم والتعليم، وخصوصا والدها رحمه الله، حيث كان فخورا كثيرا بالتحاقها ببرنامج الدراسات العليا، وكان من أكثر الناس دعما وتشجيعا لها طوال فترة دراستها في الخارج، ووالدتها التي حرصت على تقصير المسافة بينهما بمكالماتها المستمرة ودعواتها الدائمة، ولأشقائها وشقيقاتها فضل كبير في تحقيق التواصل باستخدام البرامج الإلكترونية التي تتيح لهم فرصة مشاهدتها رغم المسافات البعيدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©