الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
23 أكتوبر 2012
خلال عشر سنوات قامت بتغيير مقر سكناها أكثر من 6 مرات، وتغيير البيت يعني رحيلاً، وترك ذكريات، وتجميع أثاث البيت، بعد تفكيكه ليتحمل النقل من مكان إلى آخر، عملية متكررة يقوم بها كثير من الناس سواء بإرادتهم أو بغيرها. هناك من اعتاد هذا الترحال وتغيير بيته بحثا عن مكان أرحب وأوسع، وهناك من يطلب ذلك حبا في التغيير، لكن هناك من يخضع لذلك مرغما، نتيجة بعض القرارات كهدم المبنى من طرف المالك، أو نتيجة تغيير بعض القوانين، وهنا يتحمل المستأجر تبعات هذه المسألة، بحيث يضطر مرغما لحزم أمتعته، والبحث عن مكان آخر قد يكون بنفس مواصفات البيت الأول، وقد لا يكون كذلك، يدفع عمولة البحث عن منزل آخر، ويدفع مصاريف التنقل، كما يدفع ثمن بعض الأيام التي يستقطعها من راحته لجمع ما يجب جمعه لمغادرة المكان. ومهما تعددت الأسباب فإن الرحيل واحد ويعاني من تبعاته أناس كثر، والقصد بذلك هو أن يجمع أهل البيت أغراضهم بما فيها من تفاصيل قاهرة، كالتفكيك، ثم يطلبون سيارات النقل، وبعد ذلك يعملون على إنزال الأثاث عن طريق المصعد، ثم شحنه، وبعد ذلك نقله إلى البيت الجديد، بحيث يتم إدخاله وتكويمه على الأرض، أو توزيعه حسب مساحات الغرف، التي قد يلائمها هذا الأثاث، ناهيك عن إتلاف بعض الأجزاء، وتكسير بعض الأواني نتيجة التنقل المتكرر، وتصحب هذه العملية ضرورة تركيب الستائر من جديد مما يستدعي جلب عمال مهرة، فتصرف أموالا مقابل هذه العملية التي يجبر بعض الناس على الخضوع لها. والبيت يعتبر مصدر أمن وأمان، نسكنه فنألف كل زواياه ونتفاعل مع كل الأحداث التي تجري فيه وتفاصيل المناسبات التي قضيناها في جنباته، لكن قد نغادر ونتفهم هذا الترحال الذي جبلنا عليه، بينما الأطفال فهم الأكثر ارتباطا بالأماكن، بحيث تخلق ذكرياتهم، وتتوطد صداقاتهم التي ينسجونها في حيهم، وبمجرد ما تمر سنة أو سنتان يسحبون وراء أولياء أمورهم دون أن يدركوا السبب، ويضطرون لمغادرة بيتهم، وأين تبلورت معارفهم وعرفوا أبجديات الحياة الأولى، ينتقلون ويبدأون في التعرف على أناس آخرين، وبعد فترة قد يضطرون للترحال من جديد إلى البيت آخر أكثر رحابة أو أقل مساحة تبعا لمتطلبات أهلهم. هكذا قالت إحدى السيدات التي تضطرها الظروف لتغيير بيتها كل سنتين، مما جعلها لا تشعر بالاستقرار الناتج عن رغبة زوجها أحيانا، ونتيجة ظروف خارجة عن إرادتها، مما جعلها لا ترغب في اقتناء أشياء جديدة قد تضطر للتخلص منها في المرحلة القادمة، وبالتالي فهي تعيش على أمل أن تجد بيتا يروق الأسرة، بسعر مناسب وفي حي مناسب يلائم متطلباتها لتعيش فيه كل ما تبقى من حياتها، طلبا للاستقرار. lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©