بين الحياة والموت. كان إحساسي بالزمان والمكان معدوماً، ألمح في بعض الأحيان أطيافاً لأناس أعرفهم تلتف حولي. ألاحظ أن اللون الأبيض يطغى على المكان. مع مرور الوقت وازدياد فسحة اليقظة صرت على يقين أنني في أحد المستشفيات التي نقلت إليها على عجل، بعدما تعرضت إلى طلق ناري.
هي التجربة الأقسى في حياتي بشكل عام، كنت أعتقد وبحكم عشقي للعبة كرة القدم أن أسوأ اللحظات أو أفضلها لن تكون خارج الملعب، لكنني اكتشفت أن الحياة أكبر من الميدان الأخضر، نعم هي أكبر من ذلك بكثير وفي الوقت نفسه أصغر مما يتخيله البعض، إذ ربما تكون معلقة بمبضع جراح أو إبرة مسكن.
تجربة الاقتراب من الموت علمتني الكثير وغيرت من نظرتي إلى المستقبل، على سرير الشفاء لم أكن أفكر كثيراً في كرة القدم، بل في الحياة بشكل عام وضرورة التشبث بالأمل. قبل هذه الحادثة التي تعرضت لها خلال إجازتي في صربيا عام 2012 كنت حديث الشارع الرياضي في منطقة الخليج بفضل الإنجازات التي حققتها مع المنتخب الكويتي، كانت نظرتي إلى الحياة مغايرة عما هي الآن، أشعر حالياً أن شخصيتي باتت أقوى وأقدر على تخطي الصعاب.
الآن وفي عمر الـ46 أسعى إلى استغلال كل لحظة في حياتي لتحقيق هدف ما. تخطيت حادثة إطلاق النار بكل حكمة وعقلانية، وبت أرنو إلى المستقبل بشكل أفضل، ربحت معركة التشبث بالحياة التي أرى أنها امتداد لمعارك شرسة خضتها مع كرة القدم لاعباً يرفض الخسارة على الدوام ومدرباً ناجحاً.
حالياً أقود بني ياس الفريق الواعد نحو العودة إلى دوري الأضواء، في معركة أخرى لن أقبل أن أنهيها خاسراً بأي شكل من الأشكال.
عدد اليوم
