في تجربة افتراضية، تمكنت فرق ووحدات الدفاع المدني السعودي من تطهير منشأة الجمرات، وهي من الأماكن المقدسة، بفرض تعرضها للتلوث بأحد المواد الخطرة خلال أعمال الحج. وتم تنفيذ التجرية الافتراضية بهدف رفع درجة الجاهزية للفرق والوحدات الميدانية المتخصصة في التعامل مع حوادث التسرب الكيميائي أو الإشعاعي والبيولوجي.
وفور تلقي عمليات الدفاع المدني البلاغ “الافتراضي” عن تعرض منشأة الجمرات لحادث يحتمل أنه ناجم عن تلوث بمادة خطرة من خلال الأعراض غير الطبيعية التي تظهر على الحجاج المتواجدين في المنطقة الملوثة، باشرت ثلاث من فرق الرصد التابعة لإدارة الحماية المدنية مهامها، في التعرف إلى طبيعة المادة الخطرة، ودرجة التلوث قبل أن تبدأ في عملية التطهير.
وأوضح ركن الحماية المدنية بمشعر منى، المقدم الدكتور مهندس يحيى دماس الغامدي، في تصريح أمس أنه “فور تلقي البلاغ الافتراضي عن الحادث، تم تمرير المعلومة من عمليات الدفاع المدني إلى الفرق الميدانية المتخصصة والمدربة للتعامل مع حوادث المواد الخطرة للانتقال إلى موقع الحادث، بدءاً من أعمال الرصد وتحديد نوع المادة الخطرة، ومن ثم تمرير المعلومات آلياً إلى جميع الجهات المعنية، التي وجدت في موقع الحادث لإخلاء المصابين إلى المراكز الصحية، والتعامل وفقاً لتطورات الموقف في الموقع، حيث قامت فرق التطهير بالدفاع المدني بأداء مهامها، باستخدام أحدث تقنيات ومعدات التطهير وذلك بالتعاون مع فصيل كيماوي من القوات المسلحة”. وأشار ركن الحماية المدنية بمشعر منى إلى “أن هذا النوع من الفرضيات يتم تنفيذها على مدار العام، في مراكز ومعاهد تدريب الدفاع المدني، بما يتناسب مع مخاطر هذه النوعية من الحوادث التي تستلزم تجهيزات وإجراءات تقنية تخصصية في التعامل معها”.
من جهة أخرى، أعلن مصدر أمني سعودي أن 11 فرقة من قوات الدفاع المدني منتشرة على طول مسار قطار المشاعر، الذي يربط منى بعرفات بطول حوالي 20 كيلومتراً، للتدخل السريع في حالات الطوارئ. وقال ضابط مهمة الإشراف على القطار بالدفاع المدني العميد عبد العزيز الغشام في تصريح أمس الأربعاء، إن “قوات الدفاع المدني المشاركة في أعمال الحج أعدت خطة تفصيلية للتدخل السريع في حالات الطوارئ التي قد تحدث بمشروع قطار المشاعر والذي يتم تشغيله بكامل طاقته لنقل ما يقرب من نصف مليون حاج”. وأضاف أن الخطة تتضمن نشر 11 فرقة للقيام بأعمال “الإنقاذ والإطفاء وإخلاء الركاب من القطار في حالات الطوارئ والحوادث على متن القطار أو محطات توقفه في المشاعر، بالإضافة إلى تمركز 22 من الفرق المساندة، على طول مسار القطار والذي يمتد قرابة 20 كم2”.
وأوضح العميد الغشام أن الاستعداد لكافة الطوارئ التي قد تحدث بقطار المشاعر خلال الحج بدأ منذ فترة طويلة للتعرف إلى أبرز المخاطر الافتراضية التي قد تهدد سلامة الحجاج مستخدمي القطار حال حدوثها. وتشمل الخطة، طبقاً للغشام، خريطة دقيقة لنشر وحدات الدفاع المدني في جميع محطات القطار، على أن تضم هذه الوحدات فرق متخصصة في أعمال الإطفاء وأخرى في الإنقاذ، بالإضافة إلى فرق السلامة والحماية لمتابعة كل أنظمة السلامة ومخارج الطوارئ في المحطات، والمخارج الموجودة على جانبي مسار القطار، ليصل إجمالي عدد هذه الفرق والوحدات إلى 11 فرقة. وأكد العميد الغشام أن جميع الوحدات اجتازت عدداً من الدورات التدريبية الخاصة بالتعامل مع حوادث القطارات. وأعرب عن تفاؤله بمشروع القطار وما يمثله من إضافة نوعية لخدمة الحجاج وتيسير تنقلاتهم في المشاعر المقدسة لأداء مناسك الحج، وتدني عوامل الخطورة فيه. ويعمل قطار المشاعر خلال موسم حج هذا العام بكامل طاقته التي تصل إلى 73 ألف حاج في الساعة، وهي أعلى طاقة استيعابية للقطارات في العالم.
عدد اليوم
