الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

روسيا.. الأصدقاء الجدد

28 أكتوبر 2015 00:42
ينعقد «حوار الحضارات» الذي ينظمه «المنتدى العام العالمي» كل سنة على جزيرة «رودز» اليونانية تحت رعاية مؤسسه «فلاديمير ياكونين»، وحتى الأمس القريب، كان «ياكونين» رئيساً لهيئة السكك الحديدية التابعة للدولة في روسيا وأحد حلفاء الرئيس فلاديمير بوتين المقربين، ولكنه اليوم أُبعد من دائرة الرئيس الداخلية. ومع ذلك، فإنه قام بافتتاح أشغال المنتدى في «رودز» هذا الشهر. وعندما وُجه له سؤال حول هذا الموضوع، نفى «ياكونين» بقوة شائعات تفيد بأن فضيحة فساد جرى التكتم عليها هي التي أدت إلى إبعاده وقال لمراسل مجلة «بوليتيكو» إن هذا شيء لا يمكن أن يصدر إلا عن «أبله أو محرّض». وعلى غرار دوراته السابقة، واصل المنتدى جمع أشخاص يرغبون في دعم الآراء والمواقف الروسية من مختلف القضايا العالمية. فقد كان هناك الرئيس التشيكي السابق فاكلاف كلاوس، الذي وصف مغامرة بوتين السورية ب«الخطوة المنطقية». وكان ثمة أيضاً «جون لافلاند»، المدير السياسي لمركز أبحاث مدعوم من روسيا «معهد الديمقراطية والتعاون»، الذي حاجج بأن الاتحاد الأوروبي هو من بنات أفكار وكالة الاستخبارات الأميركية بهدف إخضاع أوروبا، إضافة إلى عشرات الآخرين من مختلف أنحاء العالم. في الماضي، كان لدينا مصطلح لوصف المنظمات من قبيل «المنتدى» أو «معهد الديمقراطية والتعاون» حيث كنا نتحدث خلال الحرب الباردة عن «منظمات صورية» مثل «الاتحاد العالمي للنقابات» أو حتى عن الحزب الشيوعي الأميركي، وهي منظمات مستقلة على ما يفترض ولكنها مدعومة سراً بأموال سوفييتية. هذه المنظمات كانت تدار من قبل«وكلاء النفوذ» – وهم أشخاص كانوا يقومون عن وعي وإدراك بالدفاع عن مصالح الاتحاد السوفييتي في الغرب – أو من قبل «أغبياء نافعين»، وهم أشخاص كانوا يقومون بالشيء نفسه، ولكن من دون وعي وإدراك، نتيجة سذاجة إيديولوجية غالباً. ولكن الزمن تغير وما عاد ممكناً عقد مقارنات. فكلاوس، الذي ليس غبياً، لا يخفي علاقاته المالية بموسكو، و«المنتدى» لا يخفي علاقاته بروسيا أيضاً. وبالمقابل، فإن الاثنين يسعيان صراحة إلى إضفاء الشرعية والمصداقية على آراء النخبة الروسية المناوئة للناتو وللأوروبيين وللغربيين. بيد أن الأصعب على التصنيف ربما هي أفعال بعض السياسيين الشرعيين فعلاً. فوزير المالية التشيكي «أندري بابس»، والرئيس التشيكي «ميلوس زيمان»، مثلاً، كثيراً ما يكرران مواقف وشعارات روسية، وكذلك يفعل أحياناً رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو. ففي أغسطس وأوائل سبتمبر 2014، حاجج الثلاثة جميعهم ضد العقوبات الغربية على روسيا مستعملين لغة مماثلة حيث وصفها زيمان ب«غير الفعالة»، وبابس ب«غير االمنطقية»، وفيكو ب«عديمة الفائدة». ولاحقاً، غيّروا جميعهم خطابهم وأخذوا يشيرون إلى أزمة اللاجئين و«الإسلام المتشدد» باعتبارهما التهديد «الحقيقي» الذي يواجه أوروبا. وعلى غرار رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، فإن كل هؤلاء الرجال لديهم أسباب سياسية داخلية لتقديم دعم شفهي لبوتين: ذلك أنهم يريدون ركوب موجة «معاداة الاتحاد الأوروبي ومعاداة«النظام»التي اجتاحت كل أوروبا، واستغلال مشاعر الاستياء من الاقتصاد. فمنذ تأسيس الاتحاد الأوروبي، لطالما وجد بعض السياسيين فائدة في تحميل«بروكسيل»مسؤولية المشاكل التي لا يستطيعون حلها. إلا أنه قد تكون ثمة دوافع أخرى أيضاً. وعلى سبيل المثال، فمستشار زيمان المقرب كان يدير مكتب شركة النفط الروسية«لوكويل»، وبابس، الذي يُعد أيضاً من أغنى أغنياء جمهورية التشيك، يملك شركات تستهلك قدراً مهماً من الغاز الروسي. ولكن عل» أن أكون منصفة وألا أركز على أبناء أوروبا الوسطى فقط لأن ثمة العديد من الأوروبيين الآخرين الذين يدعمون السياسية الخارجية الروسية مدفوعين بدوافع مختلفة أيضاً. آن أبلباوم* *محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة«واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©