الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يوم البيئة العربي

22 أكتوبر 2012
احتفل الوطن العربي، الأسبوع الماضي، بيوم البيئة العربي في مختلف أرجائه، وأقيمت فعاليات ونشاطات تطوعية لتنظيف الأماكن التي تتعرض فيها الأرض للانتهاك، لتترك ملوثة بكل المخلفات التي نجمت عن الساعات التي قضاها مثلاً مرتادو الشواطئ أو الحدائق، حيث يتجاهل الكثيرون التعليمات والبعض لا يقرأها ولا تهتم فئات عديدة بترك المكان نظيفاً. ولكن المسألة في الشأن البيئي، خاصة في الوطن العربي، تتجاوز جهود التنظيف وجمع النفايات، إلى الحاجة للشعور بالمسؤولية تجاه الأرض والوطن، وممارسة تلك الوطنية بشكل صادق. في دولتنا الكثير من الجهود والمبادرات من قبل الجهات المسؤولة وبالمشاركة مع المجتمع، ولكن تلك الجهود تواجه ما يزيد على مائتي جنسية تعيش على هذه الأرض، وكل جنسية تأتي بثقافة ولغة مختلفتين، فمن يتكفل بطباعة وتوزيع نشرات بكل تلك اللغات؟.. إنها مسألة تشكل تحدياً لأي دولة، خاصة أنهم يشكلون ملايين من الأفراد لتلك الجاليات، ورغم ذلك فإن دولة الإمارات لا تنتظر المناسبات البيئية، وسواء كانت هناك مناسبة محلية أو إقليمية أو عالمية، فسوف نجد دائما برامج متوافرة لمصلحة البيئة، وكانت بداية عملها مع البيئة ورعايتها قد بدأت في مستهل التسعينيات عبر جماعة أصدقاء البيئة. لكن على مستوى البيئة العربية، فإن الأمر بحاجة لوضع استراتيجيات مشتركة بين الدول العربية، خاصة المتجاورة، لتحقيق الرخاء عن طريق المشاريع التي تخدم البيئة، ونحن بحاجة لبرامج وخطط تتوزع بالتساوي بين مختلف مناطق كل دولة على حدة، كي تصبح هناك مشاركة جادة لأجل الاستدامة، والعمل على تنشيط المشاريع التي توفر الاكتفاء الذاتي للإنسان، خاصة أن المواطن العربي ينتظر أن تتحقق له الوعود، لأنه حفظ الشعارات فهو بحاجة لحياة أفضل في بيئة صحية نظيفة، ولن يتحقق ذلك إلا باعتماد برامج توعوية وتدريبية، وكذلك تنفيذ مشاريع مستدامة. في المناسبات البيئية يتطلع أبناء الوطن العربي للاستفادة من الموارد والحصول على الماء والغذاء، وأن تستمر الجهود لتحسين الأوضاع، سواء في جانب مكافحة تلوث الهواء في المدن أو تملح التربة الزراعية ومعالجة شح المياه، والأهم ألا نتلف البيئة البحرية عبر محطات التحلية، التي تعيد كميات هائلة من المياه المركزة بنسبة هائلة من الملح، ما يشكل خطورة على التنوع البيولوجي، ولو استوعبت الحكومات مدى التكلفة الاقتصادية لفقدان التنوع البيولوجي، فإن بإمكانها أن تتبع نماذج اقتصادية مختلفة تكافئ المحافظة على الطبيعة وتعاقب المتسبب بأضرار ذلك، لأن تلك الأضرار تنعكس على كل فرد في أي دولة، خاصة التي تكثر فيها محطات التحلية، وتلك التي تحرق فيها النفايات. نريد أن تكون المناسبات البيئية مناسبة لعرض النتائج، ومناسبة لاستعراض ما تحقق من جهود من خلال القنوات الفضائية والمحطات الإذاعية، وألا تتوقف حملات التوعية طوال العام، خاصة في دولتنا التي يدخلها الآلاف كل يوم، وهم بحاجة للتثقيف حول القوانين المتبعة المتعلقة بالحفاظ على البيئة، وبطرق توفير الطاقة وترشيد الاستهلاك، كما أننا بحاجة لبرامج توعية على هيئة محاضرات ودورات تدريبية، على مستوى المؤسسات، للموظفين وربات البيوت، على أن تكون هناك جهات عدة لرعاية هذا الجهد، بحيث لا يتم وضع الِحمل على جهة أو اثنتين، بل المطلوب تضافر الجهود لأجل وطننا، ولأجل وطن عربي تتنامى فيه عجلة التطور في المجال البيئي، لأن البيئة النظيفة والمستدامة تعني وطناً معافى. المحررة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©