الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إلى أي نصف ننظر ؟

14 نوفمبر 2014 23:40
ما زالت الحكمة الإغريقية إلى أي نصف من الكأس ننظر صالحة للتداول والحجاج في زمن الثورة الاتصالية، وما نتج عنها من نسف للكثير من الثوابت.. فكأس الخليج ليست مملوءة ولا هي فارغة، وبين هذين النصفين يدور الجدل منذ أكثر من أربعين عاماً يوم انطلقت بطولة الخليج في البحرين إذ كان الزمان غير الزمان وكان الخليج إلا بمائه وجوهر إنسانه غير الخليج، وهذه سنة الحياة، فكل شيء ما خلا الله باطل، كما قالها منذ قرون شاعر المعلقات لبيد. ولا شك أن الجدل سيظل قائماً وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً، ولكن السؤال بعد حفل افتتاح «خليجي 22» يجب أن يكون موجعاً، كي يأتي الجواب شافياً فلابد من وضع حد للجدل العقيم الذي من عناوينه شرعية البطولة، ماذا تقدم البطولة، البطولة في زمن الاحتراف في خليج الأبراج والناطحات، وغير ذلك مما يتسلى به الجميع من غير أن يصرخ رجل رشيد، ماذا قدمنا للبطولة حتى أوصلناها إلى أن يكون يوم افتتاحها مدرجات فيها أكثر من ربع خال في بلد كرته متقدمة وأنديته ترفع الرأس وإنسانه مشهود له في القدرة على الابتكار المقرون بالكرم. ولكن كل هذا الحشد من الصفات النبيلة لم ينقذ البطولة الغالية من الانطلاق، وهي جريحة الخاطر تحن إلى أيام خلت، بعد أن يئست من حاضرها ومستقبلها، لا شك أنها حقيقة مؤلمة والعيب ليس في البطولة، بل بهؤلاء الذين ضيعوها، حين أجهدوا أنفسهم، وبددوا وقتهم في النظر إلى النصف الفارغ من كأسها سواء من أبنائها العاقين هجوماً وتنكيلاً أم من أبنائها الهائمين غراماً وعشقاً. كلا الصنفين ظلم البطولة الغالية، فلا الأول أدرك أن الكمال من المحال، ولابد من النظر إلى البطولة من كل جوانبها سيئات وإيجابيات ولا الثاني أدرك أن الزمن يسير سريعاً، وأن العبرة من التاريخ، هو أن نجعل منه منصة للانطلاق نحو المستقبل. النصف المملوء من حفل الافتتاح أن الجماهير كانت تصدح، وتعوض المساحات الخالية من المدرجات، وإن كانت شاسعة، ومن حق هذه الجماهير وجماهير المستقبل أن تعد لها دراسات رياضية اجتماعية سياسية متخصصة بعد نهاية البطولة للإجابة على السؤال الخطير، ماذا يجب أن نقدم لبطولة الخليج التي أعطتنا ولم نعطها؟.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©