أحلام يمنية «مؤجلة»!

للمنتخب اليمني حكاية مع التعادلات ورواية مع النقاط، وكلاهما يستحق كسر هذه القاعدة الرمادية في «خليجي 22» بالرياض، ولو من باب الوفاء لجمهوره العريض الذي أنقذ ما يمكن إنقاذه في مدرجات ملعب الملك فهد التي كانت تبدو أكثر خواء من دون هذا الجمهور. من مشاركاته الست المنصرمة، تعادل اليمني ثلاث مرات في ثلاث مشاركات، ثم خرج خالي الوفاض في الثلاث التاليات، وها هو يعود إلى النقطة في استهلال مشاركته السابقة، ولسان حال جمهوره: جميلة هذه العودة إلى النقطة، لكن الأجمل هو تذوق طعم الفوز، فهل من سبيل إلى انتصار؟ ربما يقال الكثير حول الصعوبة أمام «عنابي قطر» و«أخضر السعودية»، ولكن.. عفواً يا الجيران، فمن حق ذلك الجمهور أن يفرح، ولو عبر بوابة «هذه كرة القدم» وأحكام المفاجأة، ثم إن المنتخب اليمني كشف أمام البحرين عن جيل جديد من الشباب، وإن تعثرت خطاهم عند تخوم مرمى البحرين، إلا أنهم أعطوا الانطباع، بأننا أمام مجموعة لا تنقصها الموهبة ولا المهارة، حتى لو كانت الكرة اليمنية في العموم لا تزال تحتاج لتطوير معارفها الإدارية والتنظيمية لتدفع بمثل هؤلاء الشباب إلى فضاء الابتهاج بالفوز والفرح والحياة التنافسية الملونة. وإذا فعلها الأحمر اليمني، فلن يكون ذلك سوى حصيلة تطور طبيعي لنتائجه الاستعدادية التي تعادل فيها مع إندونيسيا والعراق والكويت، وفاز فيها على ماليزيا قبل أن يخسر من عُمان، فضلاً عن خطفه للإعجاب بما قدمه في افتتاحية مبارياته الرسمية الخليجية أمام البحرين. أما الذي يدعو للأمل، فهو مبادرة رئيس الحكومة اليمنية خالد بحاح إلى ارتداء قميص المنتخب، وهو يوجه رسالة تشجيع للاعبين قبل انطلاق البطولة، ما قد يعني وجود نظرة حكومية مختلفة إلى الرياضة، وكرة القدم اليمنية تأخذ في الاعتبار دعم الرياضة وليس دعم القائمين عليها من المسؤولين!. إذن.. هناك في الرياض منتخب يمني شاب، يريد أن يكسر قاعدة الرمادية مع استجداء النقطة ولا تنقصه المهارة، وهناك جمهور يجيد الوفاء باستحقاق لقب اللاعب رقم «2» وبامتياز، وهناك أيضاً رئيس حكومة يرتدي القميص ورئيس دولة يتصل للمساندة ما ينتظر اكتمال الصورة في مدرب يتقن القراءة ولاعبين موهوبين يأخذون باعتبارهم القاعدة الكروية، احترم خصمك ولا تخافه، إذ كيف سيأتي الفوز إذا اعتقدت أنك مهزوم لا محاله؟!.