الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ميقاتي يربط مقتل الحسن بمخطط تفجيرات سوري

ميقاتي يربط مقتل الحسن بمخطط تفجيرات سوري
21 أكتوبر 2012
ربط رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، أمس، بين مقتل رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد وسام الحسن، وكشف مخطط تفجيرات في لبنان الشهر الماضي، يعزى الفضل في اكتشافه إلى الحسن. وأعلن من جهة أخرى أنه ليس متمسكاً بمنصب رئاسة الحكومة، لكنه علّق أي قرار حول هذه المسألة في انتظار مشاورات وطنية يجريها رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان، بعد مطالبة المعارضة اللبنانية باستقالة الحكومة إثر تفجير الأشرفية ببيروت. في حين يشيع اللبنانيون اليوم الحسن الذي سيدفن إلى جانب ضريح رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في وسط بيروت. وقال ميقاتي للصحفيين إثر جلسة طارئة لمجلس الوزراء «أكدت للرئيس عدم تمسكي بمنصب رئاسة الوزراء وضرورة النظر في تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة». وأضاف «أعرف أن طائفتي (السنية) تشعر بأنها مستهدفة، لذلك أقول لها إنني استغني عن هذا المنصب أو غيره، وقد تحدثت إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان عن كل الهواجس التي أمر بها». وتابع أن سليمان طلب منه التروي «وقال يجب أن ننظر إلى المواضيع الوطنية، ويجب ألا ندخل لبنان في فراغ». وقال ميقاتي إن رئيس الجمهورية «طلب فترة زمنية معينة لكي يتشاور مع أركان هيئة الحوار الوطني، لذلك علقت أي قرار إلى حين يأتيني رد الرئيس على تصور معين». وأوضح رداً على أسئلة الصحفيين «لن أداوم في السراي الحكومي، وألغيت جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة الاثنين» غداً، مشيراً في المقابل إلى أنه سيحضر «أي جلسة استثنائية لمجلس الوزراء». من جهة ثانية، ربط ميقاتي بين مقتل الحسن وكشف مخطط تفجيرات في لبنان الشهر الماضي، يعزى الفضل في اكتشافه إلى الحسن. وقد وجه القضاء اللبناني التهمة في إعداد هذا المخطط إلى النظام السوري، وأوقف في القضية الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة. وقال ميقاتي «بعد ما حصل من اكتشاف المتفجرات، لا بد لأي تسلسل منطقي أن يربط بين الأمرين». وأضاف «لا يمكن لمجلس الوزراء أن يستبق التحقيق، لكن لا يمكنني أن أفصل بين اكتشاف المؤامرة على لبنان الشهر الماضي وما حصل أمس الجمعة»، مضيفاً أن البلد «يمر بلحظات صعبة». وكانت قوى 14 آذار (المعارضة) دعت ميقاتي إلى الاستقالة، محملة إياه مسؤولية اغتيال الحسن في تفجير سيارة مفخخة الجمعة. وعبر ميقاتي عن أسفه لهذا الاتهام، مشيراً إلى أن علاقته بالحسن كانت طيبة، وقال «لم أشعر في أي يوم أنه تابع لفريق سياسي، بل كان يتعامل بمهنية صافية». وأضاف «ليس الموضوع حكومياً، بل هو موضوع وطن، ونحن حريصون على وحدة الوطن وحريصون على كل ما يؤدي إلى استقراره وأمنه». وكان سليمان قد حدد الشهر الماضي تاريخ 12 نوفمبر لعقد جلسة حوار وطني تضم ممثلين عن أبرز القيادات في البلد، لبحث أمور تتعلق بوضع «استراتيجية دفاعية» للبنان. وأوضح مصدر في رئاسة الجمهورية أن الرئيس سيحاول «تقريب هذا الموعد» لبحث الموضوع الحكومي. وكان بيان المعارضة الذي تلاه أحمد الحريري أمين عام تيار المستقبل، قال إن «هذه الحكومة مطالبة بالرحيل، ورئيس الحكومة مدعو شخصياً إلى تقديم استقالته فوراً»، وذلك إثر اجتماع طارئ عقدته قوى المعارضة مساء أمس الأول في منزل رئيس الوزراء السابق سعد الحريري وسط بيروت. واعتبرت قوى 14 آذار أن بقاء الحكومة «يشكل أعلى درجات الحماية للمجرمين لتغطية هذا المخطط الإجرامي»، محملة رئيسها «بالدور الذي ارتضاه لنفسه، مسؤولية دماء الشهيد الحسن والأبرياء الذين سقطوا في الأشرفية»، فيما اتهم معارضون حزب الله بالضلوع في الجريمة. من جهة أخرى، أعلن مدير عام قوى الأمن الداخلي اللبنانية اللواء أشرف ريفي أمس أنه سيجري تشييع الحسن اليوم إلى مثواه الأخير إلى جانب ضريح رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في وسط بيروت. وقال ريفي في مقابلة مع تلفزيون «المستقبل» إن «القرار اتخذ من جانب عائلة الحسن والحريري»، بأن يتم دفن الحسن «إلى جانب ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري». وأوضح أن «مراسم للجنازة ستحصل في جامع محمد الأمين بعد صلاة العصر مباشرة، تسبقها مراسم تكريم وتأبين عسكرية في المديرية العامة لقوى الأمن، ثم يصل الجثمان مع مواكبة مهيبة إلى ساحة الشهداء» حيث جامع الأمين. وشهد لبنان أمس حداداً وطنياً على اغتيال الحسن والقتلى الذين سقطوا معه في انفجار الأشرفية. وأثارت عملية الاغتيال مخاوف من عودة موجة الاغتيالات التي شهدها لبنان بين عامي 2005 و2008 واستهدفت شخصيات مناهضة للنظام السوري. وحوّل الانفجار الذي وقع في الأشرفية في شرق بيروت حياً سكنياً بكامله إلى دمار. وقال ريفي لصحيفة «السفير» الصادرة أمس، إن زنة العبوة الموضوعة في السيارة تقدر بـ«60-70 كيلوجراماً من مادة تي إن تي»، مشيراً إلى أنها «معطيات أولية لم تؤكد مئة في المئة». وعلم أن الحسن عاد في الليلة التي سبقت الانفجار إلى بيروت، قادماً من باريس، حيث تقيم عائلته (زوجته وولداه) التي هربها من لبنان بسبب تيقنه من أنه كان مستهدفاً. وقد اعتاد الحسن اتخاذ تدابير أمنية مشددة في تنقلاته. من ناحيته، دعا رئيس وزراء لبنان السابق سعد الحريري جميع اللبنانيين إلى المشاركة في تشييع جنازة الحسن. وقال في كلمة عبر تلفزيون المستقبل «كل واحد منكم مدعو شخصياً ليشارك غداً في ساحة الشهداء في الصلاة على وسام الحسن، أدعو كل لبنان الذي حماه وسام الحسن من مخطط بشار الأسد وعلي مملوك لتفجير لبنان، وعرض نفسه أن يتفجر هو، كي لا تتفجروا أنتم ولا يتفجر لبنان». وبدت حركة السير خفيفة صباحاً في شوارع العاصمة التي أصيب أهلها الجمعة بالذهول والرعب نتيجة الانفجار الذي تضاربت التقارير حول حصيلة الضحايا النهائية فيه. فبعد أن ذكر تقرير رسمي أن عدد القتلى ثمانية والجرحى 86، أعلن الصليب الأحمر في بيان أن الانفجار أوقع «ثلاثة قتلى و110 جرحى»، مشيراً إلى أن العدد يمكن أن يرتفع بسبب وجود إصابات خطيرة. وأوضح مسعفون على الأرض أن سبب الارتباك في إحصاء الضحايا هو وجود أطراف في مكان الانفجار تبين أن أصحابها لا يزالون على قيد الحياة في المستشفيات. وعكست الصحف الحزن والخوف اللذين أصابا اللبنانيين والأسئلة الكثيرة التي يطرحها اغتيال الحسن على مستقبل البلد ذي التركيبة السياسية الهشة.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©