الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن زايد يشهد محاضرة عن «التأقلم مع واقع تصحيح أداء الاقتصادات العالمية»

محمد بن زايد يشهد محاضرة عن «التأقلم مع واقع تصحيح أداء الاقتصادات العالمية»
2 نوفمبر 2011 15:10
شهد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في مجلس سموه بقصر البطين عصر أمس الأول، محاضرة اقتصادية بعنوان «الجمع بين المرونة والتكيف.. التأقلم مع واقع تصحيح أداء الاقتصادات العالمية»، ألقاها الدكتور محمد العريان الرئيس التنفيذي ورئيس استثمارات مشارك في شركة المحيط الهادئ لإدارة الاستثمارات المحدودة «بيمكو». حضر المحاضرة سمو الشيخ عبد الله بن سالم القاسمي نائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان، وسمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ومعالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير الأشغال العامة، وعدد من الشيوخ، وفخامة جيمس مانشام الرئيس السابق والمؤسس لجمهورية سيشل، إضافة إلى عدد من الوزراء والسفراء المعتمدين لدى الدولة والمسؤولين وحشد من الحضور. الأزمات والخطط الدفاعية وقال الدكتور محمد العريان، إن اقتصاد أبوظبي يعتبر من أكثر اقتصادات العالم قدرة على تجاوز الانعكاسات والتأثيرات السلبية لأزمات الديون في منطقة دول اليورو والولايات المتحدة الأميركية، في ظل امتلاك الإمارة مجموعة من العوامل المهمة في هذا الشأن. وأوضح العريان الرئيس التنفيذي لـ «بيمكو» التي تبلغ قيمة أصولها الخاضعة للإدارة نحو 1,3 تريليون دولار، أن أبوظبي تمتلك ميزانية مالية قوية جداً، وتنتج سلعاً استراتيجية تتجه إلى عدد من الأسواق الناشئة، خصوصاً في القارة الآسيوية، وهو الأمر الذي يوفر قدراً مهماً من المرونة والقدرة على التكيف مع الانعكاسات المستقبلية للأزمات العالمية الراهنة، مشيراً إلى أن هذه الأزمات تتطلب من الكيانات الاقتصادية الواقعة خارج منطقة اليورو، وضع خطط دفاعية تحصنها من انعكاسات أزمات الديون، مع البحث عن فرص استثمارية «انتقائية»، وهي عوامل تمتلكها أبوظبي. وأشار إلى أن هذا الوضع لا يضمن عدم التأثر بتداعيات أزمات الديون، لكنها تعتبر عوامل تمكين تتيح لاقتصاد أبوظبي لعب أدوار «دفاعية» وما يمكن تسميته بـ «الهجمات الانتقائية» من خلال استثمار الفرص الإيجابية التي يمكن اقتناصها خلال الأزمة، مشيراً إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي تمتلك عوامل مشابهة. وشدد محمد العريان على أن النظام الاقتصادي العالمي يمر حالياً بعملية إعادة تصحيح هيكلية ستستمر سنوات، وهو غير جاهز للتعامل مع جميع التغيرات، وقد يشهد فترات من الضغوط التي لن تقتصر آثارها على دول اليورو والولايات المتحدة، بل ستمتد إلى أنحاء العالم كافة، مشدداً على أن الاقتصادات التي تمتلك عوامل تمكنها من التعامل مع هذه الظروف، يمكنها الاستفادة من هذه التغيرات. وأضاف أنه من المهم بالنسبة للاقتصاد الإماراتي في المرحلة الحالية أن تمتلك الجهات المختلفة القدرة على الصبر في استخدام التدفقات النقدية، وكيفية استخدامها بأفضل صورة ممكنة، وأن تكون هناك قرارات بدخول استثمارات معينة في الوقت المناسب. ديون منطقة اليورو واستعرض خلال المحاضرة، أبرز التغيرات والتطورات التي شهدها الاقتصاد العالمي، وتطرق إلى أزمة الديون الأوروبية، مؤكداً أن العالم يمر حالياً بتغيرات في هيكل الاقتصاد العالمي، وهو ما يستدعي العمل على إيجاد حلول جذرية و«شجاعة» لهذه المشاكل، وهو الأمر الذي تعكسه الاجتماعات المتلاحقة لقادة الدول الأوروبية لبحث الأوضاع الاقتصادية وكيفية معالجة أزمة الديون. وأضاف أنه لم يكن من المتوقع حدوث مشاكل من هذا النوع في تكتل اقتصادي مهم مثل الاتحاد الأوروبي، وأن تصل الحال إلى طلب المساعدة المالية من دول مثل الصين، مشيراً إلى أنه من الممكن انهيار الاقتصاد الأوروبي تحت ضغط الديون. وأوضح أن أوروبا تعاني 4 قضايا أساسية، أولها وجود الكثير من الديون في بعض الدول، مثل البرتغال واليونان، والثانية عدم قدرة الاقتصاد الأوروبي على تحقيق النمو، وهو الأمر الذي يزيد من صعوبة تسديد الديون، والثالثة تتمثل في أن النظام السياسي الأوروبي أصبح يعاني الكثير من الصعوبات ولا يستطيع استباق المشاكل، وهو الأمر الذي يفسر كثرة الاجتماعات بين قادة الدول الأوروبية، فيما تتمثل القضية الرابعة في صعوبة إدراك طبيعة المشاكل التي يمر بها الاقتصاد الأوروبي نظراً لكونها مشاكل هيكلية تمس بنية النظام الاقتصادي، وليست مشاكل دورية معتادة. كما تطرق العريان إلى أزمة الديون الأميركية، حيث شهد الاقتصاد الأميركي هو الآخر سلسلة من التطورات غير المتوقعة، وفقدت السندات الأميركية تصنيفها المعتاد (AAA)، وأصبح الساسة الأميركيون يبحثون عن حلول لأزمة الديون، وهو أمر لم يكن متوقعاً على الإطلاق في أوقات سابقة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تواجه خطر الركود والبطالة وتعاني عجزاً مالياً، فيما أصبح ربع مالكي المنازل في الولايات المتحدة تحت ضغط ديون تفوق قيمة منازلهم. وأشار إلى أن الولايات المتحدة وأوروبا تعانيان من عدم القدرة على تحقيق نمو اقتصادي حالياً، إضافة إلى مشاكل البطالة، وبالتالي فهما تحت ضغط اقتصادي سيمتد إلى جميع مناطق العالم، خصوصاً أنهما أكبر اقتصادين في العالم. النمو الصيني وتحدث العريان عن تطور الاقتصاد الصيني واتساع الدور الصيني عالمياً، وقال إنه لأول مرة في التاريخ يتحول بلد إلى هذه الأهمية الكبيرة في الاقتصاد العالمي، على الرغم من انخفاض مستوى دخل الأفراد مقارنة بدول أخرى، خصوصاً الأوروبية منها. وأضاف أن الصين تعتبر ثاني أكبر دولة في العالم من الناحية الاقتصادية، وبالتالي فإن عليها مسؤوليات عالمية، لكن المشكلة أن طبيعة وضع الاقتصاد الصيني جعلت القضايا والمسؤوليات الداخلية تستحوذ على اهتمام البلاد على حساب الاهتمام بالمسؤوليات الدولية، خصوصاً أن الصين تأتي في المرتبة الـ 99 بين دول العالم في مستوى دخل الأفراد على الرغم من كونها ثاني أكبر اقتصاد عالمي. وأشار إلى أن الصين تدرك هذه الخصائص، معتبراً أن هذا الوضع يعني أنها تسير في الاتجاه الصحيح، حيث تحاول لعب دور اقتصادي على المستوى العالمي، ولكن بطريقة محسوبة تراعي ضرورة معالجة القضايا والمشكلات الداخلية. وأكد أن الصين تحقق مستويات نمو لا تشهدها أوروبا أو الولايات المتحدة، كما أنها تعتبر سوقاً مهمة عالمياً، وتمتلك الكثير من المنتجات التي تدخل الأسواق الأوروبية على وجه الخصوص، وبالتالي فإن استمرار نموها وتطورها اقتصاديا يعد أمراً مهماً بالنسبة للاقتصاد العالمي في ظل الأوضاع الحالية. «التنمية الشاملة» والإنتاج يميزان اقتصاد أبوظبي عالمياً قال الدكتور محمد العريان الرئيس التنفيذي لشركة «بيمكو»، إن إمارة أبوظبي اتبعت في خططها الاقتصادية، أسلوب “التنمية الشاملة” عن طريق إشراك المجتمع في حركة النمو، وعدم التركيز على أطراف أو قطاعات معينة دون غيرها، إضافة إلى وجود إنتاج حقيقي. وأضاف أن الكثير من الاقتصادات الغربية الكبرى لم تتبع هذا الأسلوب، حيث لا يوجد إنتاج حقيقي في الكثير من البلدان، كما كان التركيز في الخطط الاقتصادية ينصب على الأغنياء فقط، مع عدم الالتفات بصورة كافية إلى الفقراء عند تنفيذ الخطط الاقتصادية. واعتبر العريان افتقار الاقتصاد الغربي لتحقيق العدالة الاجتماعية أهم أسباب الاحتجاجات التي تشهدها عدد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة في الوقت الراهن. وأضاف: خلال الأزمة المالية العالمية طلب من دافعي الضرائب الأميركيين الدفع للمؤسسات المصرفية على اعتبار أن ذلك هو الطريقة الوحيدة لاستعادة النمو الاقتصادي وخلق الفرص الوظيفية، ولكن الاحتجاجات بدأت تظهر لأنه لم يتم حل هذه المشكلات. ووصف النمو الذي حققته الولايات المتحدة سابقاً، بالنمو الجزئي وليس الشامل، لافتاً إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما، يعمل حالياً على تنفيذ خطط وسياسات تستهدف تحقيق نمو شامل. 5 خطوات للتعامل مع أزمة الديون الأوروبية قال الدكتور محمد العريان إن دول منطقة اليورو بحاجة إلى 5 خطوات للتعامل مع أزمة الديون والمشكلات الاقتصادية الراهنة، وهي إعادة الاقتصاد الأوروبي مجدداً إلى ما يعرف بدورة السوق وهي دورات النمو الطبيعية، واتخاذ قرارات شجاعة في التمييز بين الدول ذات الديون العالية والأخرى ذات الديون الأقل، إضافة إلى فرض إصلاحات هيكلية في بنية الاقتصاد، غير أن هذه الإصلاحات تشكل كابوساً للسياسيين، حيث إن نتائجها طويلة الأجل، بينما يحتاج الساسة إلى حلول سريعة بالنظر إلى قرب انتخاباتهم التي تعقد كل عامين في بعض الأحيان. وأضاف أن الخطوة الرابعة التي يحتاجها الاقتصاد الأوروبي هي إيجاد حل للمشاكل التي يعاني منها القطاع المصرفي الأوروبي والتي لم تعالج حتى الآن، مشدداً على ضرورة اتخاذ خطوات للسيطرة على الأوضاع الاقتصادية الأوروبية من خلال إصلاح القطاع المصرفي وإلا فسوف تعاني الدول الأوروبية الكثير من الصعاب، أما الخطوة الخامسة فهي أن يحدد الاتحاد الأوروبي الشكل الذي سيكون عليه بعد 3 سنوات من الآن، وهل سيكون عبارة عن اتحادات، أم من خلال وجود منطقتين لليورو، أم سيعمل على اتخاذ قرارات تقلص عدد أعضاء منطقة اليورو، مشيراً إلى أنه لم يتم حتى الآن تحديد أي من هذه الخيارات.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©