الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هاجس البيع يسيطر على سوق الفن التشكيلي في لبنان

هاجس البيع يسيطر على سوق الفن التشكيلي في لبنان
21 أكتوبر 2012
عماد ملاح (بيروت) - إلى جانب صدقية القيمة الفنية للوحة، وبعيداً عن الآثار السلبية التي تخلفها آلية استيراد اللوحات الطباعية المنقولة، والمباعة بأسعار زهيدة، ما هي العوامل التي تحدد على أساسها قيمة اللوحات التشكيلية في لبنان؟ لا شك أن الوضع الاقتصادي السائد اليوم، والذي تعيشه مختلف شرائح المجتمع اللبناني، يحث القيمين على الفن التشكيلي، على بذل محاولة جدية للتمكن من بيع الأعمال التشكيلية لجيل الشباب، ولوضع مستوى مبيع اللوحات في لبنان، في مستوى المعيشة الاقتصادية الراهنة، إذ من الضروري أن يكون للأجيال الشابة مقتنيات فنية جيدة مثلما تسنى لجيل الآباء والأجداد اقتناء الكثير من اللوحات القيمة. وحول آلية تسعير اللوحات الفنية في لبنان، يقول جورج بخعازي، صاحب “غاليري بخعازي”، إن “الفنان اليوم هو الذي يسعر لوحته، ولا يعتمد في هذا الشأن على أحد. بل يقوم بتسعير أعماله باعتماده على تقدير الشخصي، لقيمتها الفنية والجمالية، وهو أيضاً يعمل على تحديد السعر قياساً إلى فنانين آخرين، سواء أكانوا في مستواه، أو حتى في مستوى أعلى من مستواه”. ويوضح أن “سعر اللوحة في لبنان يقوم على مستوى الفنان الابداعي، فإذا كان الفنان يتقدم بأعماله وبتطور، ترتفع أسعار لوحاته تدريجياً وشيئاً فشيئاً، وهناك أيضاً معيار آخر، يجعل الأعمال التشكيلية مرتفعة الثمن، ويندرج هذا المعيار في من رحل من الفنانين المبدعين. إضافة إلى ذلك فإن الجيل الجديد من الفنانين يعتمد في تسعير أعماله على أسعار الآخرين، بينما المطلوب بداية حتى لو كانت اللوحات الخاصة بالبعض منهم ناجحة، أن يصعدوا السلم درجة درجة، وبأسعار تشجيعية مخفضة، وذلك لكي تنشر أعمالهم”. وبالنسبة لحركة سوق اللوحات في لبنان، يقول بخعازي “البيع منخفض بشكل ملحوظ، والمعارض قليلة ولا توجد نسبة مبيع جيدة بسبب الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وأيضاً بسبب الوضع الفني بحد ذاته، فمستوى الفنان اليوم قد انخفض لمصلحة هاجس البيع، ولم يعد همه إنجاز اللوحات بطريقة التطور المطلوب، بل كل الهم أن يرسم أكثر ويبيع أكثر”. ويضيف أن “سعر اللوحة يرتبط عملياً بمسألة العرض والطلب، فالسوق لها أحكامها وعندما يكون هناك طلب على فنان معين، ترتفع أسعار لوحاته بصورة مباشرة، أما إذا لم يكن عليه طلب”. ويتابع “عملية الطلب في السوق، تقوم على معايير متعددة، منها نجاح الفنان وشهرته، ونوعية الفن الذي يقدمه، واهتمام الناس به، لذلك من المهم أيضاً أن يصار إلى تنظيم سوق اللوحة، وضبط الأسعار، ولا يمكن الاكتفاء باستيراد لوحات منقولة بأسعار زهيدة وإغراق السوق بها، فالمشتري يفضل دائماً أن يشتري لوحة أصيلة بسعر مقبول، على أن يشتري لوحة طباعية أو منقولة بسعر رخيص”. إلى ذلك، يقول صاحب “جاليري شاهين” ريشار شاهي “أثر الوضع الاقتصادي بشكل سلبي، في سوق اللوحة في لبنان، كما أثر في الفنانين الشباب المتخرجين حديثاً من معاهد الفنون، لذلك قمت بتشجيع هؤلاء الفنانين عبر عرض أعمالهم في “صالتي” بأسعار مقبولة”. ويضيف “عمدت إلى تشجيع الفنانين الجدد، واستطعت أن أؤمن حركة بيع جيدة لأعمالهم. وقد بعت لوحات مائية بدءاً من سعر الـ50 دولاراً وصولا إلى 300 دولار، وسياستي أنني أعتبر نفسي مسؤولاً تجاه الفنان والزبون. لذلك فإنني أنتقي نخبة من الفنانين المتخرجين والذين يحتاجون إلى أجنحة، وأقدم لهم فرصة العرض والبيع”، مؤكدا أن “سوق الفن يجب أن يكون في متناول الجمهور بجميع فئاته الاجتماعية”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©