الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

غليان في تونس غداة مقتل مسؤول سياسي

غليان في تونس غداة مقتل مسؤول سياسي
20 أكتوبر 2012
تونس (وكالات) - حذر الباجي قائد السبسي رئيس الوزراء السابق وزعيم حزب نداء تونس العلماني أمس، من ان البلاد قد تسقط في حالة من الفوضى والعنف السياسي لن تخرج منها بسهولة، فيما نددت عدة أحزاب سياسية تونسية بأحداث العنف التي شهدتها مدينة تطاوين بالجنوب التونسي يوم أمس الأول، وأسفرت عن مقتل المنسق المحلي لحركة نداء تونس المعارضة لطفي نقض الذي يعد أول ضحية للمواجهة السياسية في تونس منذ ثورة 14 يناير 2011. وفي الاثناء عينت الحكومة التونسية التي تقودها حركة النهضة أمس مديرا عاما جديدا لجهاز الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية. وقال السبسي في مؤتمر صحفي “ما حصل هو اول عملية اغتيال سياسي في البلاد بعد الثورة. ما حصل منعرج خطير وقد يدفع البلاد لدوامة من العنف والفوضى والاقتتال بين التونسيين. إنه أمر خطير قد لا نخرج منه بسهولة.” واتهم السبسي حركة النهضة بدعم عملية الاغتيال وقال “سقط القناع. ما جرى يأتي ضمن حملة ممنهجة للنهضة التي تحث أنصارها على اقصائنا من الحياة السياسية والاجتماعية بحجة أننا تابعون للنظام السابق”. واضاف ان الاسلاميين يشوهون صورة تونس التي صفق لها الجميع بعد الثورة. وقال السبسي ان اغتيال نقض جاء في سياق حملة عنف ضد كل من يخالف حركة النهضة في الرأي. وقال ان اعضاء من الحزب تعرضوا للضرب في قليبية وتستور كما تعرض مقر الحزب في قصر هلال للحرق. وشدد على ان السبيل الوحيد للخروج من عنق الزجاجة هو الحوار بين جميع اطياف المجتمع التونسي، مضيفا “رغم ما حصل لا سبيل للخروج من المأزق الا الحوار بين الجميع دون استثناء، حتى تعبر البلاد بسلام هذه المرحلة الحرجة”. واستنكر (حزب التكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات) الشريك في الائتلاف الثلاثي الحاكم مؤقتا بقيادة حركة النهضة ذات المرجعية الاسلامية في بيان أمس “الممارسات الصادرة من جماعات تنتمي إلى لجان حماية الثورة بمنطقة تطاوين”. ودعا إلى “تحديد المسؤوليات عن هذه الأحداث في أسرع وقت ممكن”، محملا في بيانه “المسؤولية كاملة لكل من شارك او تسبب في هذا الاعتداء”. كما طالب الحزب المشارك في الحكومة الائتلافية الحالية المؤقتة “جميع مناضلي منطقة تطاوين والناشطين في فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان بالعمل على تهدئة الاوضاع”. من جهته، دان (حزب الاتحاد الوطني الحر) المعارض في بيان ما أسماه بـ”أحداث العنف الهمجي” في تطاوين، والتي اسفرت امس عن وفاة الامين العام للاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري ومنسق حزب حركة (نداء تونس) محمد لطفي نقض وإصابة العديد من الأشخاص الآخرين بجروح. ودعا السلطات المعنية إلى “تتبع الجناة ومحاسبة كل من ثبت ضلوعه في احداث العنف”، محذرا من “خطر الانزلاق الى مستنقع العنف السياسي” الذي قال إنه “لن يفضي الا الى دوامة العنف المضاد”. من جهته، طالب (حزب العمل التونسي) المعارض ايضا بالايقاف الفوري لجميع المذنبين وتقديمهم للعدالة داعيا في بيان مماثل الى “حل جميع رابطات ولجان حماية الثورة” التي اعتبر أنها “أصبحت تمثل خطرا على الحريات العامة والخاصة”. وكانت (حركة نداء تونس) اعتبرت في بيان أصدرته الليلة قبل الماضية عقب اجتماع طارئ لمكتبها التنفيذي ان مقتل المنسق المحلي للحركة بولاية تطاوين محمد لطيف نقض في احداث العنف الاخيرة يعد “جريمة اغتيال نكراء”، محملة وزارة الداخلية وحركة النهضة “المسؤولية”. وأعربت الحركة عن استنكارها الشديد لهذه “الجريمة النكراء”، معتبرة ان ما حصل يوم امس الأول “يمثل هجمة مدبرة ضد مسار الانتقال الديمقراطي، بقصد إدخال البلاد في دوامة العنف الممنهج التي طالما نبهت الحركة الى عواقبها الوخيمة”. من جانب آخر، قالت وزارة الداخلية التونسية في بيان إن حمادي الجبالي رئيس الحكومة وأمين عام حركة النهضة “قرر تعيين عبد الحميد البوزيدي مديرا عاما للأمن الوطني، خلفا لمحمد نبيل عبيد الذي سيسدعى للقيام بمهام أخرى”. والخميس قتل لطفي نقض منسق حركة نداء تونس في ولاية تطاوين خلال مواجهات بين محسوبين على حركة النهضة وآخرين منتمين إلى حركة نداء تونس التي يترأسها رئيس الوزراء السابق الباجي قائد السبسي. واتهم السبسي في مؤتمر صحفي أمس أحزاب الائتلاف الثلاثي الحاكم في تونس بـ”تدبير” عملية “اغتيال” لطفي نقض وحذر من خطورة انزلاق البلاد نحو مستنقع “الاغتيالات السياسية”. ويقول كثير من المحللين إن حزب حركة نداء تونس الذي تعتبره حركة النهضة امتدادا لحزب “التجمع” الحاكم في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، أصبح أهم منافس سياسي للنهضة في البلاد. وقال راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة في تصريحات صحفية مؤخرا إن حركة نداء تونس “أخطر” على تونس من السلفيين المتشددين الذين قادوا عدة أعمال عنف في البلاد. وطالب معارضون بإقالة وزير الداخلية علي العريض القيادي البارز في حركة النهضة، بعد مقتل لطفي نقض. ورأى مراقبون أن علي العريض “ضحى” بمحمد نبيل عبيد الذي كان من أكبر معاونيه، من أجل البقاء في منصب وزير الداخلية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©