الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

المساحة الابتكارية.. «هندسة» المعرفة المكتبية!

المساحة الابتكارية.. «هندسة» المعرفة المكتبية!
13 نوفمبر 2014 23:30
نوف الموسى (الشارقة) الحديث عن المساحة الابتكارية في جعل المكتبة بيئة حيوية، ضمن المناقشات المطروحة في المؤتمر الأول للمكتبات، في معرض الشارقة للكتاب، يعيد بلورة الفهم المعماري والهندسي، في قدرته على صناعة تجربة إنسانية من خلال شخصيات المكان وتفاصيله، فلم يعد الكرسي أو الطاولة أو حتى الجدار، ضروريات في تشكيل المساحة، بل جزءاً من تهيئة تصميم الفراغ، في المساحة نفسها. وجاء عرض باتريك ديتون، المدير المساعد لأماكن التعلم وإدارة رأس المال، عن تجربتهم في في جامعة ولاية كارولينا الشمالية، وتحديداً مكتبة جميس ب. هانت الجديدة، لافتاً وجديراً بالتحليل، حيث يكشف مستقبل المكتبة القائم على هندسة المعرفة، باعتبارها خدمة مكتبية تحقق التواصل الاجتماعي بالدرجة الأولى، وتنقل رواد المكتبة سواء من الطلبة أو المهتمين بالكتاب، إلى المشاركة في تشكيل روح المكتبات المتجددة والمعاصرة. رحلة اكتشاف تستوقف المشارك في جلسة مناقشة «مساحات وخدمات جديدة في المكتبة الأكاديمية»، من أمناء مكتبة وقائمين على العمل المكتبي، الصورة والنماذج العملية لمكتبة جميس ب. هانت، التي عرضها ديتون، وكأنها رحلة اكتشاف لما بعد المفهوم العام للقراءة، يصف فيها ديتون الشكل العام للمكتبة، وأهمية الجدران الزجاجية، ومواقع الكراسي بجانب الإطلالة الخارجية للمكتبة، مستغرقاً في شكل التباحث الذي تم بينهم كمعنيين في صناعة المكان والممولين للعملية، قائلاً: «تنظرون هنا الإطلالة الخارجية، أراها في العديد من مواقع التواصل الاجتماعي، الشباب يعشقون تلك اللمحات، ويعكفون على تصويرها وإرسالها فيما بينهم». موضحاً إسهامات المساحة في تنظيم المكتبة، وتغيير مواقع مكاتب الموظفين، وتأثير اللون في الأماكن المخصصة للألعاب، مضيفاً خلال ذلك أنهم أتاحوا فرصة تناول المشروبات، معلقاً على ذلك: «يجب أن نتيح ذلك لرواد المكتبة، خاصة الفتيان، لنجعلهم جزءاً من الحركة التفاعلية في المكتبة». جدار تكنولوجي السقف في صناعة المكتبات، ووضعية أجهزة العرض والإضاءة ومجسات الصوت، تمثل جانباً مهماً في تقليل المساحة، رغم توضيح ديتون صعوبة تنظيفها، مبيناً تصميم غرف المونتاج، والإنتاج الموسيقي وغيرها، في داخل المكتبة، والتي يعتمدون فيها على شاشات كبيرة موزعة في الغرفة وكأنها جدار تكنولوجي، يتابع فيها المستخدم آليات الإنتاج المرئية أو المسموعة، دون التركيز على شاشة واحدة، ويرى ديتون أنها تسهّل عملية التعلم، وتقلل من زمنية عمل المستخدم للتقنية. وفي حديث مسترسل عن طبيعة شكل الجدار في المكتبات التفاعلية، يوضح ديتون أشكال صناعة الجهاز، والتي يهيئ بعضٌ منها للكتابة عليها، وهي باعتقاده عملية مسلية للطالب. يطرح البحث في عنصر الجدار بوصفه تفاعلياً والسقف باعتباره البنية التحتية لشكل العرض البانورامي في مساحة الغرف والقاعات داخل المكتبة، في مناقشة ديتون إلى المرور باتجاه التصميمات الحديثة للمتاحف، بشكل رئيسي، مشكلاً منافسة نوعية في الصناعة المعرفية عبر دول العالم، إلى جانب إمكانية خوض الفن التشكيلي، ومبدأ التجريد لمفاهيم الشكل والمضمون من خلال فن التصميم، فبالعودة إلى تجربة المعمارية العراقية زها حديد، فإنها تمثل إحدى أهم تجارب فن التجريد الديناميكي أو ما يطلق عليه بالعمارة التفكيكية، في تصميم مواقع معرفية كالمتاحف في المنطقة، ويذكر لزها تجربتها مع دولة الإمارات في الكثير من التصميمات الهندسية النوعية، أبرزها جسر الشيخ زايد، الواقع في إمارة أبوظبي، الذي اتخذ من مبدأ الكثبان الرملية، ماهية تنوع المساحة، إلى جانب تجربة المهندس المعماري التشيلي سميلجان راديتشو، الذي عمد إلى فكرة الإيمان بالعمل ضمن التصميم العصري المرتبط بمفاهيم الطبيعة والتقاليد الثقافية، ويقدم النموذجان، فهماً عملياً لفن التصميم القائم على المعرفة والتفاعل، باعتباره متأصلاً في الطبيعة والتجربة الإنسانية، الداعمة لفن إعادة إنتاج الأماكن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©