نيقوسيا، مدريد (أ ف ب، د ب أ) - يبدو برشلونة المتصدر مرشحاً لتحقيق فوزه الرابع على التوالي هذا الموسم خارج قواعده من أصل أربع مباريات، وذلك عندما يحل ضيفاً على العائد ديبورتيفو لا كورونيا اليوم في المرحلة الثامنة من الدوري الإسباني، فيما يتواجه غريمه ريال مدريد حامل اللقب اليوم أيضاً مع ضيفه سلتا فيجو وهو مثقل بالإصابات.
على ملعب “ريازور”، يسعى برشلونة إلى الاحتفاظ بالصدارة على أقل تقدير عندما يحل ضيفاً على ديبورتيفو الذي لم يذق طعم الفوز على النادي الكاتالوني في المباريات الست الأخيرة بينهما، ويعود انتصاره الأخير على “بلاوجرانا” إلى 26 أبريل 2008 (2-صفر).
ولا يبدو ديبورتيفو في وضع يسمح له بأن يكرر هذا الأمر لأنه لم يحقق سوى انتصار واحد هذا الموسم، مقابل ثلاثة تعادلات ومثلها هزائم، ما جعله يقبع في المركز الثامن عشر برصيد ست نقاط. يذكر أن مسلسل انتصارات برشلونة في الدوري توقف في المرحلة السابقة عند ستة على التوالي بعد أن اكتفى بالتعادل على أرضه مع غريمه الأزلي ريال مدريد (2-2)، ما سمح لجار الأخير أتلتيكو مدريد بأن يلحق بالنادي الكاتالوني إلى الصدارة بعدما حقق بدوره فوزه السادس على التوالي، وهو سيواجه غدا مضيفه ريال سوسييداد قبل أن يواصل الخميس المقبل حملة الدفاع عن لقبه بطلاً للدوري الأوروبي “يوروبا ليج” أمام ضيفه اكاديميكا كويمبرا البرتغالي، حيث سيبحث أيضا عن انتصاره الثالث على التوالي في ثلاث مباريات. أما بالنسبة لبرشلونة، فسيكون اختباره القاري المقبل الثلاثاء المقبل أمام ضيفه سلتيك الاسكتلندي، حيث سيسعى بدوره إلى انتصاره الثالث في مسابقة دوري أبطال أوروبا من أصل ثلاث مباريات.
ومنذ عام 2008 لم يخرج المركزان الأولان بمسابقة الدوري الإسباني عن العملاقين ريال مدريد وبرشلونة. أما آخر فريق نجح في انتزاع لقب البطولة منهما فقد كان فالنسية في عام 2004. لذلك فإن المشجعين المحايدين يطالبون منذ أعوام ببطل جديد لمسابقة “الليجا”، بخلاف ريال مدريد وبرشلونة وهم الآن يأملون أن يتمكن أتلتيكو مدريد بقيادة مدربه دييجو سيميوني من تحقيق هذا الأمر أخيرا. فمع أهداف النجم الكولومبي المتألق راداميل فالكاو، نجح أتلتيكو مدريد في تقديم أفضل بداية له بالدوري الإسباني منذ عام 1995 ليقتسم صدارة ترتيب البطولة مع برشلونة.
ويأمل أتلتيكو أن يظل في مركز الصدارة عندما يلتقي مع ريال سوسيداد غداً، وقال إنريكي سيريزو رئيس أتلتيكو مدريد: “إنه إنجاز بطولي بالنسبة لنا أن نتربع على القمة، فيما نمر به من ظروف” منوها إلى أن ميزانية كل من ريال وبرشلونة السنوية “تزيد بثلاثة أضعاف عن ميزانيتنا”. وأضاف: “خلال السنوات القليلة الماضية كانت المنافسة في مسابقة الدوري مقتصرة على قطبيها، ولكنني آمل ان يتغير هذا الوضع الآن من أجل مصلحة الكرة الأسبانية”.
وأشاد سيريزو بمدربه سيميوني مؤكداً أن المدرب الأرجنتيني: “أدخل عقلية الفوز بالفريق، وأصبح اللاعبون يخوضون كل مباراة الآن وهم مقتنعون بقدرتهم على الفوز فيها”. وعندما سئل عن شائعات اهتمام ريال مدريد بمهاجم أتلتيكو الكولومبي فالكاو رد سيريزو قائلاً: “إنه سعيد جداً هنا والجماهير تحبه. إنه ينتمي إلى أتلتيكو”.
وعلى ملعب “سانتياجو برنابيو”، يدخل ريال مدريد الذي يتخلف بفارق 8 نقاط عن ثنائي الصدارة، إلى مباراته وضيفه سلتا فيجو اليوم وهو مثقل بالاصابات التي قد تحرمه من خدمات سبعة من لاعبيه الـ 19 الذين شاركوا مع منتخبات بلادهم في التصفيات المؤهلة لمونديال البرازيل 2014، ودفع هذا الواقع الصحف الإسبانية إلى اعتبار أن ريال مصاب بـ “فيروس الفيفا” لأنه سيفتقد بعض العناصر الأساسية، مثل الفارو أربيلوا والبرتغالي فابيو كوينتراو والبرازيلي مارسيلو الذين اصيبوا مع منتخبات بلادهم، كما يحوم الشك حول مشاركة الألماني سامي خضيرة والفرنسي كريم بنزيمة والأرجنتيني جونزالو هيجواين الذين تعرضوا لإصابات طفيفة مع منتخبات بلادهم، ومن المرجح أن يريحهم المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، خصوصاً أن بانتظار فريقه مباراة صعبة الأربعاء المقبل ضد بوروسيا دورتموند الألماني في دوري أبطال أوروبا.
وقد يضطر مورينيو إلى إشراك لاعب الوسط الغاني ميكايل إيسيان في مركز الظهير، كما أن هناك امكانية أن يحظى الشاب ناتشو فرنانديز بفرصة خوض مباراته الأولى كأساسي هذا الموسم باللعب في مركز الظهير الأيسر.
وفي المباريات الأخرى، يلعب اليوم ملقة مع بلد الوليد، وفالنسية ثالث الموسم الماضي وصاحب المركز الرابع عشر حاليا مع اتلتيك بلباو. ويواجه مدرب أرجنتيني آخر وهو ماوريسيو بيليجرينو تهديد الإقالة من تدريب فالنسية الذي يستضيف أتلتيك بلباو اليوم، حيث يحتل فالنسية المركز 14 بترتيب الدوري الإسباني. ودافع ديفيد ألبيلدا قائد فالنسية الأربعاء الماضي عن مدربه الذي كان زميلا له بصفوف فريق فالنسية الناجح قبل عقد مضى. وقال ألبيلدا: “سيكون من الظلم أن نلقي بكل اللوم على بيليجرينو، فاللوم على وضعنا الحالي يتحمله الجميع، علينا الآن أن نتحد أكثر من أي وقت مضى”.
وفي مباريات الغد يلتقي خيتافي مع ليفانتي وغرناطة مع سرقسطة وأوساسونا مع بيتيس وإسبانيول مع رايو فاليكانو. ويحتل إسبانيول المركز الأخير بترتيب الدوري الإسباني حالياً، وإذا خرج الفريق من مباراته أمام رايو بأي نتيجة أخرى غير الفوز، فقد يعني هذا أن ماوريسيو بوكيتينو سيكون أول مدرب يقال في الدوري الأسباني هذا الموسم.
وقال الأرجنتيني بوكيتينو: “الجميع يعرفون موقفنا الحالي، الأمر الوحيد الذي يمكنه أن يمنحنا بعض الثقة والهدوء هو أن نلعب جيدا ونحرز ثلاث نقاط”. وتختتم المرحلة بعد غد بلقاء اشبيلية مع ريال مايوركا.
من جانبه أكد تيتو فيلانوفا المدير الفني لنادي برشلونة الإسباني لكرة القدم أمس، أن فريقه لم يقم بتسجيل شريط فيديو يجمع التدخلات الخشنة للبرتغالي بيبي مدافع ريال مدريد ضد لاعبي الفرق الأخرى. وقال فيلانوفا في مؤتمر صحفي: “لا يوجد فيديو لأي لاعب، لم نفعل ذلك من قبل، نقوم بتسجيل مبارياتنا، ولكننا لا نسجل فيديوهات للاعبين بأعينهم”.
وكانت إشاعة حول وجود فيديو “مناهض لبيبي” أنتج في برشلونة ويحوي جميع الأخطاء التي ارتكبها المدافع البرتغالي لريال مدريد، قد أثارت جدلاً واسع النطاق في إسبانيا أمس الخميس حول حقيقة وجوده والمسؤولية عن إعداده. وأكدت محطة “راديو كتالونيا” الأربعاء الماضي، أن برشلونة لديه فيديو في مقر النادي “بالسلوكيات غير الرياضية” للاعب ريال مدريد، لا سيما مع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي.
وبحسب المحطة الإذاعية، يفترض أنه تم إعداد الفيديو في الموسم الماضي بناء على طلب من جوسيب جوارديولا المدير الفني السابق للفريق. لكن برشلونة أكد أنه “ليس لديه علم” بذلك الفيديو، بحسب ما قاله بير جراتاكوس نائب رئيس النادي الكتالوني، الذي أضاف أن العلاقات مع ريال مدريد الآن “جيدة للغاية”.
بدوره، دافع النادي الملكي عن لاعبه، وشكك قائد الفريق إيكر كاسياس في أن يقوم ناد مثل برشلونة بإعداد فيديو يتضمن مثل هذا المحتوى. وصرح كاسياس في حدث دعائي: “سيدهشني أن يكون برشلونة قد نفذ تلك النوعية من التسجيلات، أتفهم أن يعده لمراقبة المنافسين، لكن ذلك (فيديو بيبي) لا يتفق مع ناد مثل برشلونة”.
وأكد ميجل بارديزا المدير الرياضي لريال مدريد أيضاً أن “بيبي لاعب استثنائي ويتمتع بشجاعة كبيرة”. وأضاف: “إنه لاعب يؤدي دائماً في إطار القواعد، لا يستحق أي نوع من الملاحقة، فهو لاعب يقدم كل ما لديه من أجل ناديه. لم أر من قبل أمراً شبيهاً، وريال مدريد لم يفعل قط شيئاً كهذا”.
ودخلت الصحافة المدريدية والكتالونية في مواجهة بسبب هذا الأمر. وأكدت صحيفة “سبورت” التي تصدر في برشلونة: “ذلك الفيديو، الذي لم يكشف عنه بعد، سيعني شاهد إدانة في أي محاكمة شعبية للاعب الأكثر عنفاً في العقد الأخير”. في المقابل، هاجمت “أس” التي تصدر من العاصمة، جوارديولا قائلة إن الأمر “يعكس هوساً مرضياً بلاعب ويبتعد كثيراً عن الأجواء المسالمة التي رغب دائماً في إحاطة نفسه بها، وإحاطة ناديه أيضاً بها”.
عدد اليوم
