الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الهادي آدم.. أسير «أغداً ألقاك»

الهادي آدم.. أسير «أغداً ألقاك»
13 نوفمبر 2014 20:55
القاهرة(الاتحاد)كانت قصيدة «أغداً ألقاك»، محطة في مسيرة أم كلثوم وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب الذي لحن الأغنية. فإنها تمثل حياة كاملة للشاعر الكبير الهادي آدم الذي له مجموعة كاملة تضم كل أعماله الشعرية «كوخ الأشواق» و«نوافذ العدم» و«عفواً أيها المستحيل»، ومن بين أعماله أيضاً مرثيته للزعيم الراحل جمال عبدالناصر، التي تعتبر من القصائد الجميلة، وهي بعنوان «أكذا تفارقنا». يذكر أن قصيدة «أغداً ألقاك» اختارتها سيدة الغناء العربي أم كلثوم من بين عشرات القصائد التي قدمت لها إبان زيارتها للسودان في عام 1968، لتغني لمصلحة المجهود الحربي بعد النكسة في عام 1967 في إطار جولتها في عدد من الدول العربية،. وقررت وقتها أن تغني لعدد من شعراء الدول العربية ومن بينها السعودية ولبنان، وعندما زارت السودان استقبلت استقبالاً رائعاً، ولذا اتخذت قراراً بأن تقدم شعراء السودان. وبدأت تبحث في الشعر السوداني، ووقع اختيارها على قصيدة «الغد» من ديوان «كوخ الأشواق» للهادي آدم، وحولت اسمها إلى «أغداً ألقاك» لغنائها. ولكن تأخر تقديم القصيدة بسبب ظروف وفاة الرئيس جمال عبدالناصر في سبتمبر 1970 حتى غنتها أم كلثوم في مايو عام 1971 في مسرح سينما قصر النيل، وكان يوماً بهيجاً للجمهور العربي من المحيط إلى الخليج. ورغم سعادة الشاعر السوداني الراحل، بهذا العمل، فإنه لم يتوقع أن تصبح حياته أسيرة هذه القصيدة، فرغم دواوينه الثلاثة التي تضم أكثر من مئة قصيدة كتبت منذ أربعينيات القرن الماضي وحتى نهاية التسعينيات، لم يغن أحد من الفنانين السودانيين أياً من قصائده، ولم يتناولها النقاد بالقدر الكافي من الاهتمام أو الدراسة. لعنة ومطاردة وظلت لعنة «أغداً ألقاك» تطارده طيلة حياته وبعد مماته أيضاً، فقد منح وسام الجمهورية الذهبي بسببها، وكذلك كرمته السفارة المصرية بالخرطوم قبل رحيله بفترة قصيرة، وعندما فارق الدنيا نعته الصحف ووسائل الإعلام العربية بـ «رحل صاحب أغداً ألقاك»، وتم التركيز على القصيدة ومناسبة غنائها، الأمر الذي غدا معه الهادي آدم وكأنه سجين هذه الأغنية وأم كلثوم معاً. كادر// على شاطئ النيل الأزرق الهادي آدم الذي توفي في ديسمبر 2006، عن عمر يناهز 80 عاماً، ولد في قرية أصبحت مدينة الآن هي قرية الهلالية على شاطئ النيل الأزرق جنوبي الخرطوم وتابعة للجزيرة، وهي بيئة زراعية تجارية، والمؤكد أن الإنسان يتأثر بمسقط رأسه وموطنه، والبيئة التي نشأ فيها أهلها أناس بسطاء طيبون يحرصون علي الرزق الحلال في الزراعة والتجارة ويؤازرون ويشاطرون بعضهم بعضاً الأفراح والأحزان، ويعتبرون كل من ينتمي إليهم جزءاً لا يتجزأ منهم، ودرس الهادي آدم في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة ثم بكلية التربية بجامعة عين شمس، وتدرج في العديد من المناصب في مجال التعليم بالسودان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©