الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

روما.. متحف فني ينبض بالحياة

روما.. متحف فني ينبض بالحياة
27 يناير 2015 23:35
بسام عبدالسميع (روما) عندما تحط بك طائرة الاتحاد للطيران في مطار ليوناردو دافنشي الدولي «فيوميتشينو» بالإيطالية، تشعر للوهلة الأولى أنك تعايش التاريخ عبر الشوارع والجدران.. فكل مبني وشارع يشكل لوحة فنية حية تنبض بالتاريخ والحياة. فالعاصمة الإيطالية روما، متحف فني متنوع في لوحاته وأزمانه، ويسرد عبر فناني عصر النهضة حكايات وأساطير. بدأت جولتنا السياحية في روما، التي استغرقت 5 ساعات، من فيا فينيتو «منطقة الفنادق» إلى مدرج الكولسيوم الذي يشكل أبرز البصمات الرومانية، الذي لايزال على حاله منذ أكثر من 3 آلاف سنة، وخارج هذا المسرح الضخم يوجد حائط يروي تاريخ الإمبراطورية الرومانية التي اجتاحت العالم. وتقدم روما مائدة متنوعة من التاريخ والآثار والتحف الفنية، وبها طرز معمارية تحكي قصصاً وحكايات، فالشوارع ضيقة ومرصوفة بحجارة البازلت السوداء معظم الأحيان. فروما.. ليلها كنهارها، حياة مفعمة بالحركة في ازدحام سير لا يهدأ، هي المدينة الخالدة المليئة بالمعالم والآثار العظيمة، ومركز لأعظم الحضارات، حيث تضم القصور الرائعة والكنائس القديمة والكاتدرائيات والآثار الرومانية والتماثيل والنافورات. المعالم السياحية تقع روما في وسط أوروبا وتتسم بتقارب المعالم السياحية وتضم عشرات المواقع والأبنية التي تعود إلى عصر القياصرة الذهبي ابتداء من الكامبيدوليو (أو الكابيتول هيل)، المتربع على تلة، وكان مقراً للحكومة المدنية منذ ظهور روما، التي أدخل عليها فنان عصر النهضة الأشهر مايكل أنجلو (1475 ـ 1564)، لمساته عبر إعادة تصميم الساحة والواجهات الرخامية البارعة للقصور الثلاثة الموجودة هناك. وروما عاصمة إيطاليا منذ عام 1871 وأكبر مدنها وتقع على ضفاف نهر التيفيري، ويقدر عدد سكانها بنحو 2,8 مليون نسمة، وسميت بذلك نسبة إلى الرومان وكانت المدينة في العصور القديمة عاصمة ا?مبراطورية الرومانية. وتحتضن روما، دولة الفاتيكان، أصغر دولة في العالم، وتضم أيضاً مقر منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» والصندوق الدولي للتنمية الزراعية وبرنامج الأغذية العالمي. السلالم الإسبانية وفي قلب مدينة روما القديمة يمكن للزائر مشاهدة «بياتسا دي إسبانا» منطقة السلالم الإسبانية وتتكون من 138 سلماً إسبانياً، حيث تستقطب هذه المنطقة كافة زوار روما، وتشكل مركز التقاء للحضارات والثقافات المتعددة التي يشكلها السياح وسكان المدينة أيضاً. وتم بناء هذه السلالم، ما بين سنوات 1723-1725 في روما وسميّت بالسلالم الإسبانيّة لأنها تشبهها، وتشكل جزءاً من متحف روما المكشوف المكوّن من بنايات وسلالم ونوافير عريقة. وجمعت هذه السلالم الكثير من الفنانين والكتّاب والشعراء على مر السنين، وشكلت ملتقى حضارات عديدة، وتمتاز بموقعها بين الفنادق والمنازل وخلفيتها الكنسية، ومصبها في ساحة نوافير الباباوات. نافورة الأمنيات وبالقرب منها تقع نافورة «تريفتي»، أشهر نافورة في روما، وأكبرها حجماً، وقد بنيت على طراز معماري خاص ويقصدها السياح من مختلف دول العالم ويرمون فيها النقود والأمنيات، فسميت نافورة الأمنيات أيضاً، أو نافورة الحظ. وما عليك سوى إلقاء قطعة مالية معدنية في مياهها لتضمن زيارة ثانية إلى روما بحسب الأسطورة، كما أنها تقع في وسط المدينة بمحاذاة من المحال التجارية والمقاهي. ويتم تنظيف نافورة الأمنيات أسبوعيا وتُجمع النّقود منها للتّبرع بها للفقراء، وتمتاز ببنائها العريق وتماثيلها وشلالاتها الصغيرة التي تملأ بركة الأمنيات بمياه زرقاء صافية. الموضة والأزياء تشتهر روما بمكانة عالمية في عالم الموضة والأزياء، فشوارع التسوق منتشرة في أرجاء روما التي تميزها البوتيكات الصغيرة خلافاً للنمط الأوروبي للتسوق والقائم على المراكز التجارية الضخمة. وفي الطريق تلتقي بمعبد الآلهة «البانثيون»، الذي يعد من أشهر المعالم السياحية في روما، وأشهر المعابد العالمية أيضاً، والذي لم يتعرض لتغييرات عبر التاريخ. وللبانثيون قبّة كبيرة جداً بنيت قبل 2000 عام وتتوسطها فتحة دائرية تدخل أشعة الشمس عبرها إلى المعبد، وكان يُدفن فيه الملوك والزعماء ومشاهير إيطاليا، منهم الملك فيكتور إيمانويل ورسام عصر النهضة رفائيل سانزيو، فأصبح مدفن العظماء والأبطال في إيطاليا. ومن أهم الأسواق في روما شارع فيا كوندوتي الذي يعد من أهم شوارع للتسوق لاحتوائه على محال ودور أزياء شهيرة في عالم الموضة، مثل دار غوتشي وبولجاري وبرادا وهيرميس وفيراجامو وأرماني وتروساردي وفالنتينو، وغيرها من الأسماء الكبرى في عالم الأزياء ولكنه لا يناسب إلا الفئات الأعلى دخلاً لارتفاع أسعار معروضاته. وعلى مقربة من سوق كوندوتي يقع شارع فيا بورجونيوما، الذي يضم أشهر الماركات الإيطالية، حيث تجد فيه محلات كبيرة تحمل تواقيع أشهر المصممين أمثال دولتشي اند غابانا وفيندي وفيري وجيفانشي وفيرساتشي. أما شارع فيا ديل كورسو فيناسب الفئات ذات الدخل المتوسط ويشكل الوسط التجاري في روما ويضم محلات عديدة ومتنوعة، فيما يشكل شارع فيا كولا دي رينزو السوق الأنسب للطبقات العادية حيث الأسعار المنخفضة لبضاعة جيدة إيطالية الصنع، ويشتهر هذا الشارع بانتشار عدد كبير من محلات بيع الأحذية تواكب صيحات الموضة العصرية. وفي الطريق، يقع شارع أوتافيانو، وتجد فيه محلات لبيع الألبسة التي تناسب جميع الميزانيات منها الغالية ومنها الرخيصة، أما شارع فيا دي كوروناري فيضم المحال المختصة ببيع القطع الأثرية، فيما يختص فيا مارجوتا بالتحف الفنية القديمة. ويختص شارع فيا بوكا دي ليون بوجود مجوهرات فريدة في التصميم، أما فيا نازيونالي فهو المكان الذي يقصده الإيطاليون للتسوق حيث تتوفر كل الاحتياجات بأسعار رخيصة وجودة عالية، أما فيا دي جيوبوناري فيشتهر بوجود الكثير من البضائع بأسعار زهيدة، وتجد فيه الأحذية والثياب الرسمية. المسرح الروماني بعد الانتهاء من 12 شــارعاً تجارياً متنوعاً في روما القديمة تلتقي «الكولوسيوم» أو المسرح الروماني أشهر معالم روما، هذا المبنى الضخم الواقع في قلب المدينة بناه الإمبراطور «تيتوس» عام ثمانين ميلادية وخصصه لألعاب الإبهار الدموية كمصارعة المقاتلين حتى الموت، ومقاتلة أسرى الجيوش الرومانية للوحوش البرية أمام الجمهور. ويتسع «الكولسيوم» لأكثر من ثمانين ألف متفرج وكان المبنى مسرحاً للكثير من القصص الدموية، حيث كان المصارع المهزوم يقتل أو يرمى للوحوش الضارية أمام تهليل الجمهور. ويقع متحف ليوناردو دافنشي في قلب روما القديمة حيث يبعد نحو مئات الأمتار من شوارع التسوق ويضم المتحف تاريخ إبداعات دا فينشي، والذي كان موسوعياً ينتمي إلى عصر النهضة حيث كان رساماً، مهندساً، عالم نبات، عالم خرائط، جيولوجياً، موسيقياً، نحاتاً، معمارياً وعالماً إيطالياً مشهوراً. ويعد دافنشي رجلاً عبقرياً يرجع إليه الفضل في نهضة أوروبا، فقد جسد روح عصره ما أدى ذلك إلى اكتشاف كبار نماذج التعبير في مختلف مجالات الفن والمعرفة. ويعتبر أحد أعظم عباقرة البشرية ربما عبقريته التي ميزته أكثر من أي شخصية أخرى، كانت بمثابة التجسد الإنساني المثالي لعصر النهضة، وكثير ما وُصف دافنشي باعتباره رمزاً لرجل عصر النهضة، ورجل ذو «فضول جامح» وصاحب «خيال إبداعي». وكان ليوناردو في أسلوبه وإبداعه يخلق رسومات تلامس الأحاسيس والذكريات، حيث ابتدع أسلوباً في الرسم يجمع ما بين الرسم الأساسي والخلفية التي كانت مشهد تعبر عن بعد خيالي من أطلال حجارة ومشاهد معركة. «العشاء الأخير» و«الموناليزا» أسلوبه المبدع كان ظاهراً بشكل أكبر في لوحة «العشاء الأخير»، حيث قام بتمثيل مشهد تقليدي بطريقة جديدة كليا. اشتهر دافنشي بالتحفة الفنية «الموناليزا» التي جعلت منه مشهوراً على مر القرون، وتعتبر هذه اللوحة الأكثر شهرة في العالم. * كادر/ دراجات السكوتر إحدى قاعات متحف ليوناردو دافنشي في قلب روما القديمة والذي يضم تاريخ إبداعات ليوناردو دي سير بيرو دا فينشي (المولود في أبريل 1452- والمتوفي في مايو 1519). أسطورة تأسيس المدينة تقول الأسطورة إن روما تأسست على يد رومولوس، في عام 1400 قبل الميلاد، بمساعدة أخيه ريموس، اللذين كانت أمهما ريا سليفيا كاهنة في معبد الإله فيستا إله الموقد، وفي يوم كانت ذاهبة إلى بستان الإله فظهر لها في هيئه بشرية واغتصبها وكاهنات المعبد عذراوات فسجنت ووضع الطفلان في صندوق وألقي بهما في النهر حتى استقر الصندوق على الشاطئ فرأتهما ذئبة كانت قد وضعت فأرضعتهما. وفي لحظة غضب، قتل روملوس أخاه ريموس ونصب نفسه أول ملك على مدينة روما وبعيداً عن صحة الأسطورة، فالثابت تاريخياً أن المدينة تأسست في الألفية الأولى قبل الميلاد وتطورت من قرية صغيرة إلى دولة. المطبخ الإيطالي يشكل تناول الطعام الإيطالي علامة رئيسية في حياة زائر إيطاليا، التي غالبا ما تبدأ بـ «انتي باستي» التي تكون عبارة عن بروكيتا «قطعة من الخبز المحمص ومدهونة بزيت الزيتون والثوم والملح وقطع طماطم صغيرة الحجم»، وبعدها تتناول طبقا كبيرا من الباستا بنكهات وصلصات مختلفة، وينتهي بك المطاف بفنجان من القهوة. كما يتذوق السائحون «الآيس كريم» الإيطالي الشهير مثل التارتوفو من محلات جيوليتي التي تعد بين أفضل الأماكن في روما. ويعتمد المطبخ الإيطالي على المواد الطازجة لذا يصعب التمتع بالأكل الإيطالي الأصيل خارج إيطاليا لعدم توفر المواد المطلوبة وللتعديلات الكثيرة التي يدخلها بعض مدعي الاختصاص. وتتكون وجبة الأكل في إيطاليا من طبقين، الأول يحتوي على المعجنات مثل السباجيتي أو المعكرونة وأصنافها المتنوعة، والثاني يشتمل على اللحم أو الدجاج أو السمك ويجري تحضير تلك الأصناف بطريقة بسيطة. ويعتبر الطعام الإيطالي صحيا لأنه يركز على استعمال زيت الزيتون والأصناف البحرية والأعشاب العطرية، كما أنه كثير التنوع حسب المناطق والأقاليم. فندق جميرا فيا فينيتو يقع فندق جميرا جراند فيا فينيتو في قلب روما التاريخية بمنطقة فيا فينيتو المميزة، ضمن فيلتين محدثتين ومجددتين من القرن التاسع عشر، وقد تم ربطهما ببراعة لخلق تحفة فنية عصرية ويعتبر الفندق الوجهة المثالية لأي نشاط أو استراحة في مدينة روما. ويتضمن فندق جميرا جراند فيا فينيتو 116 جناحاً وغرفة فسيحة تزدان بديكور جميل وأثاث مشغول يدوياً مستلهم من عشرينيات القرن العشرين، وتنبعث من هذا الفندق ذي الخمس نجوم فخامة مهيبة من خلال تشكيلته الأسطورية من الأعمال الفنية لبيكاسو ودالي وجاتوسو.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©