السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الصحة» تطبق وصفة طبية جديدة لمراقبة صرف الأدوية المخدرة

«الصحة» تطبق وصفة طبية جديدة لمراقبة صرف الأدوية المخدرة
19 أكتوبر 2012
(دبي)- أصدرت وزارة الصحة، وصفة طبية جديدة للمراقبة والتحكم في صرف الأدوية المخدرة والمؤثرة عقليا والمراقبة، بالتعاون والتنسيق مع الجهات المحلية المعنية، بحسب الدكتور أمين حسين الأميري وكيل الوزارة المساعد لشؤون الممارسات الطبية والتراخيص. وقال الأميري، في تصريح لـ “الاتحاد”، أمس على هامش المؤتمر الخليجي الأول حول دور الصيدلي في الصحة النفسية في دول مجلس التعاون الخليجي، “تتضمن الوصفات الجديدة التي بدأت الوزارة تطبيقها فعليا، جميع البيانات والمعلومات التي تؤدي إلى منع التلاعب والتحايل من أي طرف من الأطراف، سواء المريض أو الصيدليات أو المعالج في بعض الأحيان”. وأضاف “بناء على الوصفات الجديدة طورت الوزارة معايير المراقبة لهذا النوع من الأدوية الذي قد يستغله البعض للإدمان، حيث اختلفت المعلومات التي تطلبها الوزارة، كما اختلف أسلوب المراقبة لعملية الصرف”. ولفت إلى أنه تتم حاليا مراجعة الوصفات الطبية للأمراض النفسية وخاصة الأدوية المراقبة، قبل صرف دفتر وصفات جديد للطبيب، للتأكد من صدقية البيانات واكتمالها وكمية الأدوية المصروفة للمريض. وكشف الأميري، أن الوزارة اكتشفت مؤخرا مجموعة من الممارسات الخاطئة في المراكز العلاجية للأمراض النفسية، إلا أنه فضّل عدم الإفصاح عن طبيعة ونوعية تلك الممارسات. ونوه إلى أن الوزارة وجهت إنذارات لتلك المراكز وتمت متابعة امتناعهم عن تلك الممارسات. ولفت إلى أن سوء استخدام الأدوية التي تصرف بوصفة طبية هو مصدر قلق متزايد للصحة العامة في جميع أنحاء العالم، حيث إن الأدوية عموما والمهدئة والمخدرة على وجه الخصوص وجدت لعلاج حالات بعينها. وأكد أن إساءة استخدامها أو استخدامها من دون دواع علاجية له عواقب وخيمة على صحة مستخدمها وعلى المجتمع. وكان افتتح المؤتمر الدكتور سالم عبد الرحمن الدرمكي وكيل وزارة الصحة بالإنابة في فندق جي دبليو ماريوت بدبي، صباح أمس الخميس، بحضور الدكتور أمين حسين الأميري وكيل الوزارة المساعد لشؤون الممارسات الطبية والتراخيص، والدكتور محمود فكري وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون السياسات الصحية، والدكتور محمد الحيدري نائب مدير المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي رئيس قسم التسجيل الدوائي المركزي. وتنظم إدارة التسجيل والرقابة الدوائية في قطاع الممارسات الطبية والتراخيص بوزارة الصحة المؤتمر الخليجي الأول حول دور الصيدلي في الصحة النفسية، بدول مجلس التعاون الخليجي بالتعاون مع شركة L NDBECK. ويقام المؤتمر تحت رعاية معالي عبد الرحمن محمد العويس، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وزير الصحة بالإنابة، وتستمر فعاليات المؤتمر حتى مساء امس الجمعة تحت شعار “تحديات تواجه مرضى الاضطرابات النفسية في دول مجلس التعاون الخليجي”. ويشارك في المؤتمر متخصصون من الدولة بمختلف القطاعات الصحية الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص ومن دول مجلس التعاون الخليجي، وتتناول جلساته العلمية العديد من القضايا والمواضيع التي تتعلق بالصحة النفسية ودور الصيدلي فيها، بحضور (200) مشارك. وأكد الدكتور سالم الدرمكي، في كلمته بافتتاح المؤتمر، أهمية دور الصيدلي في مجال الممارسات الطبية، لافتا إلى أن الوزارة تستهدف دائما العمل على تطوير أداء وقدرات الكوادر الطبية والفنية العاملة في المرافق الطبية والصحية المختلفة. وأشار إلى أن الصيدلي يقوم بدور هام وحيوي مكمل تماما لدور الطبيب الهادف إلى تحقيق رعاية المريض وعلاجه بالشكل المناسب. وقال الدكتور أمين حسين الأميري وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الممارسات الطبية والتراخيص، رئيس المؤتمر: إن موضوع المؤتمر يضعنا أمام موضوع حيوي يرتبط بصحة وسلامة الأفراد والمجتمع في دول مجلس التعاون الخليجي”. ويناقش المؤتمر، التحديات التي تواجه مرضى الاضطرابات النفسية ودور الصيدلي الفاعل، ضمن فريق الرعاية الصحية في تذليل هذه التحديات وفي تعزيز الصحة النفسية بين أفراد مجتمعاتنا. وأكد الأميري، أنه لا “صحة” من دون صحة نفسية سليمة، فمعدل الإصابات بالأمراض النفسية كالاكتئاب مثلا قد تضاعفت في العقد الأخير”. وأشار إلى أن وزارة الصحة حرصت على تنظيم هذا المؤتمر بالتعاون مع المكتب التنفيذي لوزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي، والهيئات الصحية والمؤسسات التعليمية. ووفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية للصحة النفسية، فإن هناك أكثر من 450 مليون شخص يعانون من الاضطرابات والمشاكل النفسية في العالم، وأكثر من 150 مليون شخص يعانون من الاكتئاب. وحسب توقعات المنظمة سيكون الاكتئاب واحدا من أكبر المشاكل الصحية في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2020. ويوجد أكثر من 40 مليون شخص يعانون من الصرع و24 مليونا من مرض الزهايمر على مستوى العالم. وتطرق الأميري، إلى العواقب والآثار العميقة لهذه الأمراض على الأسر المتضررة منها، ومقدمي الرعاية الصحية والمجتمع ككل، بالإضافة إلى الآثار السلبية لهذه الأمراض على اقتصاديات الدول خاصة المتقدمة منها. ولفت الأميري إلى أنه يمكن علاج معظم أمراض الاضطرابات النفسية على نحو فعال، وخاصة عند التشخيص المبكر. وأشار إلى أهمية دور الصيدلي وممارسي الرعاية الصحية في توعية أفراد المجتمع والمرضى بأن الأمراض والاضطرابات النفسية مثل غيرها من الأمراض، تحتاج إلى خطة علاجية ورعاية ومتابعة وليست وصمة عار للمريض أو عائلته. وقال الأميري، إن “وزارة الصحة الإماراتية وضعت استراتيجية ديناميكية واضحة تعتمد على التعاون والتنسيق مع جهات وهيئات حكومية، وخاصة من أجل تعزيز الاستخدام الرشيد والآمن للدواء ومكافحة سوء استخدام الأدوية عموما والمهدئة والمخدرة على وجه الخصوص”. وأضاف “أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى زيادة الوعي بين جميع فئات المجتمع حول الاستخدام الأمثل للدواء وعواقب سوء الاستخدام، وعلى تجويد الرقابة، ومكافحة سوء الاستخدام بين الطلاب وأفراد المجتمع، ومكافحة تسريب الأدوية المراقبة”. وأكد على دور الصيدلي المحوري والفاعل في تنفيذ محاور هذه الاستراتيجية، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة من أجل حماية أفراد المجتمع من عواقب سوء استخدام هذه الأدوية. ونوه الأميري، إلى الجهود التي ساهمت أو تساهم في تعزيز دور الصيدلي في برامج الصحة النفسية والاستخدام الآمن للدواء، وفي الحفاظ على صحة المجتمع في دول مجلس التعاون الخليجي. وكانت الجلسات العلمية للمؤتمر قد بدأت بمناقشة التحديات الحالية وتحسين دور الصيادلة في الصحة العقلية وإدارة الرعاية للمرضى، لضمان الإدماج الكامل للصيادلة في إدارة مجال الصحة العقلية، وتبادل المعرفة والخبرات بين الصيادلة في دول مجلس التعاون الخليجي (GCC)، لتوفير خدمات الرعاية الصيدلانية ذات الجودة في إدارة الصحة النفسية الدوائية. وأوضحت الدكتورة علا الأحدب الخبير الدوائي في إدارة التسجيل والرقابة الدوائية بوزارة الصحة، رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، أن المؤتمر يقدم 12 ساعة تعليم طبي مستمر للمشاركين فيه. واعتبرت أن المؤتمر يعد من المؤتمرات العلمية الهامة التي تعقد لأول مرة في المنطقة، ويتناول موضوعا حيويا من خلال العديد من أوراق العمل والمشاركات العلمية لخبراء ومتخصصين. وتحدث الدكتور محمد الحيدري نائب مدير عام المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول التعاون الخليجي، مثمنا جهود الإمارات ووزارة الصحة في اقامة هذا المؤتمر، وداعيا إلى مزيد من التنسيق والتعاون من أجل ترسيخ الدور الهام للصيدلي في إتمام علاج وشفاء المرضى. وأكد ضرورة إلقاء مزيد من الضوء على دور الصيدلي في تحقيق الرعاية الصحية الشاملة، بما فيها رعاية المرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسية. وقال الدكتور محمد يوسف بني ياس نائب مدير جامعة الإمارات، مدير الشؤون الأكاديمية استشاري علاج التسمم في مستشفى توام، إن المجتمعات في حاجة إلى مزيد من التثقيف وزيادة الوعي حول الاضطرابات النفسية التي تصيب البعض حتى لا يكون هناك حرج في مواجهتها والتصدي لها من خلال تعاون كافة أفراد المجتمع. ولفت إلى أن الصيدلي يقوم بدور كبير في نشر الوعي والمعرفة المتعلقة بالوصفات الدوائية وكيفية استخدامها، مشيرا إلى أن التحدي الأكبر الذي يواجه القطاع الصحي، هو الجهل بطبيعة الاستخدامات المختلفة للأدوية خاصة المتعلقة بالصحة النفسية. وذكر أن جامعة الإمارات تعتمد عدة برامج متخصصة تهتم بمثل هذه المواضيع مثل برنامج التدريب السريري في الطب النفسي، ودبلوم الفحص النفسي، وماجستير علم النفس السريري.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©