الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«نهائي طين»

27 يناير 2011 22:44
سبحان الذي خلق الإنسان من طين وجعل نسله من سلالة من ماء مهين، هي قاعدة خاصة يجب التأكيد عليها لكل من يخالجه الغرور أو يصاب بداء العنصرية أو يشعر بأنه أفضل من غيره. اليوم اكتب عن نهائي آسيا غدا والذي يجمع اليابان ممثلنا مع استراليا الضيف الجديد الذي يبهر الكرويين بحضوره ويعتبر إضافة جديدة لمن يعشق التحدي ويتطلع لمعانقة المجد. مع دولة كهذه تستطيع أن تتشارك معها في الكثير من الجوانب المعنية بالمستقبل. لكن مقالي هذه المرة مختلف، بدأتها “بطين” وسأختتمها “بطين” ويبدو أن هذه البطولة الآسيوية “مطينة بستين طينة” في مثل يردده الأشقاء المصريين للأمور التي لا تتحسن اطلاقا، ولم اذكر الطين إلا وأنا وجدت نفسي ومن معي وسيارتنا في هذا الطين فسألتهم مالذي يحدث فقيل لي بصوت واحد: “جدة غير”. لقد اجبرت أن ابعث هذا المقال متأخرا عن موعده المعتاد بعد أن احتجزت مساء امس وعائلتي بين نهرين فالسيل من شرقنا والبحر من غربنا وتحولت من باحث عن الزاد الى طارق بن زياد. عموما هذه البطولة الآسيوية ومع حبنا للقائمين عليها اصابتنا بالملل بدأت بخروج المنتخبات التي تخصنا وانتهت بمن ليس لنا فيهم من يستحق ان نشجعه وتحولت مواعيد برامجنا ومسابقاتنا ومشاويرنا مرتبطة بها حتى اعتقدنا انها لن تنتهي. لقد خلص الكلام عن البطولة وكل العبر والشواهد التي حدثت فيها ستصبح لدى “ربعنا” نسيا منسيا، بل وسيتجاهلها الجميع وكأنها لم تمر بهم واذا كنت صادقا معكم ومخلصا لكم فانه من واجبي أن اكرر حرصي على أن الكرة القطرية التي يفترض أن تكون مستقبلنا المونديالي، والكرة الإماراتية نظير الجهود التي تبذل والفكر المتفتح للقائمين عليها، والكرة السعودية فهي الحب الذي اشرق في شرق القارة منذ ما يزيد عن ربع قرن وتحول الى واجهة الاحداث المونديالية للاستفادة من هذه التجربة المريرة من بطولة كانت من المفترض ان تشهد حضورهم فتميزت بغيابهم، بطولة كانت موعدهم فاخلفوه وخالفوه. اما عن اليابان فإنها بالتأكيد ستصطدم أولا بالجهد البدني الكبير الذي بذلوه طيلة البطولة والركض السريع والتمريرات البينية والتركيز الذهني الشديد وهو ما بلغ ذروته في مباراة كوريا الجنوبية، وقد تصل غدا وقد أرهقت تماما واعتقد أنها أي اليابان تعتمد كرة الإسبان وانا ارفض هذه الكرة رغم جماليتها ومتعتها، الا انها قد تتعرض للانهيار في أي لحظة كما حدث مع الاوزبك. اما استراليا فانا اعتقد انها لعبت بذات الطرق المعتمدة أوروبيا وهو أن تكون الكرة هي التي تبذل الجهد في كراتها الطويلة وان اللاعبين يتحركون بطريقة متوازنة، للاحتفاظ بجهدهم، وهو ما ظهر في مباراتهم الاخيرة، حيث اخذ مستوى هذه القارة او الدولة او الضيف يرتفع بشكل تدريجي فلن يلعب اليوم الا وقد اكتمل كل شيء لديه وليس ببعيد ان يحقق هذا الاصفر او “برازيل القارة” البطولة، لتكون اول الاحتكارات المتوقعة لعالم ليس فيه عقد. عموما انا كتبت مقالتي هذا و”حالي وحال” من حامله السيل وهو يقول (يالله مطر) متشابه فماذا يفيدني من كأس آسيا وأنأ بين الماء والماء فعلا (اسيا غير). فواز الشريف (السعودية) | fawfaz@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©