الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

داليا البرعي: أتعامل مع الزهور بشاعرية وذوق رفيع

داليا البرعي: أتعامل مع الزهور بشاعرية وذوق رفيع
1 نوفمبر 2011 14:57
عندما نمر من شارع تحفه الأشجار والزهور بطريقة جميلة، أو نجلس في حديقة مفروشة بالبساط العشبي الأخضر ومزدانة بالورود الملونة ونوافير المياه الجذابة وغيرها من الأماكن العامة، نشعر بانشراح في صدورنا ورغبة في تأمل المكان أو الجلوس فيه لساعات طويلة والتقاط صور له عبر كاميرات هواتفنا النقالة أو كاميراتنا الخاصة، ونتساءل عمن أضفى لمساته الإبداعية على ذلك المكان وفجر فيه معالم الجاذبية والجمال، ولا ندري أن ذلك التصميم هو من اختصاص من يسمى بالمهندس الزراعي ؟!.. ولكي نتعرف أكثر عن طبيعة هذه المهنة، التقينا المهندسة الزراعية المصرية داليا البرعي التي تعمل منذ 3 سنوات كمهندسة زراعية استشارية في إحدى الشركات الاستشارية الخاصة في أبوظبي. ذائقة جمالية وتتحدث داليا البرعي (25 سنة) بداية عن سبب اختيارها للهندسة الزراعية لتدرسها في جامعة الإسكندرية وتقول: “هذا التخصص ذو صلة وثيقة بعالم النباتات، هذا العالم الذي أحببته منذ صغري، شأني في ذلك شأن كل فتاة وامرأة تعشق هذا العالم وتحاول أن تكون على اتصال مباشر به، وذلك عبر زراعة حديقة منزلها والاهتمام بالورود والأشجار التي تزينها، وأنا بدوري نشأت على حب النباتات وأردت أن أدرس وأعمل في مجال قريب من ذاتي، كما تحمست له لأنني اكتشفت بداخلي موهبة الابتكار والتصميم، كما أمتلك ذائقة جمالية عالية يحتاجها المهندس الزراعي في عمله، فالنباتات تحتاج لمن يتعامل معها بشاعرية وحس وذوق ويرى بأنها روح يريد لها أن تنطلق وتتميز وتظهر جمالها وفائدتها للناس”. وتتولى البرعي، عبر عملها كمهندسة زراعية، عددا من المهام اليومية توضحها قائلة: “يتمثل عملي الحالي في مراقبة الموقع أو المشروع المتعاقد عليه من خلال شركتنا والجهة الأخرى لتتم عملية زراعته وتزيينه، فأتواجد يوميا لأتفقد سير العمل الذي يقوم به العمال تحت توجيه المهندس المقاول، الذي يقوم بدوره بتنفيذ تعليماتي ويوصلها للعمال بينما أوجه له التعليمات الخاصة بالتصميم المراد والمتفق عليه بين الطرفين المتعاقدين، وعلى الرغم أن هذا التصميم يصلني جاهزا إلا أنني أمتلك الحق في أن أبدي رأيي في تعديله أو إجراء بعض التغييرات عليه بعد أن أطلع الشركة عليها وبعد أن أتشاور مع زملائي المهندسين الزراعيين حولها، وذلك في حال أنني رأيت ضرورة تعديل جزئية في التصميم يبرز الموقع بشكل أجمل لا أتردد في أقترح أنواعا أو أحجاما أو ألوانا أخرى من الزهور تتناسب بشكل أكبر مع المكان الذي ستزرع فيه، فأنا الموجودة في الميدان وأدرى بما يتناسب معه أكثر”. أشجار آيلة للسقوط وتضيف البرعي: “بعد أن أتفقد الموقع وأرى سير العمل وأعطي تعليماتي للمقاول أقوم بكتابة تقرير يومي لما وصل إليه العمل وأغادر، ومن ثم أعود للعمل المسائي في حديقة المشرف في أبوظبي ولأنها حديقة خاصة بالنساء والأطفال فلابد من وجودي، إذ أقوم بتفقد جميع محتويات الحديقة من حيث الألعاب ومدى وجود عطل فيها وحاجتها لصيانة ما، وكذلك المزروعات الموجودة في الحديقة حيث أتفقد حالتها هل هي بحاجة لتعشيب أو استبدال أو ري ...الخ، وهل يوجد أشجار آيلة للسقوط فبالتالي تحتاج لتدخل عاجل من أجل المحافظة على دوام عنصري الأمن والسلامة، وأتدخل في حل أي مشكلة تحدث من قبل زائرات الحديقة وأستمع لأي مقترح منهن وأوصله للجهات المعنية وأكتب تقريرا أيضا عن حالة الألعاب والمزروعات وأرفعه للبلدية لاتخاذ الإجراء اللازم”. وتنفي داليا عن نفسها الشعور بالتعب أو الضغط نتيجة عملها ضمن فترتين في المساء وما قد يحرمها الخروج كأي فتاة إلى السوق وعمل الزيارات ونحوه خلال الفترة المسائية إذ لا تمتلك إجازة أسبوعية سوى يوم الاثنين فقط، مؤكدة على سعادتها وحبها لعملها الذي ينسيها بلا شك ما ألم بها خلال النهار من تعب وإرهاق وتلفت أن الرغبة في العمل وحب الشيء هي أساس النجاح والإبداع لديها ولدى كل فرد منا. بحث واطلاع وتبين البرعي أن عملها يتطلب روح الفريق الواحد فهي لوحدها لا يمكن أن تنجز عملا حتى لو وصلت أعلى درجات التميز والتفاني في العمل، فالعلاقة تكاملية تعاونية تسودها الأخوة والاحترام والاجتماع على هدف واحد وهو إنهاء العمل على أكمل وجه، بحيث يشعر كل فرد يعمل في هذا المشروع سواء عامل أو مقاول أو مهندس زراعي أن ما يقوم به من زراعة مكان أو تجميل له، إنما لا يختلف عن حديقة بيته الخاصة التي يريد لها أن تكون أجمل حديقة. وتعتبر المهندسة الزراعية داليا البرعي أن مهنتها من المهن المتطورة على الرغم من أن أساسيات العمل فيها روتينية وهي نفسها في كل مكان، لكن الجديد فيها والجميل هي تلك العلاقة التي تربطها كمهندسة زراعية بتلك الروح المعروفة بالنباتات والتي يوجد منها على وجه الأرض أنواعا كثيرة لا حصر لها، ما يجعلها دائمة البحث والاطلاع عبر قراءة الكتب ومواقع الإنترنت وزيارة المشاتل والمعارض الخاصة بالنباتات لتتعرف أكثر على أنواع جديدة من النباتات وخصائصها ومدى قدرتها على العيش في بيئة ومناخ الإمارات حتى تضمها إلى قائمة النباتات التي يمكن زراعتها في المواقع المختلفة. عازفة بيانو محترفة تقول داليا إن خبرتها في عالم النباتات، تزداد يوما بعد يوم خصوصا أنها تنقلت للعيش والدراسة والعمل بين الإمارات ومصر ولاحظت اختلاف نوعية النباتات التي تزرع في كل بلد منهما تبعا لنوعية المناخ، كما أن علاقتها بالمهندسين الزراعيين مختلفي الجنسيات الذين يعملون معها في نفس الشركة زادها خبرة وأكسبها لغة وقدرة على التواصل. وبعيدا عن الهندسة والزراعة فإن لشخصية داليا البرعي جانب آخر لا يقل تميزا عن سابقيه، فهي عازفة بيانو محترفة وعاشقة له منذ المرحلة الإبتدائية، كما تكتب قصصا قصيرة ومدونات تعالج فيها قضايا إنسانية واجتماعية ووطنية وعاطفية.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©