السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مأرب .. بوابة التحرير وعنوان الانتصـار

مأرب .. بوابة التحرير وعنوان الانتصـار
25 أكتوبر 2015 02:16
عبدالوهاب نمران (صنعاء) تصوير صالح العبيدي منذ أن بدأت ميليشيات الحوثي المسلحة والوحدات الموالية لمصلحة التوسع بمعظم المحافظات اليمنية تحت قوة السلاح، محافظة مأرب كغيرها تدخل في شهرها السابع من المواجهات العنيفة في ظل إصرار ومحاولة تلك الميليشيات اقتحام المحافظة من أربع جبهات محورية، كانت الجبهة الأولى بمنطقة الجدعان - ماس الرابطة بين محافظتي مأرب والجوف وسقط خلال المواجهات حتى يومنا هذا أكثر من ألف قتيل من تلك الميليشيات والوحدات العسكرية المساندة لهم ومئات الجرحى، فيما سقط من المقاومة والجيش الوطني أكثر من أربعمائة شهيد وعشرات الجرحى. وقامت تلك الميليشيات بانتهاكات جسيمة خلال الحرب، حيث قامت باستهداف المنازل المأهولة بالسكان المدنيين بصواريخ الكاتيوشا، الأمر الذي أدى إلى نزوح الآلاف من الأسر نتيجة القصف العشوائي، كما طال قصفهم خطوط نقل الطاقة الكهربائية الممتدة من محطة مأرب الغازية والتي تغذي العاصمة صنعاء وبقية المحافظات، الأمر الذي أدى إلى تفاقم معاناة المواطنين في تلك المحافظات، حيث يعيشون في الظلام الدامس منذ ستة شهور حتى يومنا هذا، إلا أن دور فرق الصيانة لخطوط الكهرباء بدء يعود بعد قيام قوات التحالف والجيش الوطني بتحرير المحافظة وتأمين المنطقة. كما قامت تلك الميليشيات باستهداف باصات نقل جماعي وناقلات مواد غذائية كانت في طريقها إلى صنعاء من مأرب أثناء مرورها بالخط في منطقة مجزر والجدعان أثناء الحرب في تلك المناطق، بعد ذلك حاولت تلك الميليشيات فتح جبهة جديدة في الجهة الغربية الشمالية للمحافظة من جهة صرواح بين محافظة مأرب وصنعاء في محاولة مستميتة لدخول مدينة مأرب عاصمة المحافظة، ولإرباك المقاومة في الجبهة الشمالية الشرقية الأخرى، وتأتي هذه المحاولات البائسة لتلك الميليشيات لدخول المحافظة نظراً لأهميتها الكبيرة من الجانب الاقتصادي، حيث إن محافظة مأرب تدعم الاقتصاد الوطني بما نسبته 80 % من الإجمالي العام للموازنة العامة للدولة، بالإضافة إلى ما تصدره المحافظة من مشتقات نفطية وغاز طبيعي مسال وكهرباء إلى مختلف محافظات الجمهورية اليمنية. وسقط من معركة الجبهة الغربية بصرواح أكثر من ألف وخمسين قتيلاً وآلاف الجرحى من ميليشيات الحوثيين، واستشهاد أكثر من ستمائة شهيد من أبناء الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، كما قامت طائرات التحالف العربي الذي تقوده دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية باستهداف أكثر من 70 دبابة وعربة مدرعة، وساهمت بشكل كبير في قطع الإمداد لتلك الميليشيات من جهة صرواح والجوف، لكن إصرار تلك الميليشيات لم ينتهِ، الأمر الذي دفع قوات التحالف العربي إلى الدفع بقوات برية إلى اليمن عبر منفذ الوديعة الحدودي، وصولاً إلى محافظة مأرب لمساندة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية لدحر تلك المجاميع المتمردة على الشرعية. وحسب إفادة مقاتلين محليين في جبهات القتال أن الدور البارز لحظة وصول قوات التحالف إلى جبهات القتال كان للجيش الإماراتي الذي سطر أروع الملاحم البطولية، الأمر الذي انعكس إيجاباً في سير المعركة ومعنويات المقاتلين، حيث قاموا بالسيطرة على مواقع هامه مع إخوانهم من رجال الجيش الوطني وقوات التحالف، حيث سيطروا على مواقع مهمة في سد مأرب والطلعة الحمراء وصرواح وتم تحرير ما نسبته 90 % من محافظة مأرب خلال فترة وجيزة. الجدير بالذكر أن تلك الميليشيات بعد فرارهم ودحرهم، تركوا عشرات الجثث مرمية في كل مكان داخل مواقع الاشتباكات في الجفينة وذات الراء وصرواح وغيرها بعد معارك عنيفة واجهوها بفض التعزيزات المتواصلة لجبهات المقاومة من قوات التحالف وفي مقدمة تلك التعزيزات الجيش الإماراتي. فيما تفتقر محافظة مأرب إلى دور المنظمات الإنسانية والإغاثية والصحية، حيث ينعدم وجود المنظمات الدولية والحقوقية الأمر الذي يحد من أنشطة المنظمات المحلية الناشئة في معالجة الوضع الإنساني والبيئي جراء الانتهاكات التي مارستها تلك الميليشيات، مثل زرع الألغام ورمي الجثث وتدمير المناطق السكنية وقتل المدنيين الأبرياء وترويع الأطفال والنساء في عمل انتقامي قبل أن يولوا الأدبار مهزومين مطرودين إلى أطراف مأرب بفضل رجال الجيش الوطني والتحالف العربي والذين كبدوا تلك الميليشيات أكبر الخسائر في العتاد والأرواح. وبالعودة إلى الوضع الميداني أكد معظم القادة العسكريين وعلى رأسهم اللواء عبدالرب الشدادي قائد المنطقة العسكرية الثالثة، أن هذه الانتصارات المتتالية والمتسارعة بفضل الله ورجال الجيش الوطني وأبطال قوات التحالف العربي ورجال المقاومة الشعبية، شاكرين صمودهم الأسطوري وتضحياتهم في ردع تلك الميليشيا المتمردة، مشيراً إلى أن الجيش الوطني وقوات التحالف ورجال المقاومة سيواصلون بثبات تقدمهم، مؤكداً أن تحرير العاصمة صنعاء ومحافظة الجوف من أيادي تلك الميليشيا المسلحة وعودتهما إلى أحضان الدولة بات وشيكاً خلال الأيام القليلة القادمة. وفي تصريح خاص أكد الشيخ حميد البحري المرادي أحد قيادات المقاومة الشعبية بمحافظة مأرب، أن قوات الجيش الوطني والتحالف العربي مصرين على التقدم لتحرير محافظتي صنعاء والجوف، مشيراً إلى أهمية الدور الإماراتي منذ بدء عمليات التحالف العربي، وأثنى على دور الإمارات الذي وصفه بالأول والرئيس في تحقيق الانتصارات ودحر الميليشيات، شاكراً كل دول التحالف على وقوفهم إلى صف اليمن وتحريره من ميليشيا الانقلاب قائلاً: نحن وإخوتنا رفقاء السلاح من أبطال الجيش الإماراتي قمنا بتطهير 9 مواقع غرب مأرب، ولا ننسى أن الدور الأبرز والبطولي كان بسيطرة إخواننا من ضباط وأفراد الجيش الإماراتي الوفي والمتمركزين معنا في الصفوف الأولى بكل بسالة وصمود، ولا يسعني إلا أن أشكرهم وأشكر القيادة السياسية الحكيمة ممثلة برئيس دولة الإمارات العربية المتحدة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على ما قاموا ويقومون به من مساندة ودعم لإخوانهم اليمنيين لاستعادة الشرعية وردع الميليشيات الانقلابية وزرع التآخي والتلاحم، وإن هذا ليس بغريب عليهم وهذا ليس بجديد في العلاقات المتبادلة والعميقة منذ زمن بعيد بين البلدين الشقيقين اليمن ودولة الإمارات العربية المتحدة والتي أسسها الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «رحمه الله» والآباء والأجداد من قبله». وأكد قائد اللواء 143 في الجيش الوطني، العميد ذياب القبلي، أن معركة صنعاء على الأبواب بعد دحر تلك الميليشيات المسلحة من أطراف مأرب بمساندة الأبطال من قوات التحالف، وشكرهم لما قاموا به من إسناد جوي وبري وتدريب وتأهيل للجيش الوطني في كافة المجالات وتبادل الخبرات القتالية، وأكد العميد القبلي أن إخوانهم من أفراد وضباط الجيش الإماراتي أتوا إلى وطنهم الثاني مشاركين بدمائهم وأرواحهم لنصرة وطنهم وشعبهم وقبائلهم من أجل تحقيق السلام والأمن ودحر الميليشيات الانقلابية، واستعادة الشرعية الدستورية. ومن جانب آخر، فإن الوضع الإنساني أقل ما يوصف بالمتدهور والمأساوي نظراً لما خلفته الحرب من أضرار وانتهاكات في تلك المناطق، التي دارت فيها على مدى سبعة شهور متواصلة، حيث نتج عن القصف العشوائي من قبل تلك الميليشيات تدمير عشرات المنازل للمواطنين الأبرياء في مدينة مأرب، وإحراق محاصيل زراعية ومزارع بأكملها عددها يفوق الخمسين مزرعة فواكه وخضار وحبوب وغيرها في مناطق الجفينة والفاو والزور وصرواح وغيرها من مناطق المواجهات، وكذا تدمير ثلاثة مصانع خدمية جراء قصفها بشكل همجي من قبل ميليشيات الحوثي وصالح. *الاغاثـــة والحيــــــــاة وفي تصريح خاص، قال رئيس منظمة ملتقى طلاب كلية مأرب الناشط بشير عيشان، إننا في منظمات المجتمع المدني نعاني بشكل كبير من عدم توافر الوسائل والأدوات الصحية والإغاثية رغم رصدنا لانتهاكات كثيرة لحقوق الإنسان، إلا أن غياب المنظمات والجهات المانحة والمهتمة بهذا المجال في محافظة مأرب أدى إلى ظهور عجز وشلل شبه كلي في أداء المنظمات المحلية، وأشار عيشان أن عشرات الجثث لا زالت موجودة حتى اللحظة في جبهات الحرب في الجفينة ومناطق متفرقة أخرى لم نستطع إيجاد من يلبي مطالباتنا كناشطين بسرعة انتشالها أو توفير الأدوات اللازمة لعمل ذلك في أسرع وقت ممكن، كون بقائها لفترة أطول سيتسبب بانتشار الأوبئة البيئية والخطيرة وتلويث الهواء وجذب الحشرات الضارة، خصوصاً أنها تركت بالقرب من منازل ومزارع المواطنين، مضيفاً إلى وجود خطر كبير يحدق بالمواطنين الأبرياء في عموم المناطق المحررة بسبب قيام ميليشيا الحوثي بزرع آلاف الألغام، مؤكداً في تصريحه أن عدد الضحايا لتلك الألغام بدأ بالظهور ومن بينهم ثلاثة شباب من إحدى أسر المزارعين الذين يقطنون بالقرب من مزرعتنا في منطقة الجفينة نتيجة انفجار لغم أرضي، أدى إلى أصابتهم بجروح خطيرة وهم يتلقون العلاج في المستشفى الآن، بالإضافة إلى انفجار لغم أرضي في منطقة الفاو قبل يومين أدى إلى مقتل أربعة أفراد من أسرة واحدة. وفي ختام تصريحه أشاد بدور الجيش الإماراتي وشكرهم على حسن تعاملهم وأخلاقهم النبيلة وتعاونهم في انتشال بعض الجثث ودفنها ووقوفهم مع اليمن والمشهود لهم بالصمود والبسالة إلى جانب أبطال الجيش الوطني والمقاومة للدفاع عن مأرب والوطن، متمنياً وجود دور للإمارات في محافظة مأرب في مختلف المجالات الإنسانية والتنموية كالدور الذي نشاهده لها في عدن وغيرها من محافظات اليمن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©