دبي (الاتحاد) - قدمت مؤسسة “نور دبي” الخيرية فحص اعتلال الشبكية لدى مرضى السكري لأكثر من 100 نزيل في المراكز الإصلاحية والعقابية بجميع أنحاء الدولة، خلال حملة دامت أسبوعين واختتمت أمس.
وتضمنت الفحوصات اختبار نسبة السكر في الدم، وحدة البصر، بالإضافة إلى توزيع النظارات المجانية للمحتاجين، والقيام بالتصوير الفوتوغرافي لقاع الشبكية، وذلك بالتعاون مع شركة نوفارتيس السويسرية للأدوية.
وقالت الدكتورة منال تريم، المديرة التنفيذية لمؤسسة نور دبي الخيرية، المؤسسة الخيرية الدولية التي تعمل على توفير سبل الوقاية وعلاج العمى وضعف البصر، “لقد دهشنا لمستوى الكفاءة المهنية المقدمة في مراكز الرعاية الصحية الموجودة في هذه المرافق، فهي مجهزة على أعلى المستويات وتقدم كل ما هو ضروري لضمان سلامة ورفاهية كل من الموظفين والنزلاء. كما تمكنا من استخدام كاميرا قاع الشبكية غير الموسعة للحدقة لالتقاط صور شبكية العين من دون الحاجة إلى استخدام قطرات العين، أو الإحالة إلى العيادة المتخصصة”.
وتشير الإحصاءات المتوفرة حالياً إلى أن 19% من سكان دولة الإمارات يعانون من مرض السكري، وجلها تقريباً من الأشخاص المصابين بالنوع الأول، و77% من المصابين بالنوع الثاني سيعانون في مرحلة ما من حياتهم من اعتلال شبكية العين المصاحبة لمرض السكري، وذلك وفقاً لتصريحات الدكتورة تريم.
وأضافت الدكتورة تريم “أظهرت الدراسات التي استمرت لمدة 30 سنة أن عملية الكشف المبكر من شأنها الحؤول من دون إصابة 90% من الأشخاص بالعمى الذي يمكن أن ينجم عن مرض السكري، وذلك في حال تمّ فحصهم في مرحلة مبكرة من المرض”.
وعلى مستوى العالم، يتسبب مرض السكري بنسبة 4.8% من إجمالي حالات الإصابة بالعمى، أي حوالي 37 مليون نسمة من جميع أنحاء العالم.
وقد شملت عمليات الفحص المراكز الإصلاحية والعقابية في كل من دبي والشارقة وعجمان والفجيرة، وشملت 107 نزلاء. وجاءت النتائج مذهلة، حيث بينت الفحوص المخبرية أن 82% من النزلاء لديهم نسب ملائمة من السكر في الدم خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، الأمر الذي يعكس المراقبة والمتابعة الجيدة التي يحصلون عليها. أما البقية فإما أنهم أدخلوا مؤخراً إلى السجن، أو كانوا يعانون من أمراض عضوية أخرى من شأنها أن تنعكس على إمكانية التحكم بنسبة سكر الدم لديهم.
كما اكتشف أطباء العيون 8 نزلاء ممن هم بحاجة للإحالة إلى عيادة العيون التخصصية، ثلاثة منهم يعانون من إصابات عينية مزمنة غير مرتبطة بمرض السكري، مثل الأعراض المرافقة للتقدم بالعمر كإعتام عدسة العين والزرق المزمن. وجميع النزلاء الثلاثة كانوا تحت إشراف أطباء العيون.
وأضافت الدكتورة تريم “هدفنا من هذه الحملة كان تشجيع نشر التوعية بأهمية الكشف المبكر عن الأمراض العينية المرتبطة بمرض السكري، وذلك من خلال الخضوع لبرنامج فحص معترف بها دولياً وموصى باتباعه لفحص جميع مرضى السكري. كما نأمل أن تتضمن تسهيلات الحكومة تقديم وسائل فحص أفضل وأكثر فعالية، كاستخدام كاميرا تصوير قاع الشبكية غير الموسعة للحدقة”.
واختتمت الدكتورة تريم بالقول “سيتوفر لنا من خلال دعم الشركاء المهمين كشركة نوفارتيس ومؤسسة نور دبي الخيرية فهم أفضل للإحصاءات الوطنية ومدى تأثير العمى الناجم عن اعتلال الشبكية الذي يتسبب به مرض السكري في دولة الإمارات العربية المتحدة، مما سيمهد اقتراح خطة علاجية ذات معايير عالمية للحد من انتشار هذا المرض”.
عدد اليوم
