السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوباما ورومني... تباينات في الأجندة الخارجية

أوباما ورومني... تباينات في الأجندة الخارجية
18 أكتوبر 2012
بيتر جراير محلل سياسي أميركي شن مرشح الحزب "الجمهوري" مت رومني هجوماً عنيفاً على الرئيس الأميركي باراك أوباما وعلى سياسته الخارجية متهماً إياه بتذييل دور الولايات المتحدة الريادي، ومستشهداً بدور القائد العسكري جورج مارشال إبان الحرب العالمية الثانية ووزارة الخارجية خلال حقبة ترومان، تعهد رومني أنه في حالة فوزه بالرئاسة سيعمل على استغلال قوة أميركا في تشكيل الأحداث حول العالم بدلًا من مجرد رد الفعل عليها. وبتركيزه على منطقة الشرق الأوسط، اتهم رومني إدارة الرئيس أوباما إخفاءها لعدة أيام حقيقة أن الإرهابيين هم الذين كانوا وراء الهجوم الذي وقع على السفارة الأميركية في بنغازي، والذي راح ضحيته السفير كريستوفر ستيفنز وثلاثة آخرون. كما أتهمها أيضاً بالفشل في وقف توجه إيران نحو امتلاك الأسلحة النووية. وقال "رومني" في معرض خطبته التي ألقاها مؤخراً في "معهد فيرجينيا العسكري": "للأسف إن سياسات الرئيس الحالي لم ترق لمستوى أفضل الأمثلة بين رؤساء العالم". ورأى مناصرو "رومني" أن الكلمة التي ألقاها كانت امتداداً لنجاح أدائه في مناظرة الترشح لمنصب الرئاسة في الأسبوع المنصرم. وفي عمودها في صحيفة "واشنطن بوست"، كتبت الصحفية المستقلة جينفر روبن، :"أن رومني نجح في تقمص دور القائد العام للقوات المسلحة". وتبدو هذه واحدة من العقبات السياسية التي يترتب على المرشح تجاوزها حتى يتقلد منصب الرئيس الحالي. وفي حالة شك الناخبين في مقدرة مرشحهم على التعامل مع المكالمات التي ترد في وقت متأخر من الليل بخصوص الأزمات التي تقع في الخارج، ربما يقود ذلك إلى ترددهم في تغيير إدارة أثبتت نجاحها بالفعل، الشيء الذي حاول رومني القيام به بمرونة. وتبدو لهجة "رومني" انعكاساً لجوهر إستراتيجيته، حيث يقول :"ينبغي إقناع الناخبين الذين لا يزالون يحبون أوباما في أن الفرصة لا تزال متاحة أمامهم للتصويت ضده". وورد في موقع منظمة "بزفيد" الإخبارية بقلم الكاتب السياسي مكاي كوبينز، "استبدل رومني الغضب الحليم بخيبة الأمل الرصينة، وسمح للناخبين الذين يمكن إقناعهم بأن ينتابهم نفس الشعور في ما يتعلق بفشل سياسات الرئيس الخارجية". لكن قال بعض النقاد، إن موضوعات السياسة الخارجية التي صاغها "رومني" تعتمد بشدة على تأكيدات غامضة رغم تكرارها، في أنه سيكون رئيساً أفضل من أوباما. كما ذكروا أن سياسته الفعلية مقتبسة بشكل كبير من الأوضاع التي تعيشها أميركا في الوقت الراهن. ومن الواضح أنه في ما يتعلق بعلاقات أميركا مع إسرائيل، أن الإدارة التي سيترأسها رومني ستسلك نهجاً مغايراً، حيث تعهد بربط أميركا بالمصالح الإسرائيلية بشكل أكثر قوة. وقال:"لا ينبغي للعالم أن يرى في أي وقت من الأوقات مشاحنات بين الدولتين". وفي ما يخص سوريا، ذكر رومني أنه سيعمل مع الحلفاء من أجل ضمان أن المعارضين الذين يشاركوننا نفس القيم، يحصلون على الأسلحة التي يحتاجونها. ويبدو أن ذلك قريب جداً مما يجري الآن، على الرغم من أن رومني ربما يحث على مدهم بأسلحة أكثر فاعلية. أما على صعيد أفغانستان، ألمح رومني إلى أن أوباما قام بسحب القوات بسرعة أكثر مما ينبغي، لكنه أضاف قوله :"أعدكم بأنني سأتبع نهجاً حقيقياً وناجحاً في انتقال قوات الأمن الأفغانية بنهاية العام 2014". ويمثل ذلك التاريخ الجدول الزمني الحالي لأفغانستان. وبخصوص إيران، ذكر رومني أنه لا ينبغي أن تملك تلك الدولة أسلحة نووية. ويرى أن إدارة أوباما لم تكن واضحة في وضع الخطوط التي يجب على إيران عدم تجاوزها. لكن رومني لم يقرع طبول الحرب هنا، حيث ذكر فقط أنه سيفرض عقوبات جديدة على إيران، بالإضافة إلى تشديد الموجودة من قبل. وهذه نفس الوسائل التي ذكرت الإدارة الحالية أنها ستعتمد عليها في الوقت الراهن للحد من المد الإيراني. وذكر دانيل درينزر، في الموقع الإلكتروني لـ"مجلة السياسة الخارجية"، أن كلاً من أوباما ورومني ينتهجان نفس السياسة الخارجية، سعياً وراء منطقة يسودها الأمن والسلام في الشرق الأوسط. لكن ربما يختلف كل منهما في الوسائل المتبعة لتنفيذ هذه السياسات. وكتب دانيل، :"وفي افتتاحية بعد افتتاحية وخطاب تلو خطاب، إما أن يتجاهل رومني الوسائل تماماً ويشير إلى وسائل تعكف إدارة أوباما على استخدامها بالفعل، أو كثيراً ما يردد كلمة "تساعد على الحل"، وهذا بالطبع ليس كافياً". وفي مؤتمر هاتفي مع الصحفيين، ذكرت مادلين أولبرايت التي شغلت منصب وزيرة الخارجية في عهد كلينتون، أن رومني لم يستقر على وضع معين في العديد من القضايا الخارجية. وغير رأيه على سبيل المثال، مرات عديدة حول ما إذا كان التدخل الأميركي في ليبيا صحيحاً أم لا. ينشر بترتيب مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©