في كل مساء، يركب الأميركي هانتر هالدر دراجته الهوائية ويقوم بجولة على المطاعم حيث يجمع الأغذية ليوزعها على فقراء لشبونة الذين يعانون بشدة من الأزمة الاقتصادية التي يعيشها البرتغال. وببذلته الزرقاء الفاتحة وقبعته البيضاء وحذائه الرياضي، يجتاز هالدر (60 سنة) شارع كونديه ديه فالبوم في أحد الأحياء الراقية وسط العاصمة، لتستقبله المطاعم بابتسامة مرحبة.
في هذا المطعم، كل شيء معد. وقد وضعت علب بلاستيكية مليئة بالبطاطا والأرز والسميد والحساء واللحوم على منصة تقديم الوجبات. فيملأ هالدر سلتيه، ويترك بضعة علب فارغة لجولة الغد. ثم يحيي الجميع ويركب من جديد دراجته وينطلق. في مارس الماضي أنشأ الأميركي جمعيته التي تحمل اسم «ري-فود» وهو اختصار لـ»ريسكيوينج جود فود» أو الحفاظ على الطعام الجيد. ويشرح «على الرغم من أن المطاعم تقوم بحسابات دقيقة للوجبات التي تعتزم بيعها، إلا أنه يبقى دائما بعض منها. بالنسبة إلينا هذا كثير، والناس بحاجة إليها». ويضيف «عندما انطلقت في هذا المشروع، كنت بمفردي». لكن حماسته شجعت آخرين. فيساعده اليوم نحو 80 متطوعا كما يقدم له حوالي ثلاثين مطعما الدعم اللازم.
لم تتلق «ري-فود» أية مساعدة على مدار ستة أشهر. لكن الجمعية فازت قبل شهر في مسابقة أفضل مشروع تطوعي نظمه مصرف «مونتيبيو»، وقيمة الجائزة 25 ألف يورو.
وبعد انتهائه من جولته على المطاعم، يبدأ هالدر توزيع ما تم جمعه لكن هذه المرة في سيارة أعاره إياها أحد المتطوعين. وفي موقف سيارات في أحد أحياء الأطراف، ينتظر نحو عشرين شخصا الأميركي. فيتم إنزال الطعام وتنتقل العلب البلاستيكية من أيد إلى أخرى. وهكذا، يتمكن هالدر من تأمين الغذاء يوميا لنحو مائة شخص. تقول سيليست كاستانيو (55 سنة)، وهي عاطلة عن العمل ومريضة، تتلقى شهريا 300 يورو لتأمين احتياجات عائلتها «قبل أن أتعرف إلى هالدر كانت تمر أيام من دون أن أتناول أي طعام».
عدد اليوم
