الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

هل يظلم رونالدو؟

18 أكتوبر 2012
«وللناس فيما يعشقون مذاهب»، ومن يقول باستحالة عقد أية مقارنة بين الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، معتبراً أن أسطورة برشلونة يسمو على كل مقارنة ويرتفع عن كل قياس على الأقل مع أساطير جيله. وجدت وقد ارتفعت درجة الحرارة بدنو موعد الحسم في من سيمنح الكرة الذهبية للفيفا كأفضل لاعب كرة قدم لسنة 2012، وبلغ نقاش المفاضلة بين ميسي ورونالدو ذروته، أن هناك من أصيب بجلطة في حاسة المفاضلة، فلا يرى من مبرر لوضع ميسي ورونالدو على كفتي القياس لمعرفة أي الكفتين سترجح، لأن ميسي لا يقاس بأحد من نجوم جيله، ولأن الكرة الذهبية لا بد وأن تمنح له للمرة الرابعة على التوالي، تكريماً لأدائه الخرافي وخضوعاً لسلطان معجزاته الكروية التي يأتي بها سواء مع ناديه برشلونة أو مع منتخب بلاده الأرجنتين، ومتى كان لاعب بهذا العطاء المذهل حتى سقطت كل الاعتبارات الأخرى التي يؤخذ بها في العادة لتسمية نجم السنة. لا جدال في أن ليونيل ميسي يمثل لكرة القدم الحالية خارقة من الخوارق التي قلت حتى أصبحت نادرة، ولا خلاف في أن ميسي بما يؤديه على أرضية الملعب هو من حماة كرة القدم الجميلة التي كاد البعض أن يدسها في التراب باسم الواقعية، تماماً، كما أن برشلونة أنقذ تكتيكياً كرة القدم من التحنيط ومن الرتابة، ولكن هل من المنطق ومن العدل أن نقصي رونالدو، أن نجهز على الوجه الآخر للإعجاز الكروي الذي يتفنن في تقديمه وأن نبخسه حقه في أن يكون منافساً، بل ومستحقاً للكرة الذهبية؟. يحسب لرونالدو أنه قدم هذا العام إبداعات بمقاس إبداعات ميسي نفسه، إن لم يكن قد تفوق عليه، عندما قاد ريال مدريد إلى إنهاء احتكار برشلونة للقب الليجا الإسبانية وما حمل على ظهره منتخبه البرتغالي ليبلغ المربع الذهبي لبطولة أوروبا للأمم وعندما كان فاصلاً في الصدام التقليدي المثير مع الغريم البارسا فأهدى فريقه الملكي لقب السوبر الإسباني. والذين يعتبون على جوزيه مورينيو وبعض نجوم وأساطير كرة القدم أنهم أبرزوا بشكل استباقي أحقية رونالدو في نيل اللقب الفخري ويرون في غير ذلك إزهاقاً للحق وضرباً للعدل، يريدون أن يقوم القياس وتتأسس المفاضلة على معيار الخلق والإبداع وأسطورية الأداء، مع أن أول معيار يحقق العدل، هو معيار الإنجازات. شخصياً سأكون حزيناً مثل مورينيو إن حرم رونالدو من الكرة الذهبية بقدر حزني على أن كاسياس حارس ريال مدريد ولاروخا وتشافي عميد الماتادور ولدا في زمن الأسطورتين. بدر الدين الأدريسي | drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©