طهران - عواصم- وكالات الأنباء: ردت إيران أمس على اجتماع الدول الكبرى بأنها لن تتخلى أبداً عن برنامجها النووي وسط تزايد التوقعات باتفاق ''سريع'' بين الدول دائمي العضوية الخمس على قرار جديد بفرض عقوبات على طهران، في الوقت الذي أكد فيه رئيس الوزراء البريطاني أن إيران ''تخطئ خطأ كبيراً في حساباتها'' بتحدي الامم المتحدة، وقال ان الضعف تجاه طهران سيكون قاتلا مطالبا المجتمع الدولي بموقف صارم وواضح ومتحد· فيما حذر الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني من ''النمر الجريح'' الأميركي'' وطالب ان تكون الحكومة الإيرانية أكثر حذراً وعدم الاستهانة بالأميركيين· وستعقد الدول الكبرى مؤتمراً ''هاتفياً'' غداً الخميس للاتفاق على القرار الدولي الجديد بشأن إيران·
وفي طهران، وصف وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي مطالبة طهران بوقف التخصيب بأنه طلب غير قانوني وغير مشروع ويقوم على استراتيجية سياسة خاطئة، مؤكداً ان هذا الطلب لن يتحقق مطلقاً· وصرح متقي خلال الملتقى الدولي الأول لأميركيا اللاتينية الذي يعقد في طهران بأن ''الاوروبيين قدموا لنا لائحة من المقترحات التى يعدون فيها بمساعدة إيران على انتاج محطات نووية ويطالبون في المقابل وقف التخصيب''· وأكد أن إيران لن تتخلى أبداً عن حقها في التكنولوجيا النووية المدنية· كما اعرب عن استعداد طهران لإجراء محادثات لاعطاء ضمانات بعدم خروج برنامجها النووي عن المسار الصحيح·
وأعلن نائب الرئيس الإيراني برويز داوودي أن إيران ستتوصل قريبا إلى التخصيب الصناعي لليورانيوم· وقال داوودي إن طهران تمكنت بالفعل من الإلمام بالمعرفة التقنية اللازمة لتخصيب اليورانيوم حتى معدل 3,5%· ويذكر أنه يتم تحويل اليورانيوم الخام إلى غاز سادس فلوريد اليورانيوم بمنشأة اصفهان وسط إيران ليتم بعد ذلك تخصيبه في أجهزة الطرد المركزي في منشأة نظنز· وتقول طهران إن هدفها هو التوصل إلى معدل تخصيب 5% لإكمال دورة الوقود النووي لها، لكن في حال ارتفاع معدل التخصيب إلى أعلى من 5% يصبح بإمكان إيران استخدامه في تصنيع القنبلة النووية·
وكانت القوى الكبري اتفقت أمس الأول على بدء العمل لاستصدار قرار جديد من مجلس الأمن للضغط على إيران بسبب برنامجها النووي· واتفقت الدول الخمس الكبرى بالإضافة إلى ألمانيا على إجراء محادثات عبر الهاتف غداً (الخميس)· وصرح المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك بأن الدول الست ''تأمل أن تتمكن من صياغة عناصرها قرار الامم المتحدة الخاص بالعقوبات''· وكان البيان الذي صدر عن الاجتماع أكد أن القوى الكبرى مازالت ملتزمة بالسعي من أجل إيجاد حل عبر التفاوض·
وفي باريس، صرح وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي بان هناك احتمالاً كبيراً أن تتفق الدول الكبرى ''بسرعة'' على قرار ثان بشان إيران· وقال دوست بلازي لشبكة ''ال·سي·اي'' الفرنسية إنه ينبغي إصدار قرار ثان، مشدداً على أن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أشار في تقريره الأخير إلى ان طهران بعيدة جداً عن الامتثال للقرار ·1737 ولكنه أكد ان توجيه ضربات عسكرية للمواقع النووية الإيرانية ليس قضية مطروحة على الاطلاق·
ومن جانبها، حاولت واشنطن تخفيف المخاوف الروسية بشان احتمال مهاجمة إيران، وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو أنه ليس لدى واشنطن أية خطط لغزو إيران·
وأكدت الصين من جانبها على ضرورة حل النزاع سلمياً· وصرح المتحدث باسم الخارجية الصينية كين جانج بأن ''موقفنا لم يتغير وهو أننا ندعو إلى حل للمسألة النووية الإيرانية من خلال المفاوضات والطرق السلمية''· وأضاف أن ''العقوبات ليست هدفنا النهائي''· وقال المتحدث الصيني إنه ''مهما كانت الإجراءات المتخذة في مجلس الأمن، فيجب أن تؤدي إلى التوصل إلى حل مناسب للمسألة النووية من خلال الطرق الدبلوماسية والمفاوضات''·
عدد اليوم
