الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بكين: لقاء أوباما بزعيم التبت «انتهاك وقح للتقاليد الدولية»

بكين: لقاء أوباما بزعيم التبت «انتهاك وقح للتقاليد الدولية»
20 فبراير 2010 01:06
نددت الصين بشدة أمس، باللقاء الذي جرى بين الرئيس الأميركي باراك أوباما والدالاي لاما الليلة قبل الماضية في واشنطن، واعتبرته “انتهاكاً وقحاً للتقاليد الدولية” محذرة من انه يلحق “ضرراً فادحاً” بالعلاقات الصينية الأميركية المتوترة أساسا كما استدعت السفير الأميركي لديها وأبلغته احتجاجاً قوياً على هذه الخطوة. وأعلنت وزارة الخارجية الصينية في بيان أمس، أن اللقاء يشكل “تدخلاً خطيراً في الشؤون الداخلية الصينية ويسيء بشكل بالغ إلى مشاعر الشعب الصيني ويلحق ضرراً فادحاً بالعلاقات الصينية الأميركية”. كما استدعت بكين السفير الأميركي لتقدم له احتجاجاً رسمياً بحسب ما أوردت وكالة أنباء الصين الجديدة، وحضت واشنطن على العمل لإصلاح الضرر الذي نتج عن “انتهاكها الفاضح للأعراف الدولية”. لكن بكين لم تصل إلى حد التهديد بالرد على هذا الموقف، مما يفاقم التوتر الحالي في علاقات البلدين. وكان أوباما استقبل الزعيم الروحي للتبت لحوالى الساعة ونصف الساعة الليلة قبل الماضية، رغم تحذيرات بكين المتكررة وعلى خلفية توتر شديد تشهده العلاقات الصينية الأميركية. وفي مسعى لاحتواء غضب بكين، وصل الدالاي لاما إلى البيت الأبيض بعيداً عن الأضواء وكاميرات التصوير. لكنه عند انتهاء اللقاء، خرج من البيت الأبيض وتوجه إلى الصحفيين معلنا أن قضيته “عادلة” و”سلمية”. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض إن أوباما أعرب عن “دعمه القوي للحفاظ على هوية التبت الدينية والثقافية واللغوية الفريدة ولحماية حقوق أبناء التبت في جمهورية الصين الشعبية”. وأضاف أن “الرئيس حيا نهج (طريق الوسط) الذي يعتمده الدالاي لاما والتزامه باحترام اللاعنف ومواصلة الحوار مع الحكومة الصينية”. وردت وزارة الخارجية الصينية على الفور مبدية “استياء الصين الشديد” وطالبت واشنطن في بيان أصدره المتحدث باسمها ما تشاوشوي بـ”اتخاذ إجراءات فورية لمحو الآثار السلبية” لهذا اللقاء. وذكرت وكالة الصين الجديدة ان نائب وزير الخارجية كوي تيانكاي استدعى بعدها السفير الأميركي في الصين جون هانتسمان ليقدم إليه احتجاجاً رسمياً. وأكدت متحدثة باسم السفارة الأميركية استدعاء السفير دون الإدلاء بأي تعليق. وتتهم السلطات الصينية الدالاي لاما المقيم في المنفى بالهند منذ 1959، بالترويج لانفصال التبت وتعارض عقد أي لقاء بينه وبين قادة أجانب. وكانت بكين حذرت الولايات المتحدة قبل زيارة الدالاي لاما من أن مثل هذا اللقاء مع أوباما “سيقوض بشكل كبير” العلاقات الثنائية. ونشبت مؤخرا سلسلة من الأزمات بين الولايات المتحدة والصين انعكست على العلاقات بينهما، بدءا بخلافات تجارية، تلاها إعلان عملاق الانترنت الأميركي “جوجل” تعرضه لهجمات معلوماتية مصدرها الصين، وأخيرا الكشف عن توقيع عقد ضخم لبيع تايوان أسلحة أميركية. وردت بكين بحدة الشهر الماضي على توقيع إدارة أوباما عقد أسلحة تفوق قيمته 6,4 مليار دولار، مع تايوان التي تعتبرها الصين إقليما متمردا من أقاليمها، فعلقت مبادلاتها التجارية مع واشنطن وهددت بفرض “عقوبات ملائمة على الشركات الأميركية المعنية” بهذا العقد. لكن رغم هذه الخلافات، أعطت السلطات الصينية الأربعاء الماضي، الضوء الأخضر لحاملة الطائرات الأميركية “يو اس اس نيتيمز”، إحدى حاملات الطائرات الكبرى الأميركية، للتوقف في هونج كونج. وأكد مراقبون أن احتجاج بكين بشأن الاجتماع جاء مشابهاً لبيانات سابقة أصدرتها بعد لقاءات أخرى للدلاي لاما مع قادة سياسيين أجانب بينهم الرئيس الأميركي السابق جورج بوش مما يشير إلى أن رد فعل القادة الصينيين سيظل محصوراً في الكلمات الغاضبة. وقال جين كانرونج وهو خبير في العلاقات الصينية الأميركية بجامعة رنمين ببكين “بالطبع ليس هذا هو أول لقاء بين رئيس أميركي وزعيم التبت لذا يعلم الجانبان ما سيحدث وعكس الرد الصيني ذلك.. لكنني أعتقد أن من المبكر للغاية القول إن التوترات انتهت. لا تزال هناك مبيعات الأسلحة الأميركية لتايوان وهناك أيضا خلافات حول التجارة والعملة من الممكن أن تتصاعد”.
المصدر: بكين، واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©