الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بلدية العين تطلق نظاماً إلكترونياً يحفز موظفيها على الإبداع

بلدية العين تطلق نظاماً إلكترونياً يحفز موظفيها على الإبداع
29 أكتوبر 2011 22:05
أحد أهم الأسباب التي تدفع الموظفين إلى إتقان العمل والارتقاء به والتفكير الجدي والفاعل في كيفية تطويره، شعورهم بأنهم يعملون في بيئة عمل محفزة للإبداع والتميز، تخلق لديهم الولاء له والرغبة في تطويره وتحسينه، وانسجاما مع ذلك أطلقت بلدية مدينة العين، ممثلة بقطاع البنية التحتية وأصول البلدية منذ عام نظاما متكاملا سمي بنظام «إبداع» خاص بموظفي القطاع كخطوة تعد الأولى من نوعها على مستوى البلدية، وكتجربة يراد دراسة نتائجها ليتسنى في ضوئها تعميم فكرة النظام على كافة قطاعات ودوائر البلدية. تسعى بلدية العين إلى الريادية والصدارة في الأعمال والخدمات التي تقدمها إلى شرائح المجتمع المختلفة، وهي تعي جيدا أن ذلك لن يتحقق إلا بأداء العاملين فيها لمهامهم على أتم وجه دون أدنى قصور، وانطلاقا من هذه القناعة أطلقت البلدية نظام «إبداع» لتحفيز موظفيها على الإبداع، وتقديم أفكار خلاقة تطور أداءها وترفع سوية الخدمات المقدمة لسكان العين. شروط وآليات حول النظام وأهدافه وشروطه وآلية تطبيقه، يقول المهندس سهيل المهيري، مدير إدارة تنسيق الخدمات والبنية التحتية، وعضو اللجنة العليا المشرفة «إبداع نظام إلكتروني لتلقي الأفكار والاقتراحات لضمان التطوير المستمر للموظفين، ويأتي هذا من منطلق حرص قطاع البنية التحتية وأصول البلدية على التواصل والتفاعل بين الإدارات الثلاث إدارة الطرق الداخلية، وإدارة الصحة العامة، وإدارة تنسيق البنية التحتية والخدمات، بحيث يفتح المجال للموظفين لإرسال ملاحظاتهم واقتراحاتهم وأفكارهم لتطوير وتحسين مستوى العمل ما يسهم في رفع الرضا الوظيفي للموظفين»، مشيرا إلى أنه نظام مبني على نظام مقترحات الموظفين العالمي، وأحد أفضل الممارسات لضمان التطوير المؤسسي المستمر، علما بأنه تم إطلاقه في شهر أغسطس 2010، وتم إنجاز 20 مقترحا من أصل 88 مقترحا تم استقباله في النظام. ويضيف «يهدف نظام إبداع إلى زيادة الرضا الوظيفي، وضمان التطوير المستمر للموظفين، وتطوير وتحسين مستواهم، بالإضافة إلى حرص القطاع على التواصل والتفاعل بين الإدارات الثلاث وموظفيها، وفتح المجال للموظفين للتعبير عن آرائهم ومقترحاتهم وإشراكهم في عملية اتخاذ القرار بشأن التطويرات والتحسينات الخاصة بمدينة العين». وحول آلية عمل نظام إبداع وكيفية استقبال المقترحات والتعامل معها، يشرح المهيري «يتم استقبال الأفكار والمقترحات من موظفي قطاع البنية التحتية عن طريق البريد الإلكتروني الرسمي للنظام أو عبر الهاتف أو الذهاب إلى مكتب المقترح لتدوين مقترحه، وبمجرد إرسال المقترح عبر الإيميل تصل رسالة شكر إلكترونية لصاحب المقترح، ومن ثم يقوم منسقو المشروع باستقبال الاقتراحات والأفكار من البريد الإلكتروني، وعقد اجتماعات من قبل اللجنة العليا التي تضم مدراء الإدارات برئاسة المدير التنفيذي للقطاع واللجنة الفنية التي تضم أعضاء من جميع الإدارات، ومقرر اللجنة وهو رئيس قسم إدارة الجودة والمعلومات من أجل بحث الأفكار والمقترحات وتقييم قابليتها للتطبيق». ويوضح «اللجنة العليا تجتمع كل شهرين بخلاف اللجنة الفنية التي تجتمع كل أسبوع أو أسبوعين بحسب تجمع عدد المقترحات التقدمة وهي تنشط في أوقات أخرى من السنة، لكن بصورة عامة التفاعل كبير من قبل الموظفين والموظفات وقد أبرز هذا النظام ما لديهم من أفكار بناءة رائعة فاجأت الجميع شرعنا في تطبيق الكثير منها والبقية قيد الدراسة والتنفيذ». أفكار مرفوضة يؤكد المهيري أنه لا يوجد لديهم فكرة مرفوضة على نظام إبداع فلطالما أن الموظف أعمل فكره ووقته في إيجاد مقترح يخدم مؤسسته ومدينته وبلده، ويستحق التقدير والدعم وهذا ما يترجمه الجلوس مع الموظف صاحب الفكرة فإن كانت قابلة للتطبيق يتم طلب دراسة موسعة حول آلية تطبيقها، والفريق الذي يرغب أن يشاركه في ذلك وإسناد مهمة تطبيقها له ولفريقه مع تزويدهم بكافة الاحتياجات، أما إذا كانت الفكرة غير ممكنة التطبيق لعدم واقعيتها فيناقش الموظف الذي اقترحها، وتوضح له أسباب إيقافها عن التنفيذ ولا يتم إنهاء النقاش حتى يقتنع كليا بذلك، حتى لا يخلق إيقاف فكرته لديه نوع من النفور أو الإحباط فيعود ويقدم أفكارا بناءة من جديد». ومن أبرز المحفزات التي يشتمل عليها نظام إبداع، بحسب المهيري، أنه يتم تطبيق فكرة الموظف على أرض الواقع وعمل تسجيلات فيديو وصور فوتوغرافية له توضع على موقع اليوتيوب، والكتابة عنه في مجلة البلدية ووسائل الإعلام المختلفة، وتكريمه في الحفل المقام سنويا لأفضل المقترحات وترشيحه للمشاركة بجوائز عالمية وعربية مثل جائزة الأفكار العربية، بالإضافة إلى رفع تقييمه السنوي من قبل مديره. ويقول المهيري «من أصل 250 موظفا وموظفة هو عدد موظفي قطاع البنية التحتية وأصول البلدية قدمت 88 فكرة رائدة طبق منها لغاية الآن 20 فكرة، من بينها فكرة المطبات الصناعية المطاطية». مطب مطاطي المطب الصناعي المطاطي هي فكرة المهندس حسن الصوافي، وتم تطبيقها، إلى ذلك، يقول «من وحي عملي في إدارة المشاريع استنتجت حاجتنا إلى مطبات صناعية مطاطية في الطرق نستعين بها في أوقات الطوارئ والمناسبات، وأثناء التحويلات المرورية لما لها من ميزات كبيرة مقارنة بالمطبات الإسفلتية، فهي سهلة وسريعة التركيب والإزالة، ولا تحتاج لشركة مختصة لتركيبها، ولا تترك آثارا تشوه منظر الشارع بعد إزالتها، ويمكن إعادة استخدامها وتركيبها مرات عدة كلما دعت الحاجة لها، مع إمكانية عمل قياسات متعددة منها لسرعات مختلفة وأماكن مخصصة، على عكس المطبات الإسفلتية التي تحتاج لوقت أطول لتركيبها من قبل شركة متخصصة، ولا تزال إلا بتكسيرها مما يتلفها ويشوه مظهر الشارع وبتركها لعلامات يصعب ترميمها، ما يعني أنه لا يمكن استخدامها أكثر من مرة واحدة مما ينطوي عليه المزيد من التكاليف بخلاف المطبات المطاطية التي تعد أقل سعرا وتكلفة منها». ويضيف الصوافي «فكرة استخدام المطبات الصناعية المطاطية في الطرق موجودة في الدولة لكن ليس بتلك الصورة التي نريدها فهي غير مفعلة بالطرق باستثناء المواقف الداخلية، وليس بتلك الجودة التي نطمح بها، ونظرا لاقتناع اللجنة بفكرة هذه المطبات وفاعليتها وافقت، حيث كلفوني باختيار فريق عمل من الموظفين الذين أرغب في أن يعملوا معي في فترة التنفيذ؛ فاخترت المهندسين أحمد المحروقي وأنور محمود وقمنا بعمل زيارة ميدانية للمصانع في الدولة، حتى حظينا بمصنع يصنع لنا مطبا واحدا ليتم تجريبه بعد تركيبه ومعرفة جدواه». ويتابع «اخترنا نوعية مطاط ذات جودة عالية عمرها الافتراضي لا يقل عن 5 سنوات، ونظرا لعدم وجود قالب لدى المصنع خاص بالقياسات التي نريدها للمطب صنعوا لنا قالبا خصيصا وتزويدنا به وأشرفت على تركيبه في منطقة الخريس والنتائج لغاية الآن مرضية جدا». ويؤكد الصوافي سعادته بوجود نظام «إبداع» الذي يرعى أفكاره وأفكار الموظفين، ويأخذ بها ما يشعرهم برضا كبير عن الوظيفة التي يعملون فيها والبيئة التي تكتنفها، خصوصا أن هذا النظام يحفظ حقه في الفكرة ويتعامل معها بصورة جدية وداعمة. شكل ثان مشروع المهندسة إيمان الدرعي لا يقل أهمية عن مشروع الصوافي؛ فقد حمل مشروعها قيمة بيئية عالية، وقد أطلقت عليه اسم «بشكل ثان». إلى ذلك، تقول «فكرتي تتعلق بإعادة تدوير اللوحات الإرشادية والمرورية الخاصة بالبلدية ما يسهم في تقليل تأثير هذه المخلفات وتراكمها على البيئة، ويحقق مفهوم الاستدامة التي نسعى كبلدية إلى الوصول إليه، فبعد أن درست كمية السكراب الموجودة لدينا من تلك اللوحات والتي تصل إلى 55 طنا، وجدت أنه يتم التعامل معها بطريقة مكلفة وغير صديقة للبيئة وذلك عبر بيعها للمصنع الذي يقوم بدوره بإعادة صهرها من أجل إعادة تشكيلها ما ينتج عنه غازات ملوثة للبيئة، ففكرت لم لا نستفيد من تلك المخلفات الحديدية في صناعة أشياء كثيرة مثل طاولات وكراسي وحاملات أقلام توضع على المكاتب دون الحاجة إلى تذويبها بل مجرد قصها وتشكيلها، ولن تكلفنا شيئا إذ ستتم العملية في الورشة الفنية التابعة لإدارة الطرق، وفعلا تحمس نظام إبداع لفكرتي وطبقت حيث أشرفت على الفريق الذي اخترته معي على تنفيذها، وتمت صناعة كرسيين وطاولة وسيتم صناعة أشياء أخرى في الفترة اللاحقة». ولا يختلف المقترح الذي تقدمت به الموظفة روية المهيري عن زميلتها الدرعي من حيث الهدف وهو الحفاظ على البيئة وتقليل التكاليف، لكنه يختلف من حيث الكيفية، فمشروع روية يتعلق بإعادة تدوير النفايات الورقية والكرتونية التي يستخدمها موظفو القطاع، حيث اقترحت المهيري أن يتم التخلص منها عبر جمعها وتسليمها للجهات المعنية بإعادة التدوير، وفعلا بعد أن وافق نظام إبداع على الفكرة طلب منها عمل دراسة لكيفية تطبيقها، وخلص الأمر إلى تواصلها مع جمعية حماية البيئة في العين، ومركز أبوظبي للنفايات، حيث وفرت جمعية أصدقاء البيئة نوعين من الصناديق الأول على شكل صناديق كرتونية صغيرة الحجم توضع في كل مكتب ليقوم الموظفون بوضع مخلفاتهم الورقية فيها، والصناديق الأخرى كبيرة الحجم يتم تجميع المخلفات الورقية الموجودة في صندوق كل مكتب داخلها، ليتولى بعد ذلك مركز أبوظبي للنفايات أخذ تلك المخلفات من الحاويات الكبيرة مباشرة فتتم بذلك العملية بصورة مجانية. مبادرة تنافس تفعيل المسؤولية الاجتماعية من خلال مبادرة قطاع البنية التحتية في خدمة المجتمع عبر تمويل البحوث العلمية هي الفكرة التي اقترحتها الموظفة فاطمة الظاهري تحت اسم «تنافس»، والتي حظيت بكثير من الدعم والتشجيع من قبل نظام «إبداع»، وحول فكرة مشروعها، تقول الظاهري «تنافس هو برنامج تمويل يقدمه قطاع البنية التحتية تحدياً للمجتمع الأكاديمي في الإمارات، ويدعو إلى الإسهام في إيجاد حلول في عدد من المجالات بما في ذلك المواد الهندسية وعمليات المرور وأنظمة النقل الذكية، وتصميم الطرق السريعة وهياكل المباني وضمان جودة البيئة والقياس والبناء والصيانة، حيث يدعو قطاع البنية التحتية المؤسسات الأكاديمية إلى تقديم واحد أو أكثر من التطبيقات بشكل يساعد في مواجهة التحديات في هذا المجال». وتضيف «كما أن مشروع البحث يدعم البحث العلمي والتصميم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والبيئة. وعليه وقعت كل من مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي وبلدية مدينة العين اتفاقية لتمويل مشاريع أبحاث علمية في مجال قطاع البنية التحتية برنامج منح البحوث بهدف الارتقاء بمستوى بيئة البحث في دولة الإمارات، وتقديم الدعم اللازم للباحثين في مسألة معينة تهم المجتمع الإماراتي، وترتقي به من خلال الاستفادة من مخرجات البحوث وتطبيقها بما يعود بالنفع على المجتمع، كما أن مبادرة بلدية مدينة العين لتمويل البحوث العلمية جاءت من منطلق اتباع استراتجية إمارة أبوظبي في تشجيع مجال التعليم والبحث العلمي، إضافة إلى تفعيل دور المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات». ومن الأفكار التي قدمت لنظام «إبداع» فكرة تتعلق بعمل معرض داخلي في بلدية العين بهدف تطوير وتحسين جودة المواد المستخدمة في الإنشاء واطلاع المهندسين على كل ما هو جديد في هذا المجال بشكل قريب جدا، والتي تقدمت بها المهندسة مريم الظاهري. متنفس «بناء فرق العمل» من منطلق أهمية كسر الروتين والملل لدى الموظفين، وتجديد نشاطهم وإيجاد طرق جديدة تحدث نوعا من التواصل الاجتماعي والتفاعل بينهم بعيدا عن إطار العمل وجموده تقدمت الموظفة نجلاء راشد بمقترح اسمته «بناء فرق العمل» والذي يشتمل على مجموعة من الألعاب والأنشطة البدنية والعقلية التي يجتمع الموظفون والموظفات لممارستها بصورة اختيارية بمعدل مرة واحدة كل شهر ضمن فترة زمنية تقارب ساعتين. وقد تبنى نظام إبداع مقترحها وصار للموظفين متنفسا مشوقا. وعن أثر هذه الألعاب التي بدأت تمارس منذ 8 شهور. تقول راشد «ألعاب بناء فرق العمل من الألعاب التي تؤدي إلى إثارة النشاط وتبديد الملل بعد برنامج عمل طويل، فهي طريقة عملية صحيحة في التعلم تستند إلى الأبحاث والدراسات والتي تسمى «بالتعلم من خلال الممارسة» أو «التعليم الترفيهي» أو «التعلم بالمرح»، وأغلب الألعاب التي اخترناها وفريق الموظفات القائم معي بالإعداد تحمل طابعا تنافسيا في إطار تفاعل اجتماعي بين المشاركين فتنتهي بفائز وخاسر، وهي بطبيعتها تتطلب من الأفراد المشاركة الجسدية (نشاط عضلي حركي) أو العقلية (نشاط عقلي كحل مشكلة) أو كليهما، كما تستثير الجانب الانفعالي لدى الموظف المشارك (كالحماس والمتعة والإثارة والترقب)».
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©