الخميس 16 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تجارب ناجحة وحلول زراعية

29 يناير 2012
كم نحن بحاجة لتبني تجارب منظمة الفاو الزراعية لإعادة الخصوبة للتربة، وبحاجة لحلول لتوفير مياه كافية، كما أننا بحاجة لعزل الكربون، وكل هذا يقع على عاتق المزارع الذي هو بحاجة للدعم، من خلال جهة تعمل على تأسيس صندوق لتقديم الدعم، خاصة للمزارع الصغيرة التي لا يحصل أصحابها على دعم، ورغم أنهم يملكون الأرض التي يمكن أن تقدم لنا سلة غذائية، تكفيه ليعيش حياة كريمة. بعد 40 عاما على قيام الدولة وبعد الكثير من المكتسبات، جاء الوقت لإقامة جمعية خاصة بالمزارعين، على أن يكون المشرفون عليها أولئك المهندسون الذين أحيلوا للتقاعد من المواطنين، فهم أكثر قربا من ذلك المزارع البسيط في مواجهة التحديات، وهم أقدر على تقديم حلول لمواجهة التملح وشح المياه وتقديم مشاريع يمكن تنفيذها، والأهم أن تعمل تلك الجمعية على إنشاء صندوق تكافل لدعم المزارعين. من صور التجارب الناجحة للمساعدة على تحمل آثار تغير المناخ وخفض الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وتبني أساليب مستجدة في إنتاج الغذاء، عملت منظمة «فاو» للأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة للبحث عن حلول، وخاصة فيما يتعلق بالزراعة، ومن جديدها أن عملت على تقديم الدروس للزراعة التي تتلاءم مع التغيرات المناخية المتلاحقة على كوكبنا. ومن مقاطعة ياتينجا ببوركينا فاسو في أفريقيا، تم استرداد خصوبة الأراضي من خلال استخدام نموذج محسن من الزراعة التقليدية. وتم ذلك بالحفر المعروف باسم «زاي» بحيث أصبحت المناطق التي لم تكن تنتج شيئا، تقدم اليوم محاصيل أكثر من ذي قبل بمقدار خمس مرات على الأقل، وفي شمال الكاميرون تعاني الأصناف المحلية منقلة الإنتاج، فيما عدا الذرة الصفراء والرفيعة، بسبب مقاومتها لندرة المياه، وبدعم من منظمة الفاو تم تأسيس معهد بحوث الزراعة الوطني بالكاميرون لإنتاج البذور، وإعادة توزيعها على المزارعين لتنتج اليوم محاصيل جيدة رغم الأوضاع غير المواتية. وفي موزنبيق يحصل صغار المزارعين على مدفوعات مقابل عزل الكربون، بفضل تبني مختلف الممارسات الزراعية المختلطة بالغابات، وأساليب خفض معدلات إزالة الغطاء الحرجي ومقاومة تدهور حالة الغابات، كما تم تشجيع المزارعين في فيتنام على استعمال الهاضمات لمقاومة تدهور حال الغابات، وذلك عن طريق تحويل نفايات المزارع إلى غاز حيوي يستخدم في أغراض الطهي والإضاءة اليومية، وإنتاج سماد خاص من الوحي النباتي لتغذية التربة في الحقول. أما في جزيرة بوهول بالفلبين فقد ساعد تحسين البنية التحتية على رفع كفاءة إدارة المياه، واستقرار الإنتاجية من محصول الأرز الرئيسي، بينما طبقت في الحقول أساليب أقل للمياه وأكثر تقليصا لغازات تؤدي إلى الاحتباس الحراري، وهذا يقودنا إلى أن التحول إلى أساليب زراعة ذكية مناخيا، يساعد على تحقيق العديد من الأهداف المهمة.. وكل هذه التجارب الناجحة يمكن لنا تبنيها في حال توفرت جهة لتنفيذها والإشراف عليها، بالتعاون مع المزارعين البسطاء. المحررة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©